بقلم: رأفت الياسر
من يتابع خطوات المرجعية الدينية فسيلحظ قوة تدخلاتها بالشؤون السياسية عندما يتعلق الامر بالامن القومي للجمهورية العراقية بدءا من مسألة اخراج قوات الاحتلال وكتابة الدستور الى فتوى الجهاد الكفائي فتدخلها الاخير لدرء الفتنة الحالية.
ولماذا أسميها فتنة؟
في الفتنة يختلط الحق مع الباطل , يختلط صوت المواطن الجائع المظلوم والمسلوب مع صوت الشيطان الذي يرفع المصاحف وقميص عثمان ومطالب الناس عبر منصاتها الاعلامية الكبيرة.
المرجعية هنا لن تترك المواطن فريسة لهذه المنصات ولن تتخلى عن حقوقه أيضاً.
فهي تقوم بمهمة شبه مستحيلة, وهي مهمة تتمثل بقيادتها لجماهير صار بعضها يتجرأ على مقامها!
اذن لماذا وكيف كانت المرجعية هي القائد؟
في الواقع هناك ثلاث قادة للاحتجاجات:
- قائد خفي وصفناه بالشيطان فهو يزين للناس نفسه ويوسوس لهم أفعاله عبر منشورات ومواد أعلامية شيطانية متقنة, أصر على البقاء متخفياً فظهوره يعني أحتراقة فميزة الشيطان أنه خفي عن الانظار يفعل ما يريد دون أن يلحظ مكره الانسان العادي الا المُخلَصين أصحاب البصيرة طبعاً.
وقائد حزبي المتمثل باعضاء تحالف الاصلاح المدعوم أمريكيا في الانتخابات الاخيرة وخصوصاً الجزء الشيعي منه.
وهؤلاء فشلوا وسيشفوا بقيادة الشعب الغاضب والجريح ولهذا لا يمثل خيار ناجح للمحتجين.
وقائد فرضته الثقة والحاجة والتجربة والمسؤولية والذي ناداه وزج بأسمه المواطن دون أن يحشر نفسه متمثلا بمقام المرجع الاعلى ارواحنا فداه سماحة السيد السيستاني "دام ظله".
لم يبدو صوت المرجعية مسموعاً جماهيراً في الاسابيع الاولى بشكل مناسب رغم وضوحه ولكن ونتيجة خوف الناس من القائد الحزبي وخوفها من تشتيت المطالب بفعل القائد الشيطاني باتت بحاجة لقائد واضح وصادق ليرسم لها خارطة الطريق بكل شجاعة وبساطة و وضوح.
فبدأت المرجعية تسحب البساط من القائَدين النشاز اسبوعاً بعد آخر
لتجعل نفسها درعاً لهموم الناس وحصناً لأمن الجمهورية القومي.
اذن نقولها بوضوح وبكل جرأة وشجاعة
أن التمسك بالمرجعية الرشيدة وتبني خطابها سيكون الضمانة لقلع الفاسدين المحليين والمتآمرين من الخارج.
وهذه أكبر فرصة تمر أمام الشعب العراقي لتصحيح مسار النظام السياسي العام عبر الخروج بطوفان بشري يرفع تلك المطالب وليطهر الشارع من اصابع الشيطان والاحزاب فالماء الكر الكثير مطهرا للماء القليل المتنجس.