حيدر عاشور
أقل ما يفترض في الانسان أن يكون مثقفاً، يعي جيداً ما يسمع ويستوعب ما يقرأ، ويقول ما يجب أن يقال اذا استدعي الأمر، ولا بد من تبادل الخبرة والتواصل ليتسع الأفق ويعلو البناء فيضمحل الرديء وينمو الجيد- سعياً الى الابداع والزيادة في الابداع، ان المسألة في النتيجة مسألة حضارة وفكر وذوق والمعرفة، وأحياء قسط من التراث والفكر في حدود الصلة والاستعانة به على التقدم والتحضر والنهوض بالاجيال نهضة ثقافية ويكون دعامة للمستقبل. وعلى الانسان المثقف أن لا ينسى الظروف القاسية التي حاقت بالعراق وهو يتعرض لغزوات وحشية شنها الحاقدين عليه وعلى شعبه، أخرها فعل (داعش) في تجهيل العراق وشعبه؟. ولأن هناك جانب دائم النور للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وهي تمد الحياة بقوافل الفكر، ولأنها كانت ولا تزال تقدم علمَ ذي قدم راسخة، وتدخر بذور العودة الى الحياة الانسانية، وكلما استكلب المتشدق بحضارة الوهم وثقافة التجهيل الديني وغيره، كلما تنبهت المرجعية الى ذلك وشرعت تمتحن الانسان الواعي بمقتضى فكر واعٍ لانها جادة في استكمال طريقها الحوزي في علوم الدين واللغة العربية وما حفلت به من مآثر لا يستغني الحاضر عنها ولابد من الاعتماد عليها لانها تخدم ركناً ساساً من أركان الدين.
فالانسان المثقف بلغ السن الذي يميز الصديق من العدو، وما يضر وما ينفع. وقد قطعت الحوزة العلمية للمرجعية الدينية العليا في ذلك أشواطاً، وحققت وجودها في أصعب المراحل الحياتية، مذكرة أنها لا تبدأ من الصفر وان لها من التراث الادبي والثقافي واللغوي ما يملك عناصر الحياة والقوة، وتكون دائما القاعدة الرصينة في الانطلاق، وفي الاخذ والعطاء. فالمرجعية الدينية تحول الغرور الزائف او الشعور الناقص، كما تحول المادة الجامدة من الكتاب الى زواية من زوايا العقل وتتعامل معها بوعي، فتثير الابداع والسلوك والمعنى الاخلاقي الاجتماعي الانساني والوطني وهي حقيقتها من الف سنة وأكثر لا يناقش فيها الا مغرض أو جاهل أو عدائي أو من له الاستعلاء على الحقيقة جزءً او كُلاً.
الثقافة بأختصار تجعل ذهن الانسان متفتح للخير، ويرى ما له خلال ذلك وما عليه، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
أقرأ ايضاً
- كُنْ و كُنْ ..... ! " ظهيرة عاشورا "
- يفترض ان تكون مثقفاً...!
- هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ