بقلم: هادي جلو مرعي
لم يستطع الحركة طويلا برغم رغبته الملحة في الخروج. فهو يعاني من إرتفاع ضغط الدم والسكر، ومضاعفات في القلب، ووافق على الإلتزام بتعليمات طبيبه الخاص الذي قال له بالحرف الواحد: إن الإنفلونزا العادية يمكن أن تقتلك، وتنهي حياتك، وحينها لن تجد الوقت لتعيش الندم، فليس من ندم على مافات ينفع في إستعادة مافات، والأفضل البقاء في البيت وفق شعار (خليك بالبيت).
في زمن كورونا لم يعد ممكنا له التصرف بحرية ليس لأنه لايقدر على الخروج والتنقل، وحضور الإجتماعات والندوات، ومقابلة النخب المجتمعية. فهناك شروط لايمكن التغاضي عنها لممارسة الحياة بإنتظار جلاء كورونا عن كوكبنا الأزرق، والذي صار أكثر زرقة مع إنكفاء دول العالم، وتوقف حركة الإقتصاد، وإنعدام بث السموم نحو الأعلى، وإنخفاض نسبة التلوث والغازات الدفيئة، ولكل واحد طريقته في إجتياز المحنة التي أناخت برحلها على مساحة الأرض.
المالكي هذه الأيام لايلتقي بأحد، ويحاول ممارسة بعض الهوايات، والتأقلم مع الظروف الصعبة، وصار حديثه مقتضبا مع أصدقائه المقربين، حتى إنه لم يلتق كما كان يفعل سابقا بصديقه الودود اللدود كاظم القريشي، وإكتفيا ببعض المكالمات الهاتفية، بينما هو يقضي جل وقته في القراءة والرسم والبحث عن أفكار للكتابة، وقد ناقشته بالفعل في بعض الأعمال الفنية الأخيرة، وربما اتفقنا على بعض التفاصيل تتعلق بالدراما العراقية، وأهمية عودة الفنانين الى ممارسة نشاطهم بالقدر الممكن.
لايمكن التأثير في الإنسان الملتزم ببعض السلوكيات والأفكار، وطرق العيش، والتعامل مع الأحداث والمشاكل والأوبئة خاصة حين يكون مايجري هو حدث شغل العالم بأسره، وهدد وجود البشر جميعهم. ولذلك فالكاتب والمثقف حامد المالكي يتفاعل بطريقة مختلفة عن السابق، ويركز على نشر الوعي الصحي من خلال مايكتب وينشر في مواقع التواصل الإجتماعي في ظرف المحنة والمتاعب والتحديات الجسيمة والقاسية.