- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يهددونا بـ "بُعبع البعث" والبعثُ في سيماهُم
بقلم: بركات علي حمودي
منذُ ان بدأت بوادر بعض الدراسات والقرارات والاتجاهات الاقتصادية والسياسية تتبلور للحكومة الجديدة (ان اتفقنا معها او اختلفنا) .. ظهرت اصوات كثيرة من كُتاب ومواقع الكترونية ورجال دين (مُسيسين) وبعض الساسة تقول بأن بصمات (البعث) في بصمات قرارات حكومة (الكاظمي) و حتى اسماء كابينته الوزارية.
الكاظمي الذي جاء باجماع سياسي عراقي شبه كامل بالرغم من ان البعض قد (تجرع السُم) حين صوّت له مُرغماً.
الان .. بعد ان استتب الامر للكاظمي بعد اكمال كابينته الوزارية واللغط الذي حدث مع اعادة توزير (فؤاد حسين) كوزيراً للخارجية وكيف ان القاعدة الشعبية لبعض الاحزاب شنت حملة لا نعرف على من بالضبط .. هل على رئيس الحكومة الذي لا يستطيع تمرير وزرائه دون موافقة الكتل؟ ام حملة على احزاب هذه القاعدة الشعبية التي هي بيدها الامر، بتمرير اي وزير وان كان وزيراً (انفصالياً) !!
نعم .. الحملات الاعلامية لجيوش الكترونية وباقلام كُتاب وساسة يكتبون وكأنما بنفّس واحد حينما يكتبون، وكأن هناك (بنك التغريدات والمقالات) !!!
و آخر هذه الحملات هي الترويج لعودة البعث المقبور عن طريق سياسة الحكومة الجديدة ببعض قراراتها و دراساتها ..
وما هذه الحكومة الا نتاج لهذه الاحزاب التي تشن هذه الحملات سراً وعلانية .. وهنا نرى ان ايدلوجية (البعث) وهي (الغاية تبرر الوسيلة) تسير عليها هذه الاحزاب دون خجل عبر ايهام العقل الجمعي للناس بأن البعث سيعود وان الوزير الفلاني كان ابوه بعثياً قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 .. وهنا نسأل، ان كان كذلك لماذا وافقتم عليه في البرلمان وأعطيتموه وزارة ؟؟
ويتحدثون عن حملة مقصودة لاقالة المحافظين في المحافظات الجنوبية وكأنما امر اقالة المحافظين بيد رئيس الوزراء وحده لا بيد البرلمان نفسه الذي يتحكم فيه نفس الاحزاب .. وان فرضنا ان رئيس الوزراء استطاع اسقاطهم من سيُعين بدلاً عنهم ؟؟
هل سيأتي مثلاً بمحافظ من ( راوه ) كي يكون محافظاً للبصرة ؟
من يتحكم فينا من احزاب وساسة دوماً يستغلون الاوضاع الاجتماعية للتكسب السياسي ولا يملكون في ذلك شرف الخصومة والاحداث لا تُحصى بهذا الجانب، فهُم يعيبون على جلادهم السابق والعيب فيهم كذلك .. فكل ما عمله البعث في ادبياته يعمل به البعض الان، بيدَ انهم فقط لا يرددون شعار البعث في لقاءاتهم الحزبية والجماهيرية بل انهم ركبوا موجة التدين المغشوش وبدأوا يشاركون الجماهير ويصلون على "محمد وآل محمد" و رُبما بهتاف "علي وياك علي" !
يرعبون الناس من البعث .. و البعث طُمر وقُبر رجالاته والذي بقي منهم فقد انهكته السنين واصبح اسماً محروقاً حتى لمريدي البعث، وان كانت عودة البعث كفكر كما يدعون .. فعن اي فكر نتحدث والبعث قد جُرم رسمياً وممنوع من العمل السياسي بالرغم من انهم يعملون بفكره الان و يحكمونا !
و بهذا يبدو اننا اما طبقة سياسية مأزومة بنظريات المؤامرة والنظر فقط للخلف والعيش مع مآسي التاريخ وتأزيم الشعب و تذكيره وتخويفه من الماضي ولم نرى من هذه الطبقة السياسية ما يرشدنا للمستقبل ابداً .. فقط نسمع ونقرأ عن شعارات باليه كشعارات البعث لا تُسمن ولا تغني من جوع .. شعارات للضحك على عقول السُذج كي يأتي وقت الانتخابات وننتخبهم بعد ان يعبئونا قبل الانتخابات بهذه الشعارات ليفوزوا هم ونخسر نحن كالعادة .. ولتذهب هذه الشعارات ادراج الرياح كهشيماً تذروه الرياح .. بالضبط كما فعل البعث سابقاً حينما كان يسوقنا لجبهات القتال بشعارات لنعود بصناديق الموت وليثبت هو في الحُكم.
وفي الختام اقول .. ان البعث كفكر وكاشخاص قد انتهى الى غير رجعه .. لكن السلوك لا زال موجوداً في القمع والظلم الذي رأيناه خاصةً في الشهور الماضية على الاقل .. الفرق فقط في الشعارات لا اكثر .. الشعارات فقط .. و كأن البعث في سيماهُم من اثر الكذب !