- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا تَسهوا عن امن أمُّنا كربلاء .. فأمُنا تستحق الحماية !
بقلم: بركات علي حمودي
كَثُر الحديث عن دخول زوار من محافظات اخرى لمدينة كربلاء بعد غلق حدود المدن بسبب جائحة كورونا، فـكل دول العالم اتخذت تدابير مشددة بقطع اوصال المدن كي يتم السيطرة على انتشار الوباء، ومن هذه الدول (العراق) الذي طبّق الخطة بحذافيرها ونجح لدرجةٍ كبيرة باحتواء الوباء عكس بعض البلدان التي استهانت به ولم تطبق الاجراءات الصحية بقطع المدن ومن هذه الدول الجارة (ايران) التي لا يقل معدل اصاباتها عن 1500 اصابة يومياً، بينما نحن في اسوء ايام الاصابات لم نتجاوز الـ 100 اصابة.
عوداً على بدء، فان مدينة كربلاء تشهد تدفقاً غير مرغوب به من الزائرين الى المحافظة بشكل غير قانوني عبر الطرق النيسمية وعبر الالتفاف على السيطرات الرسمية او عبر (الواسطات) التي واضح انها قدر سيء مكتوب على العراق !
اكثر من شاهد روى لي ان الزائرين يركنون مركباتهم قرب السيطرات الخارجية للمدينة ومن ثم يعبرون راجلين هذه السيطرات قبل ان يستقلوا مركبات اجرة ليتجهوا للمدينة اما للزيارة او لقضاء اعمالهم او لزيارات خاصة !
فهل يُعقل هذا يا مسؤولي المحافظة الكرام ؟؟
هناك الكثير من ابناء كربلاء الكرام جاؤوا من محافظات او بلدان اخرى وأضطروا للحجر الصحي -في مدن الزائرين التابعة للعتبة الحسينية المقدسة او في اماكن الحجر الاخرى- لـ 14 يوماً قبل ان يُخلى سبيلهم، بينما الذي يأتي من محافظة اخرى يدخل للمدينة و يكمل زيارته و يلتقط (السيلفي او يبث مباشر) في منطقة بين الحرمين الشريفين !
المشكلة الاكبر، ماذا لو استمرت هذه الجائحة حتى موعد 10 محرم الحرام و زيارة الاربعين ؟ كيف سيتم السيطرة على حدود المحافظة و حدود الجمهورية كلها خصوصاً اننا نشترك بحدود طولها 1400 كم مع بلد اصاباته يومياً لا تقل عن 1500 اصابة ؟
منذ اعوام وهناك كلام عن ان الاكتظاظ سبّب بعض الامراض المُعدية البسيطة بعد انتهاء الزيارات، فكيف بجائحة كورونا ؟
الموضوع اكبر من ان نكتب عليه مقال، الموضوع يحتاج لارادة حكومية شبيهه بالارادة التي فرضت حظر التجوال قبل اسابيع عدة وبسببه وقى الله شر الاصابات بالجملة في العراق بعكس الدول التي اهملت هذا الحظر، نحن هنا لا ندعو لحظر تجوال شامل يشل الحركة الاقتصادية في المدينة، بل ندعو فقط لاخذ الحيطة والحذر وضبط حدود المحافظة، فالكادر الصحي في المدينة يقوم بجُهد جبار لانقاذ حياة الناس وقد نجح بذلك وايضاً ضحى بعض هذا الكادر بصحته واصيب بالفيروس واخر حالة كانت يوم امس لمنتسب على تماس مع المصابين.
و بهذا، فعلى الادارة المحلية في المحافظة اخذ زمام المبادرة وقطع الطريق على اي متسلل للمدينة خارج الضوابط التي تم استثنائها، كي نتوخى بذلك خطر هذا الوباء الخطير الذي لن ينتهي الا باتخاذنا الحيطة والحذر منه في عالم كبير يبدو انه لن يجد علاج ناجعاً لهذا المرض قريباً .. نسأل الله السلامة للجميع.