- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما الذي يمنع نشوب حرب إقليمية مباشرة على أراض عربية في زمن التدحرج وانقلاب المواقف؟
بقلم: وفيق السامرائي
ما الذي يمنع نشوب حرب إقليمية مباشرة على أراض عربية في زمن التدحرج وانقلاب المواقف؟ والمنطقة إلى أين في ظل جفاء روسي تركي متصاعد وحيرة ومصالح خليجية متضادة؟
حتى في حربي القاعدة وداعش لم تمر المنطقة بتعقيدات من شمال سوريا إلى اليمن وليبيا قلب الشمال الأفريقي كما هو الحال الآن.
طبقا لما متداول إعلاميا وسياسيا، كانت الاراضي التركية معبرا لآلاف (الأجانب عربا وغيرهم) يتدفقون إلى سوريا والعراق ويَتَهِمُ خصوم تركيا (تركيا) بتسهيلها مرورهم، أو تجاهل عبورهم، أو نتيجة ضعف تدابير مراقبة الحدود.
وكانت منظومات التسليح وتنظيم العتاد منتظمة بطريقة بأفضل من ادامة جيوش؟ وهذا يدل على وجود منظومة ادارية وتخطيط واستطلاع.
دخل الروس الصراع بقوة جوية لديها قواعد اشتباك مخففة القيود كما يبدو.
مصلحة الروس في سوريا قديمة وكبيرة مع وجود قواعد بحرية وجوية وغيرهما وتسعى روسيا لقاعدتين في وسط شمال أفريقيا/ وليبيا الأفضل والأسهل.
أردوغان خطط لمنطقة آمنة في أدلب وامتداداتها ولفرض سيطرة شمال شرق الفرات لتفتيت الجماعات الكردية المسلحة ومنع اتصالها بالبحر ولمنع تواصلهم المسلح مع الحدود التركية، وجعل المنطقة الآمنة موالية لتركيا بعيدة نفسيا عن الحكومة السورية وهو مرفوض سوريا.
السوريون يتحدون بتفاعل عسكري محدود نسبيا لكنه مؤثر حتى الآن، وتركيا منزعجة جدا وتتحرك عسكريا، وأميركا في مرحلة الدراسة والقرار، والروس مستعدون لمساندة السوريين عسكريا.
الرياض والامارات يبدون مهتمين بما يحدث في شمال سوريا لكنهم في حيرة بين دعم واستغلال الفرصة لهزيمة اردوغان خصمهم/عدوهم السياسي الاول، وبين ازعاج أميركا، وكيف التعامل مع صديقهم الروسي الجديد المتفاعل ميدانيا؟
في ليبيا الموقف أقل حساسية عسكريا وأكثر من حيث الطاقة في البحر، ويستحيل على تركيا والدعم القطري ضمان بقاء حكومة طرابلس الاخوانية الهوى أمام قيادة مصرية قوية واموال ومعدات اماراتية وسعودية كما يدعي الخصوم وقيادة حفترية قوية ودعم روسي واضح تعكسه الاتهامات التركية، وسينتهي المطاف بسيطرة حفترية شاملة ولو بعد حين.
الدخول التركي في عمق سوريا لن يكون نزهة والحديث عن احتلال دمشق كلام سطحي، فالأرض مزروعة بالسلاح والمسلحين، ومعادلات الموقف الاستراتيجي تفوق حساب التسليح وعدد ونوع المعدات.
العراق الآن منقطع نسبيا عما يدور عدا تعزيزات أميركية من الإقليم الى كرد شمال شرق سوريا.
في اليمن الحرب بطيئة روتينية ولا تتوقعوا ضربات على غرار أرامكو حاليا، لأن الوضع لايتحمل تصعيدا هناك.
إذن، لا حرب إقليمية واسعة، والتدخلات العربية في سوريا ستكون عاطفية أو دعما (خفيا) نكاية بسياسة اردوغان والتلميحات الإماراتية الأخيرة تعطي مؤشرات.
عموما، الوضع التركي في حرج استراتيجيا، وجنوب غرب الخليج مقيد بحجم الدعم انتقاما من اردوغان خشية زعل الأميركيين والخلافات الخليجية تزداد عمقا. الدور الإيراني واضح بهدوء سياسي ضد استراتيجية اردوغان، والعراق الآن منشغل كليا في وضعه الداخلي.
(وقد) يكون عام 2020 عام الحسم في سوريا وليبيا، أو بعده قليلا، وتبقى عملية الفصل بين الإرهابيين والمسلحين الآخرين والمدنيين الأبرياء الذين يتطلب تقليل معاناتهم وتجنيبهم الخطر أمرا مقلقا للمجتمع الدولي.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر