- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا للفوضى .. لا لعصابات القتل والحرق
بقلم: أياد السماوي
عندما خرجت الجماهير الثائرة إلى الشارع مطالبة بتحقيق الإصلاح وإنهاء نظام المحاصصات الحزبية والطائفية والقومية , وإنقاذ البلد من الفساد والفقر والبطالة وتدّني مستوى الخدمات والانحطاط الأخلاقي والمجتمعي , وإعادة بناء النظام السياسي القائم على أسس جديدة غير الأسس التي بني عليها النظام الحالي , كانت عيون الجماهير الثائرة تصبو إلى إنقاذ البلد مما هو عليه من وضع مزري عمّ فيه الفساد وانتشر في كل جزء ومفصل من مفاصل الدولة , حتى بات استمرار هذا النظام الفاسد يشّكل خطرا جسيما على مستقبل البلد ومستقبل أجياله القادمة.. فاندفع شباب العراق الثائر الواعي أصحاب الصدور العارية إلى الشارع متحدّين رصاص حكومة عبد المهدي بصدورهم العارية , من أجل تحقيق الإصلاح الذي ينشده الشعب.. ولكن وللأسف الشديد أنّ قوى وأجندات خارجية استغلّت حالة هيجان الشعب ضد النظام الفاسد وأخذت تدفع بالوضع نحو الفوضى والقتل وحرق الممتلكات العامة والخاصة , من خلال عملاء هذه الأجندات الخارجية والذين تحرّكهم سفارة أمريكا في بغداد وجيوشها الألكترونية وسفارة السعودية والأمارات وعملاء إسرائيل في العراق.. وهذا ما أشارت إليه المرجعية الدينية العليا في خطبها الأخيرة.
إنّ الجريمة البشعة التي صحى عليها العراقيون صباح هذا اليوم في ساحة الوثبة في وسط العاصمة بغداد , قد هزّت الضمير والوجدان العراقي بغض النظر عن الفعل الذي قام به المجني عليه.. إنّ هذه الجريمة البشعة وجرائم الحرق التي طالت محال شارع النهر يوم أمس.. تدعونا جميعا إلى التصدّي الحازم لهذه العصابات المجرمة والخارجة عن القانون , واستخدام القوّة مع كلّ من تسوّل له نفسه حرق البلد وتدميره من أجل دفعه للفوضى الشاملة التي تسعى لها سفارة أمريكا وسفارة السعودية في بغداد , واستخدام هذه الفوضى كذريعة للقيام بانقلاب عسكري والسيطرة على مقاليد الأمور تحت ذريعة حفظ الأمن والنظام وحماية الشعب العراقي>
إنّ الجرئم البشعة التي تقوم بها هذه العصابات المجرمة لا تمّت بصلة لمطالب الشعب بالتغيير والإصلاح , ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمتظاهرين السلميين ومطالبهم العادلة.. إنّ هذه الثورة هي للإصلاح والتغيير وليس للقتل والحرق والفوضى.. ومن أجل استعادة النظام والأمن في البلد ندعو رئيس الجمهورية إلى تكليف شخصية وطنية نزيهة ومخلصة وكفوءة تتحمل أعباء هذا الوضع الذي ينذر بالكارثة.. فلا وألف لا للفوضى.. ولا وألف لا لعصابات القتل والحرق.. القانون والنظام يمّثلني.