بقلم: أياد السماوي
لا شّك أنّ السبيل الوحيد للنجاة من الوباء اللعين الذي تفّشى في بلدنا هو التزام البيوت وعدم الخروج منها لأي سبب إلا للضرورات القصوى .. وقد يعتقد البعض أنّ مدّة مكوث هذا الوباء في البلد ستنتهي بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع.
والحقيقة أنّ الأمر ليس كذلك , فكلّ التقارير الصحيّة العالمية تؤكد أنّ هذا الوباء الذي تفّشى في كل العالم سيستمر لعدة أشهر وقد يمتّد إلى الخريف القادم .. وهذا يعني أنّ ملايين العراقيين الذين يعتمدون على أجورهم اليومية في توفير قوت عوائلهم , سيواجهون شبح الموت جوعا إضافة إلى شبح الموت بسبب الوباء اللعين.
والمشكلة أنّ هذا الوباء قد تزامن مع أزمة انخفاض أسعار النفط , وهذا مما ضاعف من عدم قدرة الحكومة على مواجهة هذه الكوارث التي حلّت بالبلد.
و "المالات" مصطلح دخل قاموس السياسة في العراق وارتبط بأحزاب السلطة الحاكمة , وبات العراقيون يتداولونه للإشارة إلى الأموال المنهوبة من المال العام العراقي من قبل أحزاب السلطة .. وحجم المالات يختلف من حزب لحزب ومن مليشيا إلى مليشيا أخرى ومن تيّار إلى تيّار آخر , وبحسب عدد أفراد هذا الحزب أو المليشيا وحجم السلاح الذي يمتلكه .. فهنالك بعض الأحزاب والمليشيات تمتلك من السلاح ما يكفي لتقويض الأمن في البلد وتهديد السلم المجتمعي والنظام والقانون .. ومن الطبيعي جدا أن يكون حجم المالات لهذه الأحزاب والمليشيات متناسبا مع قوّة سلاحها ومع قوّة تهديدها للأمن والنظام والقانون .. وليس هنالك حزب أو تيار سياسي أو مليشيا مسلّحة لم تستحوذ على هذه المالات.
اليوم وفي ظل هذه الأوضاع العصيبة التي يمرّ بها البلد , ومن أجل الخروج من هذه الكوارث وباقل الخسائر .. لا بدّ لهذه الأحزاب والتيارات السياسية التي استحوذت على هذه المالات أن تعيدها إلى الشعب وتقف معه في هذه المحنة وهذا البلاء .. فالشعب في ظل هذا البلاء ليس بحاجة إلى التغريدات العديمة الطعم واللون والرائحة , بقدر حاجته إلى المالات التي سرقتها هذه الأحزاب والتيارات والمليشيات .. أعيدوا للشعب مالاته التي سرقتموها.. وتوجهوا إلى الله بقلب سليم عسى أن يغفر لكم .. فما أحوجنا اليوم للعودة إلى الله .. فالموت الأحمر بات فوق رؤوسنا.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً