بقلم: ضياء ابو معارج الدراجي
منذ سقوط الصنم عام ٢٠٠٣ ونحن الشعب العراقي المظلوم الساذج لم نطلب شيء سوى (الستر والعافية)، لكن حتى هذه الامنية لم تتحقق بسبب مخططات متصارعة جاءت من الخارج مع مخططات غير ناضجة ظهرت في الداخل مع مخططات منقرضة تريد العودة من جديد ومخطط ظالم فقد السلطة بعد ٢٠٠٣ يريد ان يستردها بكل طريقة ووسيلة.
كل تلك المخططات استطاعت ان تكسب طبقات من الشعب حسب القومية او المذهبية او الفكر او المصلحة او التوجة وكانت عوامل المال والجاه والسلاح والمنصب هي السائدة وهي المؤثر في الوضع العراقي مع وجود الاحتلال لكنها موزعة بشكل غير عادل عندما تكون بيد الجاهل او المعتوه او الحاقد الغير سوي.
لذلك خلال ١٧ سنة مع تعدد الاحزاب والمسيطرين بالسلاح والمال وتنازع القوى والمشاهد التي مر بها العراق والأزمات اصبح امل الوصول الى (الستر والعافية) يتلاشى من فكر الشعب خلال السنوات الستة الماضية حتى ازمة التكليف الحالية لرئيس الوزراء بحيث اصبحت المنظومة السياسية في اضعف حالاتها و تخبط قراراتها و نحن نرى كل من هب ودب يريد ان يتسلط على حكم العراق بدون وجه حق حتى وصل بنا الحال الى اختيار رئيس وزراء من خارج منظومة نتائج الانتخابات ولم يحصد على صوت شعبي واحد مما دفع الأخرين من الخاسرين بالانتخابات او الحاصلين على اضعف الأصوات بالمطالبة برئاسة الوزراء وتجنيد اتباعهم لخلق فوضى في عموم البلد تطالب بتنصيبهم .
ان الكتل الفائزة وتحديدا في انتخابات ٢٠١٨ تعرف جيدا انها زورت الانتخابات وان ما حصلت علية من استحقاقات لم يكن من حقها و خصوصا الشيعية منها لذلك عزموا على التخلص من هذا العار باسناد المنصب الاول في الدولة وهو من استحقاقهم الى اي شخص خارج منظومتهم الانتخابية ومن داخل البيت الشيعي وبحثوا عن الضعيف المتساهل لينتجوا حكومة الضعفاء من وزراء مع تعينهم مدراء مكاتب الوزرات من المتحزبين الذين لا يشترط فيهم توفر الشهادة والثقافة لهذه المهمة هم من يديرون الوزارات وعقود الفساد اما الوزير فهو عبارة عن صورة واجه لاغير مثله كمثل بوستر دعاية لمنتج ما ظاهره حسن وباطنه مغشوش .
ووصل بنا الحال الى تحطيم قوة منصب رئيس الوزراء المنصب الشيعي الاقوى الذي يكلف له اليوم للاسف شهادة كلية اهلية بدراسة مسائية وبدرجة مقبول بعد ٢٠٠٣ في العراق الحصول عليها لا يحتاج جهد سوى الانتظار اربع سنوات فقط حتى وان كان حضوره وهمي وامتحانه من ١٠٠ دون المرور بالسعي السنوي.
رجل غادر العراق منذ عام ١٩٨٥ بسن ١٨ سنة وعاد اليه بعد ١٨ سنة عام ٢٠٠٣ بدون شهادات ليتزوج من عراقية وظهر بعد ١٣ سنة عام ٢٠١٦ كرئيس جهاز مخابرات بشهادة قانون من كلية اهلية مؤرخة في العام الدراسي ٢٠١٢ حتى لا نعلم هل لدية شهاده اعدادية ام لا ولماذا بالتحديد قرر إكمال دراسته في ٢٠٠٨ وكانت الفرصة سانحه له منذ خروجه من العراق عام ١٩٨٥ ان يحقق اعلى الشهادات وهو في دول الغرب منذ ٢٣ عام تقريبا.
المرجعية الدينية في النجف الاشرف قالت وجه سياسي جديد معروف وليس وجه مبهم كل امتيازاته ان العبادي اسند له رئاسة جهاز المخابرات بصفقة مبهمة لحد اليوم ثم يكلف برئاسة اعلى منصب في العراق بخطاب ركيك جدا هو الاضعف بكل ما مر بنا من خطابات للرؤساء السابقين المنصبين او المكلفين والمعروف ان الخطابة تعكس قوة شخصية الخطيب والقائد وقدرة على القيادة .
في النهاية نقول ان سياسيو الشيعة فقدوا البوصلة منهم من يزج نفسه عنوه في القرار السياسي وهو لا يفقه الحلول ومنهم من ابتعد عن التدخل وهو يملك مفاتيح الحلول بسبب الخلافات الشخصية وتضارب المصالح والنتيجة الشعب والشارع الشيعي هو الخاسر الاكبر مع خسارة عموم الشعب العراقي مزيدا من الوقت بالحصول على (الستر والعافية) في ظل حكومات النطيحة والمتردية التي اضاعت من عمرنا اكثر مما اضاع حكم صدام حسين اذا شطبنا سنوات طفولتنا قبل بلوغ الثامنة عشر من العمر.
أقرأ ايضاً
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- ما هكذا تُورَدُ الإبلُ يا حكومة السوداني