- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين (ع) و النصراني والكوفة
قلم : سامي جواد كاظم
عدة مفارقات في طريق الحسين عليه السلام حصلت لم اقرأ من التفت اليها وحقيقة تستحق وقفة ، وكما ذكرت الناصحين كثر والذين لاقوه في الطريق اكثر وان كان التاريخ ذكر لنا من جرت له محاورة مع الحسين عليه السلام الا انهم اكثر بكثير ممن ذكر اسمه انه التقى الحسين عليه السلام ، وكل هؤلاء الذين نصحوا الحسين عليه السلام وتركوه يسير وحيدا منذ ان خرج من مكة حتى مشارف الكوفة التي جعجع ومنع رحله من دخول الكوفة من قبل جيش الحر قبل انضمامه الى الحسين عليه السلام كلهم راوا الحسين واكتفوا اما بالنصيحة او المنع هذا الموقف المخجل على الجانب الاخر هنالك موقف مشرف ورائع انه وهب النصراني الذي لم ير الحسين عليه السلام ولكنه علم من امه انه مر على خيمته فما كان منه الا الالتحاق به .
والله ابكي على وهب يامن تهب الخير اسالك بحق الحسين ان تهب لوهب جنان الخلد وهي كذلك حسب وعد الحسين عليه السلام لهم والذي ماخذل من تبعه فهذا النصراني الذي لم ير الحسين سارع بالالتحاق به وكان له ما اراد فلو لم يلتحق بالحسين فهل حسابه مثل حساب من التقى بالحسين ولم يلتحق به؟ ، فوالله ثم والله ثم والله الهداية الى اهل البيت عليهم السلام لا تعوض بثمن نعم نحن ولدنا شيعة وبقينا شيعة وهذه نعمة لا تثمن ولكن والله لو الذي ولد اراد ان يبغض اهل البيت عليهم السلام فلا ينفعه تشيع اهله .
يسالون التيجاني عن كتابه الاول لم سميته ثم اهتديت فاجاب وهل تعتقدون ان الهداية لاهل بيت النبوة سهلة؟ ، والله صدق فنشكر الله عز وجل على نعمة الهداية لاهل بيت نبيه عليهم افضل الصلاة والسلام ، ورحم الله وهب وام وهب وزوجة وهب .
هذا موقف ، والموقف الاخر ان هنالك من يشنع على شيعة العراق وتحديدا شيعة الكوفة بسبب بعض المواقف المخذلة لشتات قومهم والتي ليست هي القاعدة بل الاستثناء بل وحتى كتب التاريخ دائما تسلط الضوء على كل من ذم شيعة علي عليه السلام في الكوفة بل وحتى تختار الكلمات التي قالها الحسين وزينب والسجاد عليهم السلام بحق من خذلهم ، ولعلمكم ان الائمة عليهم السلام لا يؤمنون بالقومية وعند حديثهم عن اهل الكوفة فانهم يقصدون من كان بالكوفة وتراجع عن ما كتب .
واما مسالة استشهاد مسلم عليه السلام في الكوفة فانا ارى فيها كثير من المبالغات والدس في كيفية استشهاده ودليلي على ذلك يرتكز على امرين ، الاول ان الذي دون مقتل الحسين عليه السلام وهو ابو مخنف الكوفي لم يصل الينا يقول اغا بزرك الطهراني في الذريعة عن المقتل هذا ( لكن الظاهر ان فيه بعض الموضوعات ) ومن ثم كتب الطبري في تاريخه عن المقتل محاولا جمع ما امكنه جمعه من بقايا ما كتبه ابو مخنف ، فاذا كانت واقعة الطف وهي الابرز من ما حدث في الكوفة لم يتم تدوينها بكل حيثياتها وهنالك بعض المواقف التي تحوم حولها علامات الاستفهام فكيف بواقعة مسلم الاقل تاثيرا من واقعة الطف الا يعقل دس او تهويل الحدث فيها ؟
والامر الثاني المعلوم لدينا ان عبيد الله بن زياد جاء الكوفة وقتل مسلم لانه رسول الحسين عليه السلام ولما كان هذا الامر الا يعني ان ابن مرجانة يتمنى ان يلقي الحسين عليه السلام حتى يامر بقتله او هو يقتله؟ من المؤكد نعم لانه جاء من اجل ذلك السؤال هنا لماذا خشي ابن زياد من دخول الحسين عليه السلام الى الكوفة وغايته جاءت لعنده؟ الا يعني ان هنالك امرا ما سيحدث ضده من اهل الكوفة لو دخل الحسين عليه السلام الكوفة ؟ والا لماذا يمنعه من الدخول وهو القادر على قتله ويتمنى ذلك ؟وهو القائل بعد حصار الحسين عليه السلام في الطف (الان علقت مخالبنا به ) لماذا لانه بعيد في الصحراء بعيد عن الكوفة .
رحم الله الوائلي الذي تطرق الى هذه النقطة المهمة فقال ان الوهابية والسلفية والمدلسين في كتب التاريخ كثيرا ما يتهجمون على شيعة العراق فالعراق فيه الباطل وفيه المحق باتياع اهل البيت ولكن الشام التي كانت كلها باطل لماذا لم يتحدث عنها هؤلاء الحاقدين ؟رحم الله الوائلي وانا ازيده قال الامام الصادق عليه السلام لابي بصير يا ابي بصير ان محبتنا اهل البيت عرضت على اهل السموات والارض فلم يحملها الا اهل العراق او اهل الكوفة في رواية اخرى .
واخيرا ازيدكم علما ان الجيش الذي قاتل الحسين عليه السلام 80% اموي والباقي من المتخاذلين الشيعة فقوادهم العشرة لم يكن بينهم الا شبث بن ربعي الذي كاتب الحسين وخالف فقط اما البقية من ابن سعد والشمر والحصين ومضاير كلهم جاءوا من خارج الكوفة ويضاف الى قادة الجيش الحر عليه السلام الذي اهتدى لولاية الحسين عليه السلام .
وقد قسم جيش يزيد الى خمسة اصناف الاول الانتهازيون منهم عمر وبحار وشمر، الثاني المرتزقة وهم الذين سلبوا رحل الحسين عليه السلام وثالثهم الممسوخون وهم الذين غايتهم القتل والاجرام ولا دين لهم ولا غاية سوى الاجرام مثل حرملة اللعين والرابع الخوارج الذين يمقتون امير المؤمنين علي عليه السلام والخامس هم المتخاذلون من الشيعة والذي وان لم يشارك اغلبهم بالقتال سوى الوقوف مع جيش يزيد الا انهم في النار كما جاء في رواية حفيد او ابن احدهم يسال الامام الصادق عليه السلام عن ابيه الذي وقف مع جيش يزيد ولكنه لم يرم سهم ولم يخرج سيفه من غمده ولم يسرق شيء فما هو حسابه اجابه عليه السلام في جهنم لانه كثر السواد في عين جدي .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله الطاهرين .