الروح والجسد والمعنوي والمادي الفكرة والملموس كلها تعاريف مكملة بعضها لبعض ، فالذي يحمل فكر معين لايمكن له ان يثبت دعامه بالكلام فقط والكلام يقصد به الاعلام المدارس المؤلفات فهذه لوحدها لا يمكن لها مواجهة الاخر دون وسائل اخرى بل ان الوسائل الاخرى في بعض الاحيان تكون مؤثرة اكثر من المؤسسات الفكرية .
الله عز وجل منح ادم الجنة قبل التكليف والانسان يستحق العطاء عندما يولد والتكليف الشرعي يكون بعد سن التكليف ، لذا المادة تاخذ تاثيرها في بعض الاحيان ، نعم الفكر او العقيدة في لحظة معينة يحملها الانسان ويكون امام مفترق طرق فاما العقيدة وفقدان روحه او فقدان العقيدة وكسب روحه ( من اجل الدنيا، مادي ومعنوي) وحسب الظرف يكون خيار الانسان ، سال رجل الامام الصادق عليه السلام رجلان ارغمهما الحاكم على سب جدك علي عليه السلام ومن يمتنع يضرب عنقه ، فامتنع احدهم فضرب عنقه وسب الاخر جدك فاخلى سبيله فقال الامام الصادق عليه السلام الاول استعجل الجنة وذهب اليها والثاني تفقه بالدين فسلم على روحه .
الان الحرب ليست حرب افكار فقط والا نحن المسلمون مطمئنون من غلبتنا عليهم لان الخطاب الاسلامي رصين ، ولكن كيف بالوسائل المكملة لتثبيت ونشر الفكر الاسلامي ؟ ومنها العصب الاقتصادي والعسكري فانهما مكملان لقوة الاسلام (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)
المسلمون اينما حلوا في بلاد المعمورة واقصد بهم المخلصون استطاعوا من تثبيت افكار الاسلام بين المجتمعات الغربية بل زاد عدد المسلمين الغربيين في بلادهم اكثر من اللاجئين المسلمين وهنا بدا الغرب يفكر في كيفية احتواء الاسلام لانه وباعترافهم ان اوربا ستصبح اسلامية بحلول عام 2050 م .
العولمة او العلمانية اوالليبرالية فكروا في مواجهة الاسلام فبذلت اغلب جهودها على الاقتصاد والسلاح والاقل على نشر الفكر ولانهم فشلوا في ذلك من خلال الحملات التبشيرية التي كانت ترافق احتلالهم للبلاد الاسلامية فانهم لجاوا الى فرض القوة عسكريا واقتصاديا مع خلق افكار فضفاضة مدعومة ماديا تثير النفور من الفكر الاسلامي وسبب النفور هو عجز الدول الاسلامية من تكوين مؤسسات اقتصادية وعسكرية تدعم المسلمين اضافة الى الثغرات الموجودة في تفكير المسلمين وليس في الاسلام ، ومما زاد في الهجمة الشرسة على الاسلام هي السياسة بمفاهيمها الحديثة التي لا تتورع من أي عمل غير شرعي .
ومن بين المؤسسات التي خدمت العلمانية هي الامم المتحدة بكل منظماتها . معامل تصنيع الاسلحة في كل البلاد غير الاسلامية ، المؤسسات التجارية والمالية ( صندوق النقد الدولي ، برج التجارة العالمي) وهذان لهما تاثير قوي على القرار السياسي لاي حكومة تتعامل معهما والتاثير يكون على حساب الاسلام في خدمة العلمانية التي تعتبر غطاء الصهيونية في كثير من افكارها .
اليوم المجتمع الاسلامي في حالة ضعف رهيبة ليس لقوة الطرف الاخر بل لسوء بعض او اغلب القيادات في الاسلام سواء كانت في السلطة او التي تتبنى الخطاب الاسلامي ، لهذا نجد الضعف في مواجهة المخططات الغربية بل انهم أي الغرب اصبحوا يصرحون علنا بانهم الاقوى ويفعلون ما يريدون ولا رادع لهم اطلاقا اليوم اذا ما بقيت الامور هكذا .
الله عز وجل هو القوي بلا خلاف ، وسيظهر الامام المهدي عليه السلام ليدحر الباطل بلا خلاف، ولكن ماهو تكليفنا نحن ؟ اكبر دليل على ضعفنا عندما ننسب الكوارث التي تصيبهم بانها عقاب من الله لهم ، والمؤلم عندما نترك العمل ونامل الظهور فقط ، بينما امريكا والصهيونية يصولون ويجولون تمزيقا للمجتمع الاسلامي كافراد وليس كدين ، فالجولة الاخيرة للاسلام ولكن متى هذه الجولة الله العالم ، نتمناه اليوم قبل غدا ولكن واقعا لم تبدا هذه الجولة وعلينا العمل من اجل نصرة الاسلام فان رحلنا ولم يحن الظهور نكون قد ادينا واجبنا وان حدث الظهور فنكون عونا للامام .
بينما المسلم لا يفكر بنعمة الله عز وجل على الارض الاسلامية بان جعل فيها من الخيرات ما يرضخ لهم كل جبار عنيد بل بذروها ويا ليتهم على شعوبهم بل على تقوية اعدائهم وملذاتهم، المسلمون يصدرون المواد الخام باسعار زهيدة ويصنعها الغرب ويبيعها عليهم باسعار مرتفعة جدا ويكونوا خدموا اقتصادهم وزادوا من تبعية المسلمين لهم .
حتى الخطاب الاعلامي لم يحسنوا صناعته وهنا لابد لنا من الاشارة في العودة للمادة فلو ان للمسلمين خطاب اسلامي مؤثر لما منحتهم الصهيونية الاقمار الصناعية ، الخطاب بحاجة الى مادة سواء كانت قمر صناعي او مطابع تساعدهم على نشر الفكر الاسلامي الرائع اما ان الغرب يسمح للمسلمين تثبيت خطابهم بادوات صناعة غربية فهذا لا يكون ابدا وان من يعتقد ذلك فليعلم لو لم يكن لدى الغرب الاقوى مما منحكم لا يمنحوكم ابدا ما تريدون .
فالامل بالشعوب بان تتحد ولا تسمح لكل حاكم عميل من تنفيذ اجندة الصهيونية .
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي
- رصانة لغة الخطاب الاعلامي