بقلم: وفيق السامرائي

نحو عالَمٍ أكثر حذرا وأمنا..كيف يدير خبراء الاستخبارات وعلماء الطب والصناعة مرحلة كورونا وما بعدها؟ وماذا فعلت دبابات الصين شرق العراق؟ وماذا عن (نظرية تفريد الخصم)؟

كارثة وبائية كالتي تفتك بالعالم حاليا ستؤدي حتما إلى متغيرات هائلة في السياقات والمعادلات الاستراتيجية، فماذا نرى؟

1. أصبحت الحاجة إلى تطوير أجهزة الاستخبارات الحرة الأقوى ملحة جدا لتفادي المفاجآت البشرية وما وراء المنظور ولمنع وإجهاض المؤامرات (والتكتيكات الناعمة غير الصديقة)، وتحديد أسبقيات الأعداء والخصوم ومراقبة سلوكهم وقدراتهم، ووضع التوصيات التي لن يكون في وسع السياسيين اهمالها، وهذا سيؤدي من الآن إلى:
آ. حذف عناوين على مستوى الدول من قوائم الأعداء.
ب. حصر الخصومات إلى الحد الأدنى وتحديد الهدف المركزي وتفريده/ جعله وحيدا معزولا/.
ج. تغير المعادلات في الخليج وتقليص وتراجع الضغط الأميركي على طرف محدد رغم ما يظهر من تصريحات ستتلاشى.
ما ورد سيجعل العراق أفضل أمنا، وتتضاءل الصدامات الإقليمية والدولية على أراضية، وتنتهي أوهام فرص محاولات تفكيكه.

2. لن ينسى العالم قطعا الأثر المدمر للوباء، وستتخذ الدول ترتيبات صحية وستتلقى مراكز البحوث والتطوير دعما هائلا، وستتخذ دول مهمة إجراءات حمايوية صارمة لحماية صناعاتها من الاستهداف الذي تمارسه صناعات خارجية من مناشئ ضئيلة التكلفة لايزال البشر في مناطق منها مُسَيّرا.

3. منظمات وتجمعات (دولية) على غرار مؤسسات عربية ستتحول إلى حبر على ورق، ومنها مؤسسات تجارية، وسيظهر من يفوق ترامب حمايويا.

4. لن تستطيع الصين بعد الآن مواصلة سياستها الناعمة التي خرقتها مرة واحدة في المراحل الأولى من حرب السنوات الثماني عندما جهزت العراق بآلاف الدبابات من طراز (T59) بعد أن أوقف السوفيت تجهيزه بالسلاح احتجاجا على الحرب، وساعدت تلك الدبابات في تفادي انهيار نظام صدام آنذاك.

5. إن واصلت الصين رفض التحقق والتحقيق الدولي في نشوء وظهور فايروس ووهان فستكون طرفا رئيسيا بحرب باردة قاسية طويلة وتزداد عزلة.

6. سيضطر مجلس الأمن إلى إتخاذ إجراءات مشددة بتحريم الحرب البيولوجية، وسنقرأ مزيدا من تقارير حساسة، ويكون العالم أكثر أمنا.

7. سيباشر العالم بإعادة فتح المصانع وشيكا مع بقاء الالتزام بتوصيات التباعد الاجتماعي محددة بوضوح، ويعاود النفط ارتفاعا معقولا/ نسبيا/ يمنع تداعيات كبيرة.