بقلم: بركات علي حمودي

لو انك ابتدأت (بالقطط السمان) و جلبت منهم 5 فاسدين كبار فقط للعدالة..
لو انك احكمت سيطرتك على المنافذ الحدودية بذهابك اليها وسحب يد من يديرها من الاحزاب المسلحة وعينت اداريين تابعين لك فيها..
لو انك وضعت يدك على البنك المركزي واوقفت مهزلة مزاد العملة الذي يتربح منه الفاسدون ملايين الدولارات يومياً بطريقةً (قانونية)..
لو انك بدأت بضرب فاسدي تهريب النفط واوقفتهم عند حدهم بأرسال فرقة عسكرية للبصرة لغلق موانيء التهريب..
لو انك الغيت الاستثناء الذي اعطته حكومات (وهب الامير ما لا يملك) الى الاردن من النفط الذي يُباع لهم بـ 7 $ اقل من سعره..
لو انك امرت بالغاء الكثير من السفارات العراقية في الخارج التي يُكلف كل موظف فيها (15) الف دولار كما قال نائب رئيس البرلمان يوم امس ..
لو انك امرت بمحاسبة شركات الهاتف واستيفاء الديون التي بذمتهم للدولة..

((لو انك فعلت كل هذه الامور التي باستطاعتك اصدارها الان دون الصِدام مع احزاب (البنادق) و (مافيات الاحزاب و الجبال) لانني لم اذكر نفط (الشمال) الذي يُباع في السوق السوداء او الذي يُباع ولا يرد لخزينة الدولة .. و كذلك لم اذكر مافيات (الاحزاب) اياها و قائديها الفاسدين، لان من المُحال جلبهم للعدالة الان)).

لكان المتقاعدون قد رضوا بما قسّمته بينهم ولا انتظروا منك خيراً. فالعراقيون صبورون كالعادة وسيصبرون ما داموا انهم شاهدوا ضوءاً في نهاية النفق .. لكنك ولانك قد بدأت بهم و لم تبدأ (بحواشي) الاحزاب على الاقل .. فهذه نقطة كبيرة تُحسب عليك، ولا تتوقع ان (غُرماءك) من الاحزاب سيسكتون .. بل انهم سيؤججون الشارع عليك .. لا حُباً بالفقراء، لا طبعاً .. بل حُباً بسلطة يعرفون انهم فقدوها بعد ايام (تشرين الخالدة).

اعد حساباتك .. فالقوم ينتظرون (اخطاءك) ليسقطوك  وقالها صراحةً احد شيوخهم قبل يومين !