بقلم: أياد السماوي
سؤال وجهه لي أحد الأصدقاء .. هل أنت مع المكلّف لرئاسة الوزراء محمد توفيق علاوي أم ضدّه ؟ فكان جوابي لهذا الصديق العزيز .. أنا مع السيد محمد توفيق علاوي وضدّه في نفس الوقت .. أنا مع السيد علاوي في ثلاث وضدّه في ثلاث أيضا .. سأكون مع السيد علاوي قلبا وقالبا حين ينجح بتقديم كابينة وزارية مستقلّة حقا وحقيقة .. وسأكون معه حين يرفض رفضا قاطعا إعادة استيزار أي وزير من وزراء حكومة عبد المهدي المستقيلة تحت أي ظرف وأي مبرر .. وسأكون معه حين يعيد وزارة المالية إلى الشعب ويستوزر وزيرا كفوءا ونزيها وشجاعا وملّما بالسياسة الاقتصادية والمالية ويحمل مشروعا لإصلاح السياسة المالية .. وعلى العكس من ذلك سأكون ضدّ علاوي ومن رشّحه لهذا المنصب حين يرضخ لمطالب الفاسدين والمتحاصصين ويعيد أي من وزرائهم إلى تشكيلة حكومته .. وسأكون ضدّ علاوي حين يسلّم وزارة المالية مرّة أخرى لأي كردي حتى لو كان مستقلا .. وسأكون ضدّ علاوي إذا ما صحّت الشائعات التي تتحدّث عن دور لأبنه هادي وصديقه الشاب صفوان الأمين القادم من الأمارات , في ترتيب علاقاته مع السفارات الاجنبية.
وليعلم السيد محمد توفيق علاوي .. أنّه لم يأتي إلى رئاسة الوزراء عن طريق صناديق الاقتراع , بل أنّ الذي أوصله لهذا المنصب هي دماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي التي سفكت في ساحات التظاهر والاعتصام , فهذه الدماء الزكية الطاهرة هي التي أطاحت بعادل عبد المهدي وبحكومته الفاسدة .. كما ومن الضروري جدا أن يعلم السيد محمد توفيق علاوي أنّه حتى هذه اللحظة لا يوجد ما يشير إلى قبوله من قبل الشعب العراقي , فقبوله من عدمه يعتمد أولا وأخيرا على تنفيذه مطالب الشعب العراقي الذي قدّم من أجلها الدماء والأرواح والتضحيات الجسام .. وأول هذه المطالب هي تحديد تاريخ الانتخابات المبكرّة , واستكمال قانون الانتخابات , وتقديم المسؤولين الأمنيين الكبار في حكومة عبد المهدي للقضاء بسبب الدماء التي سفكت والأرواح التي زهقت , وتقديم رؤوس الفساد الكبيرة إلى القضاء بعد حجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة ومنعهم من الهروب خارج العراق .. فإذا ما حقق السيد علاوي هذه المطالب للشعب , فمن المؤكد أنّنا سنكون معه .. وعلى العكس من ذلك سنكون عليه غضبا وبركانا إذا ما سار على نهج سلفه .. وموقفنا النهائي من السيد محمد توفيق علاوي سيتحدد عند تقديم أسماء حكومته إلى مجلس النواب .. حينها سيتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
أقرأ ايضاً
- وقفه مع التعداد السكاني
- وقفة مع مذكرات الجواهري
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟