بقلم: حـسـن رفـعـت الموسـوي
ان ما يعصف بالوطن العربي مُنذ ما يقارب الــ تسع سَنَوات لا ينحصر أبدًا في نطاق السلطة الفاسدة والشعب المظلوم فقط، بل يتعدى الى اكثر من ذلك حيث يمكن الجزم بانه محاولة انقلابٍ كبيرة و فرض وصاية على العقل البشري ومحاولة تطبيع معتقدات وفقاً لأهواء من يحرك خيوط اللعبة.
استطاعوا حتى اليوم بذكاء ومن خلال ادواتهم الاعلامية و شراء ذمم السياسيين من الوصول الى مراحل متقدمة لمشروعهم.
نجح المشروع في الكثير من الدول العربية مثل الجزائر و السودان و مصر و تونس وليبيا، ولازال يصارع في العراق وسوريا و لبنان و اليمن.
الدول اعلاه فيها نوع من العزل بين قرارات الحكومة و إرادة المواطن أو بمعنى آخر هي حالة من الانفصال بين المسارين الرسمّي والشعبي.
وفي ظّـل تطبيق هذا المشروع الذي صرف عليه مليارات الدولارات، اصطدم بمشروع الجمهورية الإسلامية الايرانية الهادف لوقف الغطرسة الامريكية، حيث عَمدت القوى الاستكبارية الى محاولة الإجهاض على هذه الدولةِ لتسهيل المهمة فعمدوا على فرض العقوبات، والتي وصفها ترامب بــ الأقصى في التاريخ، ولكن جاءت كل الرهانات خاسرة، فالنظام الإيرانيّ لم يسقط ولم يهرع الى تقديم التنازلات كما فعلت بقيّة الدول عند اول تهديد لها.
مضى 40 عامًا على عمر الثورة الإسلامية التي أطاحت برجل واشنطن في الشرق الأوسط، وقد تناوب على الحكم مُختلف الأشخاص منهم المتشدد سياسياً ومنهم اللين، الا انهم حملوا مبادئ الثورة كاملة وعلى رأسها العداء المُطلق للولايات المتحدة الأمريكية التي يصفونها في أدبياتهم بـــ "الشيطان الأكبر" وعدم الاعتراف بأسرائيل الغاصب للأراضي الفلسطينية.
السياسة العدائية للمواجهة العقائدية وضرب الاسلام جعلت قوى الاستكبار العالمي تعطي لكل رَجُل في دولة من الدول عود ثقاب ويشعلها متى ما تريد هي ولتُرمى وسط مواد مُلتهبة ويحدث الانفجار الذي تريده.
السياسة الإيرانية تجاه هذه المعركة هي سياسة العين بالعين، لم تكن ابداً خائفة من التراجع أو الاشتباك، لكنها لم تسع أبدًا إلى خوض حرب.
الجميع يسعى لتقويض نفوذ الاخر وفرض هيمنته وإن معركةً كهذه لا تنتهي بزوال دولةٍ أو حزبٍ سياسي أو سقوط زعيمٍ أو رئيسَ حيث ان مستقبل الإسلام السياسي متوقف على مدى تحقيق الحرب الناعمة لأهدافها وإثبات قدراتها.
ختاماً الكرة في ملعب الشعوب لوقف احتلال الدول والعيش بسيادة، و محاربة الكراهية والإرهاب، وبناء جسور المحبة والسلام والتسامح والاحترام.