- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عنوان صحيفة المؤمن حب علي / 2
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا "
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا " عن ابن عباس: ما نزلت:
" يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها. وعنه: ما ذكر الله في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير، وعنه مثله، وفيه إلا كان علي رأسها وأميرها، وفيه:
ولقد أمرنا بالاستغفار له. وعنه مثله، وفيه: رأسها وقائدها. وعن حذيفة: إلا كان لعلي (1) لبها ولبابها. وعن مجاهد: فإن لعلي سابقة ذلك لأنه سبقهم إلى الاسلام. وعن ابن عباس: إلا وعلي شريفها وأميرها. والعديد من المصادر السنية التي ذكرتها اسفل المقال ويوجد منها الكثير ولكن لايسع المجال لسردها.
وعن ابن عباس: ما نزل في أحد من الله ـ عز وجل ـ ما نزل في علي(عليه السلام)(2).
ولهذا فأن معنى الرواية : كل المدائح والمناقب التي ذكرت في القران بعد كلمة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) فالمدح والفضل ثابت لعلي امير المؤمنين (عليه السلام) بل هو في ذاك المدح والفضل امير وسيد الممدوحين. وهذه الامر في تفسير الآيات التي وردت في أنها الأمام أمير المؤمنين هو أميرها تأكيد ومصداق لغدير خم وبيعة الغدير في أن الله قد عقد الله سبحانه وتعالى لأمير المؤمنين أنه وصي الله ورسوله وأنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وأنه مؤيد ومنصور من الله ورسوله في هذا الأمر,
الآية الكريمة { سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج . . .}(3).
وحادثة وتفسير هذه الآيات الكريمة أنه لما بلغ رسول(ص) بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد ، أتى الحارث بن النعمان الفهري وفي رواية أبي عبيد: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد ! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم ، والحج، والزكاة ، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شي منك أم من الله؟! فقال رسول الله (ص): والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع . .) الآية . انتهى . وقد أحصى علماؤنا كصاحب العبقات ، وصاحب الغدير ، وصاحب إحقاق الحق ، وصاحب نفحات الأزهار ، وغيرهم . . عددا من أئمة السنيين وعلمائهم الذين أوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم ، فزادت على الثلاثين . .نذكر منهم اثني عشر في اسقل المقال(4).
وقول الامام الصادق(عليه السلام) (تأويلها فيما يأتي) يدل على أن مذهب أهل البيت: أن العذاب الواقع في الآية وعيد مفتوح، فمنه ما وقع فيما مضى على المشركين والمنافقين، ومنه ما يقع فيما يأتي على بقيتهم. . وهو المناسب مع إطلاق التهديد في الآية، ومع سنة الله تعالى وانتصاره لدينه وأوليائه.
ولهذا من المعروف أن الله سبحانه وتعالى ما يقوم به في كل أعماله كاملة وليست ناقصة أي لا يأتي الله جل وعلا بأمر أو وصايا وأحكام تأتي غير منقوصة أو البعض يقول انها شبة متكاملة بل رب السماوات والأرض هو الكمال والمثل الأعلى ولهذا جاء قول جل وعلا في محكم كتابه القرآن الكريم حيث يقول {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(5)، ولكن في كل حقب التاريخ ومجيء الرسل كان البشر هم يتمردون على وصايا الرب ليكون الانقلاب على أعقابهم الصفة المميزة في كل اعمال البشر والتي كانت ورائها مصالح دنيوية يتبناها الكثير من البشر من عبيد الدنيا والدرهم والذي تكون أعينهم وقلوبهم قد عميت ولم ترى ثواب الآخرة ونعيمها لتستبدلها بالدنيا الغرور والتي هي متاع الغرور قد وصفهم الله سبحانه في تعالى في الآية الكريمة بقوله {... قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }(6).ولهذا يقول أيضاً في القرآن الكريم {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(7).
ومن هنا كان التشكيك ببيعة الغدير من قبل الكثير من عبيد الدنيا وعبيد الدرهم والدينار ومن قبل الاهواء الاموية والعباسية ومن لف لفهم. مع العلم ان كل الديانات الأخرى قد أقرت بوجود الوصي ففي الديانة اليهودية كان يوشع بن نون وصي نبي الله موسى(ع) والقديس بطرس كان وصي المسيح(ع)وكل الأوصياء كانوا كلهم حزام ظهر الأنبياء وخط الدفاع والصد الأول. وأن اختيار الوصي لا يتم اعتباطا بل ضمن مواصفات معينة يمتلك من المواصفات البدنية والفكرية والذهنية أي المزايا التي تؤهله لخلافة النبي سواء كان النبي موسى(ع) او باقي الأنبياء ولهذا يقول سفر يشوع وهو احد اسفار اليهود في التوراة في معرض وصف مزايا هذا الوصي ((كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب، خليفة موسى . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين، ما أعظم مجده عند رفع يديه، وتسديد حربته على المدن. من قام نظيره من قبله؟ إن الرب نفسه دفع إليه الأعداء. ألم ترجع الشمس إلى الوراء على يده، وصار اليوم نحوا من يومين؟ دعا العلي القدير إذ كان يهزم الأعداء من كل جهة، فاستجاب له الرب العظيم أهلك المقاومين دعا الرب القدير، عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة فأرعد الرب من السماء، وبقصف عظيم أسمع صوته)).(8)
فالثابت ومن منطق المنطق والعقل ان الله قد أمر بالولاية للإمام علي بن أبي طالب ولهذا أنزل هذه الآية للدلالة على ضرورة الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى والمعروف والبديهي أن كل من لم يمتثل لأمر الله جل وعلا سيصيبه عذاب شديد كما حدث مع الأقوام الغابرة عندما بعث الأنبياء لهم. وليكون أمر رب السماوات والأرض أمر حازم وعدم مخالفته في بيعة الغدير والإذعان للأوامر الإلهية بدون أي نقاش أو مخالفة وليعطي أن بيعة الغدير قد كانت أمر آلهي وعلى الناس الامتثال لهذا الأمر الإلهي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٦ - الصفحة 117. كشف الغمة، للأربلي 1 / 314، نقلا عن مناقب ابن مردويه. رجع الى كنز العمال رقم الحديث 32920 وكذا رقم 36353 وكذا معرفة الصحابة لابي نعيم رقم 334 وذخائر العقبى للطبري ص89 واحمد بن حنبل في المناقب وغيرهم ). أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع). رقم الحديث 1079. السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 104 ). المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 604 ). القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 177 ). .
2 ـ كشف الغمة، للأربلي 1 / 314، نقلا عن مناقب ابن مردويه. كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي ص 356. منشورات المكتبة الحيدرية.
3 ـ [ المعارج : 1 ، 2 ، 3 ...].
4 ـ الحافظ أبو عبيد الهروي المتوفى بمكة 223 في تفسيره ( غريب القرآن ). أبو بكر النقاش الموصلي البغدادي المتوفى 351 في تفسيره ( شفاء الصدور ). أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري التوفي 427 في تفسيره ( الكشف والبيان ). الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب ( أداء حق الموالاة ). أبو بكر يحيى القرطبي المتوفى 567 في تفسيره. شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرته. شيخ الإسلام الحمويني المتوفى 722 روى في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر قال : أخبرني الشيخ عماد الدين الحافظ بن بدران بمدينة نابلس ، فيما أجاز لي أن أرويه عنه إجازة ، عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد الأنصاري إجازة ، عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي إجازة ، عن الامام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال : قرأت على شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أن سفيان بن عيينة سئل عن قوله عز وجل : سأل سائل بعذاب واقع فيمن نزلت فقال . . . .أبو السعود العمادي المتوفى 982 قال في تفسيره 8 ص 292 : قيل هو الحرث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله ( عليه السلام ) في علي ( رض ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال . . . .
شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى 977 قال : في تفسيره السراج المنير 4 ص 364 : اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس : هو النضر بن الحرث ، وقيل : هو الحرث بن النعمان . . . الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي المتوفى 1044 ، روى في السيرة الحلبية 3 ص 302 وقال : لما شاع قوله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه في ساير الأمصار وطار في جميع الأقطار ، بلغ الحرث بن النعمان الفهري . . . . إلى آخر لفظ سبط ابن الجوزي . شمس الدين الحفني الشافعي المتوفى 1181 ، قال في شرح الجامع الصغير للسيوطي 2 ص 387 في شرح قوله (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه . أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب اللدنية، ص 13.
5 ـ [الروم : 27].
6 ـ [النساء : 77].
7 ـ [الحديد : 20].
8 ـ سفر يشوع بن سيراخ 46:1. منقول من مقال للكاتبة أيزابيل بنامين ماما آشوري وغدير خمّ. عنوان المقال(حوار بين غدير عفرون ، وغدير خمّ).
الآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا "
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا " عن ابن عباس: ما نزلت:
" يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها. وعنه: ما ذكر الله في القرآن " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير، وعنه مثله، وفيه إلا كان علي رأسها وأميرها، وفيه:
ولقد أمرنا بالاستغفار له. وعنه مثله، وفيه: رأسها وقائدها. وعن حذيفة: إلا كان لعلي (1) لبها ولبابها. وعن مجاهد: فإن لعلي سابقة ذلك لأنه سبقهم إلى الاسلام. وعن ابن عباس: إلا وعلي شريفها وأميرها. والعديد من المصادر السنية التي ذكرتها اسفل المقال ويوجد منها الكثير ولكن لايسع المجال لسردها.
وعن ابن عباس: ما نزل في أحد من الله ـ عز وجل ـ ما نزل في علي(عليه السلام)(2).
ولهذا فأن معنى الرواية : كل المدائح والمناقب التي ذكرت في القران بعد كلمة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) فالمدح والفضل ثابت لعلي امير المؤمنين (عليه السلام) بل هو في ذاك المدح والفضل امير وسيد الممدوحين. وهذه الامر في تفسير الآيات التي وردت في أنها الأمام أمير المؤمنين هو أميرها تأكيد ومصداق لغدير خم وبيعة الغدير في أن الله قد عقد الله سبحانه وتعالى لأمير المؤمنين أنه وصي الله ورسوله وأنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وأنه مؤيد ومنصور من الله ورسوله في هذا الأمر,
الآية الكريمة { سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج . . .}(3).
وحادثة وتفسير هذه الآيات الكريمة أنه لما بلغ رسول(ص) بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد ، أتى الحارث بن النعمان الفهري وفي رواية أبي عبيد: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد ! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم ، والحج، والزكاة ، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شي منك أم من الله؟! فقال رسول الله (ص): والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع . .) الآية . انتهى . وقد أحصى علماؤنا كصاحب العبقات ، وصاحب الغدير ، وصاحب إحقاق الحق ، وصاحب نفحات الأزهار ، وغيرهم . . عددا من أئمة السنيين وعلمائهم الذين أوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم ، فزادت على الثلاثين . .نذكر منهم اثني عشر في اسقل المقال(4).
وقول الامام الصادق(عليه السلام) (تأويلها فيما يأتي) يدل على أن مذهب أهل البيت: أن العذاب الواقع في الآية وعيد مفتوح، فمنه ما وقع فيما مضى على المشركين والمنافقين، ومنه ما يقع فيما يأتي على بقيتهم. . وهو المناسب مع إطلاق التهديد في الآية، ومع سنة الله تعالى وانتصاره لدينه وأوليائه.
ولهذا من المعروف أن الله سبحانه وتعالى ما يقوم به في كل أعماله كاملة وليست ناقصة أي لا يأتي الله جل وعلا بأمر أو وصايا وأحكام تأتي غير منقوصة أو البعض يقول انها شبة متكاملة بل رب السماوات والأرض هو الكمال والمثل الأعلى ولهذا جاء قول جل وعلا في محكم كتابه القرآن الكريم حيث يقول {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(5)، ولكن في كل حقب التاريخ ومجيء الرسل كان البشر هم يتمردون على وصايا الرب ليكون الانقلاب على أعقابهم الصفة المميزة في كل اعمال البشر والتي كانت ورائها مصالح دنيوية يتبناها الكثير من البشر من عبيد الدنيا والدرهم والذي تكون أعينهم وقلوبهم قد عميت ولم ترى ثواب الآخرة ونعيمها لتستبدلها بالدنيا الغرور والتي هي متاع الغرور قد وصفهم الله سبحانه في تعالى في الآية الكريمة بقوله {... قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }(6).ولهذا يقول أيضاً في القرآن الكريم {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(7).
ومن هنا كان التشكيك ببيعة الغدير من قبل الكثير من عبيد الدنيا وعبيد الدرهم والدينار ومن قبل الاهواء الاموية والعباسية ومن لف لفهم. مع العلم ان كل الديانات الأخرى قد أقرت بوجود الوصي ففي الديانة اليهودية كان يوشع بن نون وصي نبي الله موسى(ع) والقديس بطرس كان وصي المسيح(ع)وكل الأوصياء كانوا كلهم حزام ظهر الأنبياء وخط الدفاع والصد الأول. وأن اختيار الوصي لا يتم اعتباطا بل ضمن مواصفات معينة يمتلك من المواصفات البدنية والفكرية والذهنية أي المزايا التي تؤهله لخلافة النبي سواء كان النبي موسى(ع) او باقي الأنبياء ولهذا يقول سفر يشوع وهو احد اسفار اليهود في التوراة في معرض وصف مزايا هذا الوصي ((كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب، خليفة موسى . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين، ما أعظم مجده عند رفع يديه، وتسديد حربته على المدن. من قام نظيره من قبله؟ إن الرب نفسه دفع إليه الأعداء. ألم ترجع الشمس إلى الوراء على يده، وصار اليوم نحوا من يومين؟ دعا العلي القدير إذ كان يهزم الأعداء من كل جهة، فاستجاب له الرب العظيم أهلك المقاومين دعا الرب القدير، عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة فأرعد الرب من السماء، وبقصف عظيم أسمع صوته)).(8)
فالثابت ومن منطق المنطق والعقل ان الله قد أمر بالولاية للإمام علي بن أبي طالب ولهذا أنزل هذه الآية للدلالة على ضرورة الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى والمعروف والبديهي أن كل من لم يمتثل لأمر الله جل وعلا سيصيبه عذاب شديد كما حدث مع الأقوام الغابرة عندما بعث الأنبياء لهم. وليكون أمر رب السماوات والأرض أمر حازم وعدم مخالفته في بيعة الغدير والإذعان للأوامر الإلهية بدون أي نقاش أو مخالفة وليعطي أن بيعة الغدير قد كانت أمر آلهي وعلى الناس الامتثال لهذا الأمر الإلهي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٦ - الصفحة 117. كشف الغمة، للأربلي 1 / 314، نقلا عن مناقب ابن مردويه. رجع الى كنز العمال رقم الحديث 32920 وكذا رقم 36353 وكذا معرفة الصحابة لابي نعيم رقم 334 وذخائر العقبى للطبري ص89 واحمد بن حنبل في المناقب وغيرهم ). أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع). رقم الحديث 1079. السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 104 ). المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 604 ). القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 177 ). .
2 ـ كشف الغمة، للأربلي 1 / 314، نقلا عن مناقب ابن مردويه. كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي ص 356. منشورات المكتبة الحيدرية.
3 ـ [ المعارج : 1 ، 2 ، 3 ...].
4 ـ الحافظ أبو عبيد الهروي المتوفى بمكة 223 في تفسيره ( غريب القرآن ). أبو بكر النقاش الموصلي البغدادي المتوفى 351 في تفسيره ( شفاء الصدور ). أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري التوفي 427 في تفسيره ( الكشف والبيان ). الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب ( أداء حق الموالاة ). أبو بكر يحيى القرطبي المتوفى 567 في تفسيره. شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرته. شيخ الإسلام الحمويني المتوفى 722 روى في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر قال : أخبرني الشيخ عماد الدين الحافظ بن بدران بمدينة نابلس ، فيما أجاز لي أن أرويه عنه إجازة ، عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد الأنصاري إجازة ، عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي إجازة ، عن الامام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال : قرأت على شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أن سفيان بن عيينة سئل عن قوله عز وجل : سأل سائل بعذاب واقع فيمن نزلت فقال . . . .أبو السعود العمادي المتوفى 982 قال في تفسيره 8 ص 292 : قيل هو الحرث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله ( عليه السلام ) في علي ( رض ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال . . . .
شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى 977 قال : في تفسيره السراج المنير 4 ص 364 : اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس : هو النضر بن الحرث ، وقيل : هو الحرث بن النعمان . . . الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي المتوفى 1044 ، روى في السيرة الحلبية 3 ص 302 وقال : لما شاع قوله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه في ساير الأمصار وطار في جميع الأقطار ، بلغ الحرث بن النعمان الفهري . . . . إلى آخر لفظ سبط ابن الجوزي . شمس الدين الحفني الشافعي المتوفى 1181 ، قال في شرح الجامع الصغير للسيوطي 2 ص 387 في شرح قوله (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه . أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب اللدنية، ص 13.
5 ـ [الروم : 27].
6 ـ [النساء : 77].
7 ـ [الحديد : 20].
8 ـ سفر يشوع بن سيراخ 46:1. منقول من مقال للكاتبة أيزابيل بنامين ماما آشوري وغدير خمّ. عنوان المقال(حوار بين غدير عفرون ، وغدير خمّ).
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التسرب من التعليم
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير