فاطمة جاسم فرمان
عندما كنت صغيرة في الصف الأول ابتدائي يسألني المعلم ما هو حلمك عندما تكبر ؟ فكان جوابي أن أكون مثلك يا معلمي عطوف و حنون و الكل يحبك .. عندما هزت الحياة جذعها و كبرت أعوام ثلاث ، ذات المعلم يسألني ما هو حلمك ؟ فقلت : دكتورة ! و أنا لا أعلم لماذا . تعمدت أن أضع علامة تعجب على الجواب الثاني ؛ لأنه خالي من الشفافية و البراءة ، فقط ثلاثة أعوام جعلتم ذلك الطفل الذي كان يطمح أن يكون ذو اخلاق وقيم و تربية عالية أن يتجرد منها و يفكر بالمادة ! الأمر لا يقتصر على المدرسة فقط ، حتى اهلي عندما علموني الصلاة كانوا يهددوني في النار التي يرمي بها الله من لا يصلي و لا يصوم ! و حفظت أسماء الله الحسنى رغبة بالجنة فقط ! ماذا سيحصل لو اخبروني اهلي أن الله هو الذي خلقك و من شدة حبه و اهتمامه بك وضع لك " مأدبة طعام لروحك " تتشرف بها في لقاءه و عندما تنتهي تطلب منه ما تحتاج أو تشكي له ما يزعجك .. لا شك سوف اسألهم بتلك الروح البريئة العفوية و هذه المأدبة مرة واحدة في اليوم و الروح حزينة ؟ عندما يقولون لا بل خمس مرات ، سوف تطير روحي من شدة البهجة ... لماذا الماديات تفوق المعنويات في حياتنا الدينية و العلمية ، نصلي من اجل الجنة و ندرس من اجل المال !! ابي .. امي .. معلمي .. معلمتي .. اساتذتي ... انكم متهمون بإطفاء نور قلبي .. طبعا هناك من خرج عن طريق و غير حياته ، لكن هناك الكثير من الناس ما زالوا في هذا النمط ! يتزوجون و يربون اطفالهم على هذا النهج الخاطئ ! الامم السابقة كان سبب هلاكهم هو اتباع منهج الاباء و الاجداد دون البحث عن الحقيقة ! انت و انتِ .. متى تبحثون عن الحقيقة ! متى تكونوا احرار في العبادات و المعاملات ! ... عندما تم إلغاء مادة التربية الإسلامية من الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية ، لم نجد ضجة إعلامية بسبب هذا القرار لماذا ؟ لا شك سوف يكون الجواب احد الامرين ، الأول : مادة فائضة وليس بذات الأهمية و الثاني : الطالب لا يستفيد منها في الجامعة أو الاعدادية ! ربما هناك غاية في نفس وزارة التربية تريد تحقيقها . . لا أعلم ! أيها الإخوة في وزارة التربية أن كان الهدف التخفيف على الطلاب في حذف مادة الإسلامية فحذف مادة الفيزياء أو الرياضيات أولى بذلك ، لأن كلا المادتين معادلات و نتائج ، وحذف إحداهما سوف يفرح الطلاب اكثر .. هذا من جهة و من جهة ثانية كونكم تربية قبل التعليم و في مجتمع اسلامي ، و التأريخ يلتقط الصور السلبية و الإيجابية لكل الامم ، فإن اول نقطة يذكرها التأريخ للآجيال في عهد كورونا هو قراركم المشؤوم ! فلا بد من أخذ قرار يربي الشباب على التربية الإسلامية و بيان أهميتها في خلق الإنسان و تطوير ذاته و إمكانيته و إدراكه ، و ايضا يحافظ على هويته و معتقداته الدينية .. و ما يزيد الوجع نحن نعيش في عصر الغرب يشن كل اسلاحته على الاسلام ، و بدأت بعض الشباب تصدق تلك الشبهات وتاخذ من العلمانية دين لها ، أو أصبحت بلا دين ! وإذا بحكومتنا تسهل العملية الى الغرب و تأتي بسلاح فتاك ..... اكثر من كورونا . .
أقرأ ايضاً
- التربية تفرض رسوما اعتباطية
- وقفة مع وزارة الصحة
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031