- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النفطُ و حليمة .. وعاداتنا القديمة
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
الحرب النفطية شارفت على نهايتها.
روسيا لا تستطيع الصمود ..
والسعودية لا تستطيع العصيان.
ترامب قال : "النفط الأرخص من الماء يضرّ بالصناعة" .. و وصلت الرسالة إلى من يعنيهم الأمر.
كلّ شيءٍ يهون لدى ترامب ، إلاّ الإضرار بالصناعة ، وبالذات صناعة النفط الصخريّ ، وما يرتبط بها من استثمارات وأسهم وسندات .. وشركات عابرة للقوميّات.
ومن يعتقِد أن ترامب مُكتَئِب ، أو حزين ، أو خائف على ولايته الثانية بسبب إحتمال إصابة الملايين من الأمريكيين ، ووفاة مئات الآلآف منهم بسبب C0VID19 .. فهو واهم .
إنّ ترامب يشعرُ بالقلق الشديد من إحتمال تأثير كلّ ذلك على الإقتصاد ، والصناعة ، وليس على الناس.
إنخفضت أسعار النفط بنسبة 70% ، وأسعار خام برنت بنسبة 66% خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2020.
ترامب قال .. كفى .
فلاديمير بوتين فهم الدرس ، في مدرسة النفط السعودية ، بعد إنْ ذاق طعم العِصيّ ، إلى أنْ أحمرّ قفاه ، بأوامر من مدير المدرسة ، الذي سيَجِلدُ حتّى أُمّه ، اذا تجرّأتْ و مسّتْ مصالحهُ العُليا ، التي لا ينبغي أنْ تُمسّ.
السيّءُ في الأمر .. بل أنّ أسوأ ما في الأمر .. أنّ "حليمة" التي تحكمُ في بلدان "نفطية" كثيرة ، ستعودُ إلى عاداتها القديمة في توزيعها للريع .
وأبناء حليمة هذه ، سـيعودون هم أيضاً لـ "عاداتهم" القديمة ، وسـ "يرضعونَ" رواتبهم منها من جديد ، بحبورٍ ورِضا .. وسيشكرونَ حليمةَ على "أفضالها" عليهم .. وسينسونَ سريعاً ، كـ "دولتهم" ، كوابيس كورونا ، التي ستنتهي (مع الأسف) دونَ أنْ تُصابَ "حليمة" ، بالفشل الرئوي.
المُحزِنُ في هذه الأخبار "السعيدة" ، أنّ الإقتصاد لن يكونَ بحاجةٍ إلى "الإصلاح" ، ولا المرضى بحاجةٍ لمستشفى ، ولا الموتى بحاجةٍ إلى قبورٍ عميقة.