- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عنوان صحيفة المؤمن حب علي / 3
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
قال تعالى في سورة المائدة:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }(1).
وهي من آيات الولاية التي أختص بها امير المؤمنين وهي سورة المائدة ورقمها(55)وهي من الآيات المدنية والتي تتعلق بالإمامة والخلافة وترجع أهمية هذه الآية في احتلال موقع الإمامة والخلافة بعد الرسول الأعظم محمد(ص) ومسيرة الأمة الإسلامية وبنيتها بعد الرسول محمد(ص). وهذه الآية هي نفس سورة آية التبليغ للرسول في غدير خم والتي { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ...}وقد نزلت هذه الآية وبلا نقاش وباجتماع كافة الفرق الإسلامية وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حينما تصدّق بخاتمه للسائل أثناء الركوع في صلاته في مسجد رسول الله (ص)، وتعتبر آية الولاية من أهم الأدلّة التي يستدل بها الشيعة على إثبات أحقّية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالإمامة والخلافة بعد رسول الله (ص). والرواية مذكورة في كتب الحديث السنّية وليس لها حد ومن أراد فليراجع المصادر المذكورة في اسفل المقال(2).
وهناك تفسير من اهل السنة أنها نزلت في حق عبادة بن الصامت عندما تبرأ من حلف اليهود وكذلك اعطى صفات المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ليبقى الشطر الأخير الأخير(وهم راكعون) فيفسرها إبن كثير بهذا القول " فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: { ويؤتون الزكاة} أي في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ".
وهذا الأمر فيه مشقة بالغة في اعطاء الزكاة ليرجع أبن كثير ويقول في اشارة عبارة من اجل التعتيم " قال السدي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن عليّ بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه، وقد تقدم في الأحاديث التي أوردناها أن هذه الآيات نزلت في عبادة بن الصامت رضي اللّه عنه حين تبرأ من حلف اليهود، ورضي بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين "(3).
مع العلم أن الطبري والقرطبي والزمخشري واغلب علماء العامة كلهم يؤكدون انها نزلت بحق امير في التصدق بخاتمه للسائل الذي طلب بالصدقة(4).
دلالات مفاد الآية
تكشف آية الولاية على جملة من الأحكام والمعاني الملازمة لها، منها:
1 ـ حصر معنى الولاية - الدالة عليها أداة الحصر " إنّما" الواقعة في صدر الآية - بمن ذكروا في الآية الكريمة، وهم: المولى تعالى - الرسول الأكرم محمد (ص) - الذين آمنوا المخصّصين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أثناء ركوعهم، وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
2 ـ أنّ هناك طولية تراتبية في معنى الولاية المذكورة في الآية، بمعنى أنّ ولاية الرسول (ص) متفرعة عن ولاية المولى تعالى، وبالتبع لذلك تتفرع ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام المقصود بعبارة المؤمنين المقيمين للصلاة والمعطين للزكاة أثناء الركوع.
3 ـ أنّ هذه الطولية يترتب عليها وحدة معنى الولاية في تعلقها بمن ذكروا في الآية الكريمة، وعدم إمكان التفكيك في هذا المعنى.
4 ـ أنّ طاعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الثابتة له الولاية في الآية الكريمة واجبة شرعاً، تبعاً لوجوب طاعة الرسول (ص)، المتفرعة من وجوب طاعة المولى تعالى المدركة بالضرورة والبداهة، إضافة لنص آية الولاية(5).
ومن هنا يتضح ان الولاية كانت لأمير المؤمنين وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفي عدة مواضع. وهي تتناغم مع خطبة نبينا الأكرم في غدير خم عندما قال { ألست أولى بكم من أنفسكم ) قالوا: ( بلى ) .. ألا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ..} فولاية أذن ولاية إلهية وبأمر وبعلم من الله سبحانه وهذه الآية وباقي الآيات تؤكد ماقلناه. وللعلم أنه قد نزل من الآيات في القرآن ما لاتعد ولاتحصى ويكفي ان نستشهد بالحديث الشريف للرسول الأعظم محمد((ص) والمتفق عليه من قبل كافة المذاهب والفرق الإسلامية وهو { علي مع القرآن و القرآن مع علي؛ لا يفترقان حتي يردا علي الحوض} و قال رسول الله صلى الله عليه و آله { إن القرآن أربعة ارباع , فربع فينا أهل البيت خاصة .. و إن الله أنزل في علي كرائم القرآن (6).
قال بن عباس : نزل في علي أكثر من ثلاثمائة آية(7).
وفي جزئنا القادم إن شاء الله سوف نلقي الاضواء على لقب أمير المؤمنين الذي أختص به الأمام علي بن أبي طالب(ع) أن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ المائدة: 55.
2 ـ أبن الأثير، المختار من مناقب الأخيار، ج 1، ص 100-101. ابن حجر العسقلاني، الكافي الشاف، ص 55 رقم الحديث 459.. ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة، ص 118 باب بعض مناقب الإمام علي عليه السلام. الواحدي، أسباب النزول، ص 201 رقم الحديث 396 رقم الآية 190..الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 249 - 289 سورة المائدة الآية 55.الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 7، ص 16-17 سورة المائدة آية 55. محب الدين الطبري، ذخائر العقبى، ص 159 باب مانزل في علي عليه السلام من آيات. الجويني، فرائد السمطين، ج 1، ص 187-188 وص 193-195 الباب 39 من السمط الأول. الزرندي، نظم درر السمطين، ص 106 باب ذكر مانزل في علي عليه السلام في القرآن من الآيات. الخوارزمي، مناقب الخوارزمي، ص 264 -265 الفصل السابع في بيان مانزل من الآيات في شأن الإمام علي عليه السلام
3 ـ تفسير أبن كثير (تفسير سورة المائدة : المائدة)موقع ( ALRO 7). باب التفسير.
4 ـ راجع ومحمد بن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان، والسيوطي في تفسيره الدر المنثور، والقرطبي في تفسيره، والزمخشري في تفسيره الكشاف، ومحب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبى، والآلوسي في تفسيره روح المعاني، والثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان, والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان... والكثير من علماء وفقهاء العامة ومن كافة الفرق الإسلامية.
5 ـ منقولة من موقع ويكي شيعة. الموضع (آية الولاية). باب (نقاش). الرابط : http://ar.wikishia.net/view/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9
6 ـ شواهد التنزيل ج1 ص 42 43.
7 ـ ينابيع المودة ص 126.
قال تعالى في سورة المائدة:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }(1).
وهي من آيات الولاية التي أختص بها امير المؤمنين وهي سورة المائدة ورقمها(55)وهي من الآيات المدنية والتي تتعلق بالإمامة والخلافة وترجع أهمية هذه الآية في احتلال موقع الإمامة والخلافة بعد الرسول الأعظم محمد(ص) ومسيرة الأمة الإسلامية وبنيتها بعد الرسول محمد(ص). وهذه الآية هي نفس سورة آية التبليغ للرسول في غدير خم والتي { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ...}وقد نزلت هذه الآية وبلا نقاش وباجتماع كافة الفرق الإسلامية وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حينما تصدّق بخاتمه للسائل أثناء الركوع في صلاته في مسجد رسول الله (ص)، وتعتبر آية الولاية من أهم الأدلّة التي يستدل بها الشيعة على إثبات أحقّية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بالإمامة والخلافة بعد رسول الله (ص). والرواية مذكورة في كتب الحديث السنّية وليس لها حد ومن أراد فليراجع المصادر المذكورة في اسفل المقال(2).
وهناك تفسير من اهل السنة أنها نزلت في حق عبادة بن الصامت عندما تبرأ من حلف اليهود وكذلك اعطى صفات المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ليبقى الشطر الأخير الأخير(وهم راكعون) فيفسرها إبن كثير بهذا القول " فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: { ويؤتون الزكاة} أي في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ".
وهذا الأمر فيه مشقة بالغة في اعطاء الزكاة ليرجع أبن كثير ويقول في اشارة عبارة من اجل التعتيم " قال السدي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن عليّ بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه، وقد تقدم في الأحاديث التي أوردناها أن هذه الآيات نزلت في عبادة بن الصامت رضي اللّه عنه حين تبرأ من حلف اليهود، ورضي بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين "(3).
مع العلم أن الطبري والقرطبي والزمخشري واغلب علماء العامة كلهم يؤكدون انها نزلت بحق امير في التصدق بخاتمه للسائل الذي طلب بالصدقة(4).
دلالات مفاد الآية
تكشف آية الولاية على جملة من الأحكام والمعاني الملازمة لها، منها:
1 ـ حصر معنى الولاية - الدالة عليها أداة الحصر " إنّما" الواقعة في صدر الآية - بمن ذكروا في الآية الكريمة، وهم: المولى تعالى - الرسول الأكرم محمد (ص) - الذين آمنوا المخصّصين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أثناء ركوعهم، وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
2 ـ أنّ هناك طولية تراتبية في معنى الولاية المذكورة في الآية، بمعنى أنّ ولاية الرسول (ص) متفرعة عن ولاية المولى تعالى، وبالتبع لذلك تتفرع ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام المقصود بعبارة المؤمنين المقيمين للصلاة والمعطين للزكاة أثناء الركوع.
3 ـ أنّ هذه الطولية يترتب عليها وحدة معنى الولاية في تعلقها بمن ذكروا في الآية الكريمة، وعدم إمكان التفكيك في هذا المعنى.
4 ـ أنّ طاعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الثابتة له الولاية في الآية الكريمة واجبة شرعاً، تبعاً لوجوب طاعة الرسول (ص)، المتفرعة من وجوب طاعة المولى تعالى المدركة بالضرورة والبداهة، إضافة لنص آية الولاية(5).
ومن هنا يتضح ان الولاية كانت لأمير المؤمنين وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفي عدة مواضع. وهي تتناغم مع خطبة نبينا الأكرم في غدير خم عندما قال { ألست أولى بكم من أنفسكم ) قالوا: ( بلى ) .. ألا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ..} فولاية أذن ولاية إلهية وبأمر وبعلم من الله سبحانه وهذه الآية وباقي الآيات تؤكد ماقلناه. وللعلم أنه قد نزل من الآيات في القرآن ما لاتعد ولاتحصى ويكفي ان نستشهد بالحديث الشريف للرسول الأعظم محمد((ص) والمتفق عليه من قبل كافة المذاهب والفرق الإسلامية وهو { علي مع القرآن و القرآن مع علي؛ لا يفترقان حتي يردا علي الحوض} و قال رسول الله صلى الله عليه و آله { إن القرآن أربعة ارباع , فربع فينا أهل البيت خاصة .. و إن الله أنزل في علي كرائم القرآن (6).
قال بن عباس : نزل في علي أكثر من ثلاثمائة آية(7).
وفي جزئنا القادم إن شاء الله سوف نلقي الاضواء على لقب أمير المؤمنين الذي أختص به الأمام علي بن أبي طالب(ع) أن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ المائدة: 55.
2 ـ أبن الأثير، المختار من مناقب الأخيار، ج 1، ص 100-101. ابن حجر العسقلاني، الكافي الشاف، ص 55 رقم الحديث 459.. ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة، ص 118 باب بعض مناقب الإمام علي عليه السلام. الواحدي، أسباب النزول، ص 201 رقم الحديث 396 رقم الآية 190..الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 249 - 289 سورة المائدة الآية 55.الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 7، ص 16-17 سورة المائدة آية 55. محب الدين الطبري، ذخائر العقبى، ص 159 باب مانزل في علي عليه السلام من آيات. الجويني، فرائد السمطين، ج 1، ص 187-188 وص 193-195 الباب 39 من السمط الأول. الزرندي، نظم درر السمطين، ص 106 باب ذكر مانزل في علي عليه السلام في القرآن من الآيات. الخوارزمي، مناقب الخوارزمي، ص 264 -265 الفصل السابع في بيان مانزل من الآيات في شأن الإمام علي عليه السلام
3 ـ تفسير أبن كثير (تفسير سورة المائدة : المائدة)موقع ( ALRO 7). باب التفسير.
4 ـ راجع ومحمد بن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان، والسيوطي في تفسيره الدر المنثور، والقرطبي في تفسيره، والزمخشري في تفسيره الكشاف، ومحب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبى، والآلوسي في تفسيره روح المعاني، والثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان, والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان... والكثير من علماء وفقهاء العامة ومن كافة الفرق الإسلامية.
5 ـ منقولة من موقع ويكي شيعة. الموضع (آية الولاية). باب (نقاش). الرابط : http://ar.wikishia.net/view/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9
6 ـ شواهد التنزيل ج1 ص 42 43.
7 ـ ينابيع المودة ص 126.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التسرب من التعليم
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير