بقلم: أياد السماوي
اعتقد جازما أنّ شيعة السلطة قد أدركوا الآن عظيم خطيئتهم عندما وافقوا على اختيارك لرئاسة السلطة التشريعية .. علما أنّهم كانوا يعلمون جيدا من أنت ومن أباك وماذا كان يشغل في زمن النظام السابق , ويعلمون علاقة عمك بالقاعدة وداعش من بعدها , كان الأولى بهم أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن لمهندس شاب في مقتبل العمر ومتخرّج حديثا من الجامعة أن يأخذ مقاولة من الأمريكان بمئة مليون دولار في وقت كانت فيه القاعدة تسيطر سيطرة تامة على الرمادي والفلوجة .. لكنّه الفساد الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم .. العراقيون يعلمون أنّك تتمتع بشيطنة لا يضاهيك فيها أحد , ويعلمون أنّك على استعداد لسحق كلّ من يقف بوجه طموحاتك الشيطانية .. لكنّك لا تساوي عند العراقيين الشرفاء الغيارى جنح بعوضة .. وهذا التوصيف لا ينطبق عليك فحسب , بل ينطبق على كلّ متآمر تآمر على تقسيم بلده وكلّ فاسد سرق دينارا واحدا من أموال الشعب .. ولأنّك صغير ومراهق ومغرور , فقد صوّرت لك نفسك الأمّارة بالسوء أنّك قادر على التآمر في أي وقت تشاء وأي وقت ترغب .. ولأنّك جاهل بالدستور فقد اعتقدت أنّ إقناع رئيس الوزراء المستقيل بحل مجلس النواب كاف لحلّه , وبالتالي ستنجح في منع رئيس الوزراء المكلّف من تشكيل حكومته المستقلّة.
وحتى تعلم كيف السبيل لحل مجلس النواب .. فإنّ الدستور العراقي في المادة 64 أولا قد رسم طريقين لا ثالث لهما لحل المجلس .. وكلا الطريقان يحتاج إلى موافقة الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء مجلس النواب أي إلى 165 نائبا .. الطريق الأول هو من خلال طلب يتقدّم به ثلث أعضاء مجلس النواب أي 110 نائب .. والطريق الثاني هو طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية .. ولا يحل مجلس النواب من دون موفقة الأغلبية المطلقة .. فكان الأولى بك أن تهيئ وتضمن موافقة الأغلبية المطلقة لعدد أعضاء مجلس النواب قبل اختيار الطريق الدستوري لحل مجلس النواب .. أمّا أن تذهب إلى رئيس الوزراء وأنت لا زلت تحت تأثير ليلة هلا بالخميس , وتطلب منه الموافقة على حل مجلس النواب قبل تشكيل الحكومة الجديدة .. فهذه هي الصبينة والمراهقة السياسية .. وحتى تكون على بيّنة وعلم فإنّ حلّ مجلس النواب قادم حتما لا محالة .. لأنّ الانتخابات المبكرّة التي طالب بها الشعب العراقي المنتفض والمرجعية الدينية العليا , لا يمكن أن تتم من دون حل مجلس النواب الحالي .. وهذه المهمة هي من أولى مهمات حكومة رئيس الوزراء المكلّف القادمة , بل هي مطلب الشعب الأول للإصلاح والتغيير .. فلا تعجل على الحل .. فإنه قادم بعون الله.