- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سيد نيجرفان .. شمال العراق جزء لا يتجزأ من الوطن العراقي
بقلم: أياد السماوي
الخطايا التي اقترفتها حكومات ما بعد 2003 لا تعد ولا تحصى , لكنّ خطيئة السماح لإقليم كردستان بالتصرّف وكأنّه دولة مستقلّة ذات سيادة , هو من أكبر الخطايا وأكثرها تهديدا لوحدة الوطن العراقي.. الأكراد يقولون أنّ هذه الصلاحيات منحها لهم الدستور العراقي وهي ليست منّة من أحد , بل هي نتيجة لتضحيات الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره.. وهذا المنطق خضعت له كلّ الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد زوال نظام البعث المجرم.. لكنّ ما يميّز حكومة السيد عادل عبد المهدي عن غيرها من الحكومات التي سبقته , أنّها الحكومة الأكثر انبطاحا وخضوعا واستسلاما لإرادة حكومة الإقليم.. وانبطاح السيد عادل عبد المهدي لحكومة الإقليم لا يقتصر على تفريطه بالمال العام فحسب , بل أنّ السيد عبد المهدي قد فرّط بكل الإنجازات التي حققتها حكومة سلفه حيدر العبادي في طردها لقوات البشمركة من كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها واستعادتها لحقول النفط التي كانت تسيطر عليها حكومة الإقليم بحكم الأمر الواقع.. فها هي قوات البشمركة قد عادت إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها بفضل انبطاح عبد المهدي وانعدام إرادته أمام قادة الإقليم.
وسائل إعلام محلية تتحدّث عن وفود أمريكية تبحث مع القادة الأكراد إنشاء أربع قواعد أمريكية في شمال العراق , ونقلا عن مصادر سياسية مطلّعة أنّ لقاءات جمعت يوم أمس الجمعة 17 / كانون الثاني / 2020 بين وفود عسكرية أمريكية مع رئيس الإقليم نيجرفان برزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور برزاني لبحث ملّف التواجد العسكري الأمريكي داخل العراق والإقليم أيضا , وأضافت هذه المصادر أنّه تمّ بحث عملية استمرار الدعم الكردي لبقاء القوات الأمريكية ورفض انسحابها من العراق أو إلغاء الاتفاقات الأمنية , والعمل على إنشاء أربع قواعد عسكرية جديدة في شمال العراق.. وهذا مما يفسرّ موقف رئيس الإقليم نيجرفان برزاني الذي اعتبر وجود القوات الأمريكية في العراق ضروريا وأنّ قرار البرلمان العراقي لم يكن جيدا ويشّكل سابقة سيئة.. والحقيقية التي يجب أن يعلمها الشعب العراقي أنّ حكومة إقليم كردستان غير معنية بقرارات مجلس النواب والحكومة العراقية فيما يتعلّق بالموقف من الوجود العسكري الأمريكي في العراق.. وحكومة الإقليم مستعدّة لأن تكون البديل في استقبال القوات الامريكية في قواعد ثابتة ودائمة في شمال العراق إذا ما أصرّت حكومة بغداد على تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي برحيل القوات الأمريكية من العراق.. لكن السؤال الأهم والأكبر هو كيف ستتعامل حكومة بغداد مع هذا الموقف لحكومة الإقليم ؟ وهل يملك برلمان العراق وحكومته أدوات ضغط على حكومة الإقليم من أجل منعها من إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في شمال العراق ؟
وهل كردستان دولة مستقلة لتستقبل وفودا عسكرية أجنبية تبحث في أمور تتعلّق بسيادة البلد من دون التنسيق مع حكومة بغداد ؟