لم يحض اي جزء من اجزاء الزي التقليدي العراقي بما يحظى به (العقال والعبادة) حيث يعرف رجالها بنوعية ملابسهم وأشكالها التي اصبحت زيا تقليديا عشائريا يحضا بالاحترام والتقدير بين عامة الناس فاشتهرت مدينية كربلاء المقدسة في صناعة (القال والعباءة) وما تزال الى يومنا هذا تحتل هذه المهنة مكانة مهمة بين المهن اليدوية التي لحرفييها والعاملين فيها مصر دخل يدر عليهم مكاسب مادية جيدة بالرغم كثرة المستور منها.

وكالة نون الخبرية تجولت في عمق معرفة هذه المهنة التراثية التي ما تزال تنبض بالحياة وتعد هوية وتقليدعشائريا عريقا ولمعرفة المزيد حولها قال عنها (زين العابدين نجاح) صاحب المحل صناعة العقال في سوق العلاوي وسط مدينة كربلاء: ان" العقال هو هوية عربية عريقة، وكربلاء بأصالة رجالها توارثت هذا الموروث الذي تحدثت وتضاربت عنه الروايات والاحاديث بانه جاء من بلاد الاندلس او عبر الزمن من كونه مجرد حبل تعقل به الناقة فتوارثوه العرب بوضعه على راس وبمرور الزمن تحول الى زي عربي باعتبار العرب اكثر ارتداءله فكانت صناعته ايضا موروثا عربيا بشكل خاص فتعددت انواعه واختلفت اشكاله عبر السنين لكنه لا يزال يمثل قيما خاصة عند المهتمين به كالكبريء والكرامة.

ويضيف (نجاح) ان" صناعة العقال تتكون من خيوط منها محلية عراقية من المرعز العراقي الذي يتكاثر في منطقة سنجار وهو المرعز الطبيعي من الحيوان (الرخل) حيث يتم غسل الشعر وغزله وعمله، وهناك خيوط مستوردة من ما يعرف بالخيط (الانكليزي، السوري).

موضحا ان عمل العقال يمر على مراحل يبدأ من البطن الداخلية والتي هي من خيط الصوف والمرحلة الثانية عملية غشاء او وجه العقال اما من خيط المرعز او الخيط الانكليزي او الخيط السوري وهذا يبقى حسب رغبة الزبون يريد به شعر او يريد برم وهذا حسب الطلب والمنطقة السكنية فكل منطقة تختلف عن اخرى في لبس العقال، موضحا بعد كسر العقال تبدأ مرحلة الشد والخياطة والحباس والقالب والكركوشة ويكون مهيأ للبس.

واكد، ان" عمل العقال الواحد يستغرق حوالي ساعتين او اكثر بقليل وهذا يكون حسب حجم العقال فإذا كان حجم العقال كبير يستغرق حوالي نصف نهار حيث يكون حجمه كبير وغزله متعب وطويه متعب فيستغرق وقت اطول.

واشار الى ان المجتمع عشائر العراقية يكون لبسها خاص مثلاً العقال الشعر يرتديه العراقي فقط ولا يصنع غير في العراق لان يدخل فيها العمل اليدوي بشكل ضروري، (العقال الشعر صناعة يدوية عراقية) وهو يختلف في طبيعة اللبس والحجم مثلا ً محافظة العمارة تلبس نوع العقال يكون خليط بين (البرم والشعر) وعادة ما يكون قياس عقالها واحد وهو الذي نطلق عليه (الربع) وهو يكون صغير ومتين، بالنسبة عشائر الفرات الاوسط يكون العقال القياس متشابه وسمكه لا يتجاوز ال(ـ 6) سنتمترات، وابناء العشائر الغربية يرتدون نوعية العقال البرم الخليجي.

منوها الى انواع العقال هي الاسود المصنوع من الصوف الماعز والابيض والزري ويتم ارتدائه في الناسبات والاحتفالات الوطنية والوبر وهو المصنوع من وبر الجمال (ويكون لونه فاتح او ابيض).

صناعة العباءة الرجالية العراقية

من جهته بين الحاج ستار ابو علي العبايجي احد خياطين العباءة الرجالية في سوق الصفارين في كربلاء: ان" عملية صناعة العباءة الرجالية تبدأ في الغزل وهو الخيط ثم يعطى الى الحائك الذي (يحيك القماش) وبعدما يجهز القماش يأتي الى مرحلة الخياطة وتكون حسب ذوق الزبون كيف تكون نوعية الخياطة.

ويضيف، ان العباءة الرجالية تكون على نوعين (الصيفية، والشتوية) ولكل منهما ماكنة خاصة في خياطتها ومغزل او حياكة يدوية، مبينا ان العباءة الشتوية تصنع من وبر البعير والعباءة الصيفية من صوف الغنم، حيث يتم غزل الوبر او الصوف وحياكته وتصل الى مرحلة الخياطة.

موكدا، ان" هذه المهنة لا تنقرض ابداً لأن بلدنا بلد عشائري وبالعكس فإن لبس العباءة الرجالية يزداد وخصوصاً ان البعض من الشباب في اعمار عشرين عام او ثلاثين عام بدأ بلبس العباءة الرجالية ويأتي لشرائها، مضيفا هناك اربع او خمس نوعيات منها خياط الكلبدون اصفر فيه خيوط فرنسية او يابانية او عراقية.

واستطرد قائلاَ، تكثر خياطة العباءة الرجالية في النجف وفي الكوت وسوق الشيوخ ومحافظة بابل وكل محافظة لها نوعية من الخياطة فمثلا ً خياطة النجف تسمى خياطة اهل النجف، واهل الحلة يسمى خياطهم كرماني، واهل الكوت والحي وسوق الشيوخ يسموه حياوي، ومن جهة بغداد فما فوق يلبسون عباءة الكلبدون الاصفر..
مشيرا، الى ان المشهور من العباءة الرجالية هي المغزل اللون الاسود والاصفر والمشمشي والجوزي مشيرا الى هناك عباءة قماش نوع هربد ونوع بوشهري وهناك وبر سوري وهناك عباءة وبر بريم وافضل عباءة البو شهري.

منوها الى ان عباءة الرجالية سعرها يتجاوز المليون دينار ونوع عباءة بوشهرية سعرها حوالي 250 الف دينار وهناك عباءة بوشهرية بـ 400 الف دينار وهناك عباءة بوشهرية بـ 600 الف دينار ويكون السعر حسب انواع الغزل والخياطة وقد يصل السعر الى خمس ملايين دينار للعباءة مغزل صيفية.

حسين نصر - كربلاء

تصوير: صلاح السباح