- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
معركة الترّشيح تضع أوزارها بتكليف الكاظمي
بقلم: أياد السماوي
بعد تكليف رئيس الجمهورية رسميا للسيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة القادمة، تكون معركة ترشيح رئيس الوزراء قد انتهت ووضعت أوزارها بانتصار ساحق لرئيس الجمهورية برهم صالح .. فقد أدار رئيس الجمهورية هذه المعركة السياسية ببراعة منقطعة النظير أثبت من خلالها الرئيس أنّه سياسي محترف ومتمّرس وخبير في دروب السياسة ودهاليزها أكثر مئات المرّات من هؤلاء الحفاة العائدين من المنفى والذين لا يجيدون من السياسة سوى سرقة المال العام والنوم في أحضان الغواني من النساء .. فالرئيس ومنذ استقالة عادل عبد المهدي كانت رغبته الأولى والأخيرة تكليف صديقه مصطفى الكاظمي، لكنّ هذه الرغبة كانت تصطدم بعقبة كتلة الفتح التي كانت ترفض الكاظمي باعتباره محسوب على الطرف الأمريكي .. وقد تمّكن الرئيس بفضل حنكته السياسية وصلاحياته الدستورية من رفض أكثر من مرّشح لتحالف البناء بحجّة عدم موافقة ساحات التظاهر على هذه الأسماء .. حتى انتهى المطاف باعتذار المكلّف محمد توفيق علاوي ومن ثمّ بعد ذلك اعتذار عدنان الزرفي الذي كلّفه الرئيس خلافا للدستور وبالضد من رغبة القوى السياسية الشيعية، وهو يعلم علم اليقين أنّ القوى السياسية الشيعية سترفض الزرفي وترّشح الكاظمي بديلا عنه، خصوصا بعد أن رفعت الجارة إيران الفيتو على السيد الكاضمي، لتنتهي معركة الترشيح التي خاضها الرئيس بنفس نتيجة مباراة ليبيا وعمان في كأس العرب التي جرت في بغداد عام 1966 والتي انتهت بفوز الفريق الليبي بنتيجة 21 – صفر لصالح ليبيا.
أمّا بالنسبة للمكلّف الجديد السيد مصطفى الكاظمي .. فبادئ ذي بدء أتقدّم إليه بالتهنئة والتبريك بتكليفه بتشكيل الحكومة القادمة متمّنيا له كلّ التوفيق والنجاح في هذه المهمة الصعبة .. وأقول له كسياسي محترف اقترب عمره السياسي من الخمسين عاما .. أمامك طريقان لا ثالث لهما .. الأول هو طريق إرضاء الشعب الذي انتفض على الفساد والفقر وسرقة المال العام وقدّم المئات من الشهداء وآلاف الجرحى على طريق الإصلاح والتغيير .. والثاني هو طريق إرضاء الكتل السياسية التي أجمعت على ترشيحك رئيسا للوزراء .. فالطريق الأول سيقودك إلى المجد ودخول التاريخ من أوسع أبوابه .. أمّا الطريق الثاني فسيقودك إلى ذات المصير الذي انتهى إليه من سبقك في هذا المنصب .. والمدخل الوحيد إلى الطريق الأول هو إرضاء الشعب الثائر على الفساد والانحطاط والتخلّف والبطالة وسوء الخدمات، وتحقيق مطالبه بتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة وشفّافة تضع حدا لسطوة أحزاب الفساد والسرقة والانحطاط، وعدم استيزار أي من الشخصيات التابعة للأحزاب الفاسدة واللصوصية، ووضع حدّ لعمليات النهب المنّظم للمال العام التي تقوم بها حكومة الإقليم خلافا للدستور والقانون، وتقديم المتورطين بقتل المتظاهرين السلميين إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل، وتوجيه ضربة قاصمة لحيتان الفساد وأساطينه الذين نهبوا ثروات البلد وثروات أجياله القادمة .. والحكومة التي ستشّكلها هي التي ستحدد أي الطريقين قد اخترت .. وعلى أساس هذه الحكومة سيتحدد موقفنا من حكومتك دولة الرئيس المكلّف .. مرّة أخرى تمنياتي لك بالنجاح والموفقية في هذه المهمة الشاقة والصعبة.
أقرأ ايضاً
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- مبابي وفيني.. المعركة القادمة
- احصائية ومقارنة بين معركة طوفان الاقصى و نكسة (حزيران) العرب في حرب الايام الستة في عام ١٩٦٧