- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الناصرية تختنق لكنها لن تموت !!
بقلم: وليد الطائي
ها هي الناصرية، تختنق وحدها تخلى عنها كل الذين صعدوا على اكتافها، كل الزعامات السياسية الشيعية التي تمجد بها في كل انتخابات تركتها تصارع الموت والمرض والفقر والفساد الذي ينهش جسدها الطاهر، كلهم ينظرون إليها كيف تختنق ينتظرون بشغف نبأ موتها، تناسى هؤلاء أنها مدينة الأنبياء والعظماء لا تموت مهما كان حجم العقوبات التي تفرض عليها بواسطة ادواتكم الفاسدة عديمة الضمير، بالنتيجة هذه المدينة ستنتصر عليكم مهما طال الزمان، لم يترك الخذلان والفساد مجالا عامرا لكي تتنفس هذه المدينة المعطاء دمروا كل شي في مدينة الشهداء وثورة العشرين والمجاهدين والمقاومين والحشديين والعلماء والحوزويين والمثقفين والادباء والشعراء والفنانين، طيلة سبعة عشر عام، هذه المدينة التي قدمت وما زالت تقدم الشهداء من أجل العراق، هذا العراق الذي لم يلتفت ولن يشعر بألم وحزن مدينة رجاله الاوفياء والشجعان، متى تلتفت يا عراق، يبدو أنها عقوبة نفذها الفاسدون والمجرمون واللصوص والعملاء والجبناء، لأن هذه الأرض منها ينطلق نداء (لبيك يا عراق) ومنها انطلق نداء تحرير العراق من الاحتلال العثماني والإنكليزي ومنها انطلق نداء تحريرالعراق من الاحتلال الأمريكي ومنها انطلق نداء تحرير العراق من النظام الصدامي الدكتاتوري المجرم ومن هذه الأرض انطلق نداء تحرير العراق من الاحتلال القاعدي والداعشي وسيبقى نداء تحرير العراق قائما ينطلق من مدينة الشهداء أنها الناصرية العظيمة، التي ظلمت وظلمت وما زالت تظلم على أيدي كل الأنظمة التي حكمت العراق وما زالت تظلم على أيدي الأعداء والفاسدون والمتخاذلون والمنافقون والذين لم يوفوا بوعدهم وناكروا الجميل الذين باعوا ضميرهم وخانوا الأمانة مقابل حفنة دولارات زائلة، لم يعد هناك شيئا عامرا في مدينة الوفاء والشهداء خربوا ودمروا كل شي فيها يريدون إعدام أهلها وهم احياء وبمختلف الطرق لأسباب كثيرة يطول شرحها، سرقوا أموالها وخيراتها ونفطها وزراعتها وثرواتها الكبيرة، اسعد اهلها بسقوط النظام الدكتاتوري الصدامي الذي اجرم وارتكب مجازر بشعة لا تعد ولا تحصى بحق أبناؤها وعشائرها ورجال الدين، وكان سقوط نظام صدام يشكل يوما عظيما وتاريخيا لدى سكان هذه المدينة المظلومة، وللأسف أحلامهم سرعان ما تحولت إلى رخام وحطام واحزان وامراض وفقر حرموا اهلها من المستشفيات والجامعات والمدارس والشوارع والحدائق والطرق والجسور والكهرباء والماء والزراعة والصناعة والشركات الاستثمارية والعمرانية والذين حكموها أسسوا الفساد في كل مؤسساتها الحكومية ونهبوا ثرواتها في وضح النهار وأصبح لدى سكان هذه المدينة جيشا جرارا من العاطلين عن العمل والخريجين والأرامل والأيتام والفقراء والمرضى والمظلومين والمهمشين وهناك عشرات الآلاف من الشهداء الذين استشهدوا من أجل حفظ كرامة العراق وثرواته والتصدي للمشاريع الدولية التخريبية التي تستهدفه وتستهدف وحدته.
عوائلهم مهمشة يملأ قلوبهم الحزن والأسى لم تحظى عوائل الشهداء بالاهتمام الذي يتلاءم مع تضحيات أبناءهم اغلب هذه العوائل تسكن العشوائيات الذين حكموا البلاد يتحججون ويزيفون ويكذبون اتذكر في إحدى الانتخابات جاء رئيس وزراء اجتمع مع الفقراء والمحتاجين والأيتام وعوائل الشهداء قدم لهم سندات قطع اراضي وهمية غير معترف بها في دوائر البلديات والعقاري سرق أصواتهم في الانتخابات وكذب على تلك العوائل التي كانت سعيدة جدا باستلامها تلك السندات ثم تحولت تلك السعادة إلى حزن شديد وقهر موجع هكذا يتعامل الزعماء السياسيين الشيعة مع سكان مدينة الجهاد والمجاهدين، وايضا جاء رئيس وزراء آخر وقدم عشرين مشروعا إلى مدينة الناصرية ولغاية اليوم لم ينجز نصف مشروعا من هذه المشاريع التي أطلقها الزعيم السياسي الشيعي فهذه المدينة مهما كذبتم بحقها ومهما ضاعفتم عقوباتكم عليها فستكون شامخة ومنتصرة عليكم وسيوجه لكم اهلها ضربة قاسية وموجعه ومميته وتنهي كل وجودكم الذي جاء بدماء أبناء الناصرية رغم الأمراض والأوبئة التي تحاصرها والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والصحية والنقص الحاد في الأوكسجين الذي بسببه فقدنا عشرات الاحبة والاصدقاء والأقارب، الناصرية لن تموت ..