- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طلَبَةٌ و حِراكٌ وأسئلةٌ كثيرة
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
الطلبة الأعِزّاء.
لا أعرفُ حقّاً كيفَ أُجيبُ (شخصيّا) عن أسئلةٍ كهذه.. ولم أحصَلْ من أحَدٍ منكم،على أجوبةً واضحةً و وافيةً ومُقنِعة، عن الأسئلةِ التي سأطرحها عليكم في أدناه.
لذا فأنا ألتَمِسُ منكم، بكُلِّ حرصٍ وصدقٍ ومحبّة، الإجابةَ عليها.
كثيرون.. ومنهم أصدقاءٌ، وأهلٌ، واساتذةٌ.. ينتظرونَ منكم ذلك.
وهذهِ هي الأسئلة:
- ماكو وطن.. ماكو دوام
أم..
ماكو دوام.. ماكو وطن ؟
- كم من الطلبة (وفي بغدادَ بالذات)، يُشارِكونَ في الحِراكِ الحاليّ..
وماهي نسبتهم من العدد الكُليّ للطلبةِ، في كُلِ مدرسةٍ، أو كُليّةٍ، أو جامعة؟
- كم منهم، لا صِلَةَ لهُ أبداً بساحاتِ الإحتجاج.. ولكّنهُ، ومن بيتهِ، وسريرهِ الدافيْ، يدعو الطلبةَ الاخرين، ومن خلالِ "الكَروبات" و "الكيبورد"، للإضرابِ عن الدوام ؟
- كم منهم، لا يذهبُ إطلاقاً إلى "ساحات التحرير".. ويأتي إلى الكُليّة.. ويسترخي في النادي.. ومع ذلك، فهو يمنعُ بقيّة الطلبة، من الدخولِ إلى قاعاتِ الدَرْس ؟
- هل كانت المطالبُ الرئيسة للطلبة المُشارِكينَ في الإحتجاجاتِ الآن، هي ترصين العمليّة التربوية والتعليمية، وتحسين جودة التعليم.. وهل سيُطالِبونَ لاحِقاً بإلغاء نظام "التحميل"، وامتحانات الدور الثالث، وإعادة العمل بإجراءات ترقين القيد (نهائيّا، ودونَ إلغاءٍ لاحِق)، والتأكيدِ على إصدار أوامر إداريّةٍ برسوب الطالبِ لعامٍ دراسيٍّ كامل (بسبب الغيابِ شبه الدائم عن مقاعد الدراسة)، والإصرار على عدم إلغاء سنوات الرسوب، وعدم القبول بأنْ يؤدّي الطالب إمتحانات الدور الثاني وهو راسِبٌ بأكثر من نصف المواد الدراسيّة المقرّرة، والعودة إلى السماح للمُكملينَ،بمادّتينِ فقط، للمشاركةِ في هذهِ الإمتحانات؟
- هل إحتَجّ الطلبةُ المُشارِكونَ في التظاهرات، على رداءة المناهج الدراسية، وتخلّف أساليب التعليم، وعلى بدائيّة أنظمة الإمتحانات، وعلى غياب استراتيجيّة واضحة للتربية والتعليم.. وعلى تأخير بدء العام الدراسي إلى منتصف شهر كانون الأوّل من كلّ عام (بدل بدايته في 1-9 من كُلّ عام).. وعلى كثرة العطل الرسمية وغير الرسمية، التي تذهبُ بنصف العام الدراسيّ دونَ جدوى.. وعلى كُلّ العوامل السلبيّة الأخرى، التي تلتهم أعمارهم دونَ جدوى، وتُضيّقُ عليهم سُبُلَ العَيْش، وتقضِمُ مستقبلهم العلمي والمهني، وتُحيلهُ إلى لا شيء؟
- هل الإنقطاعُ عن الدوام، يُشَكِّلُ ضغطاً إضافيّاً على "النظام" السياسي القائم، وبما يدفعهُ إلى تغيير سلوكهِ الخاص، وتغييرِ سياساته العامّة إزاء العملية التربويّة والتعليميّةِ برمّتها.. أم أنّهُ سيلتَفُّ عليها بمزيدٍ من "التحميل"، وأمتحانات الدور الثالث، وإلغاء سنوات الرسوب وترقين القيد المُتراكِمةِ، أيّاً ما كانت أسبابها الموجِبة ؟
- ما الذي يمنع الطلبة من الإنتظامِ في الدوام من الساعةِ التاسعةِ صباحاً، إلى الساعةِ الواحدةِ بعد الظُهر.. ثُمّ يذهبونَ بعد ذلكَ إلى ساحاتِ الإحتجاج، ليُمارِسوا حقّهم المشروعَ في التظاهر السِلميّ، من أجل ان يكونَ لهم "وطنٌ" أفضلُ بكثيرٍ من هذا الوطنِ "اللاوطن" الذي يعيشونَ فيهِ الآن ؟