بقلم محمد الحسيني
في خضم الازمة الخانقة التي تمر بها الدولة بشكل عام والحكومة بشكل خاص جراء الفشل والفساد والمحسوبية التي طغت على الحكومات العراقية منذ 2004 إلى يوم الناس هذا، نجد بعض اعضاء الحكومة والوزراء فيها بدل أن يكونوا صمام امان لها وللبلاد ويرفعوا عن كاهلها الضغوط التي ترزح تحتها وفتح الابواب امام ابناء الشعب، يعكس الامر ويورد على الحكومة المزيد من الازمات كالسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إذ بدأ يضغط بشدة على الشباب وخريجي السادس الاعدادي حتى في التقديم إلى الكليات، وها هي جموع الطلاب والطالبات يعانون الامرين امام الجامعات الحكومية للتقديم إلى الجامعات الاهلية، نعم قد يظن بعض القراء ان هناك خطأ ما إذ كيف يتم التقديم على الجامعات الاهلية من خلال الجامعات الحكومية، نعم هذا ما قرره السيد الوزير فأوقع الطلبة في براثن الكثير من موظفي الدولة الذين لا هم لهم ولا وعي ولا نضج بل ولا نزاهة لبعضهم، فأوقفوا الطلبة في طوابير لا تنتهي تحت الشمس الحارقة، وتحت مطر هذه الايام، وأذاقوهم طعم المرارة والذل، لا لشيء سوى ان السيد الوزير ليس لديه الا الظن السيء بالجامعات والكليات الاهلية ويرغب بغلقها من دون تمييز بين الجامعات الرصينة وغيرها فالجميع عنده سواء، ولا نعلم سبب توجهه هذا، هل لحصول موقف سابق معه، أم لأجندة ما تحرك الوزارة، ونحن نقول له لا مانع من قيامك بغلق الجامعات الاهلية أو التشديد عليها وتقليل القبول فيها، ولكن أعلم أن التدريسيين فيها قد عانوا الامرين من سياسات الوزارة، ومنها تصميمها على تقليل عدد الطلبة الذين سيقبلون فيها، مما يعني ان الدخل المالي لها سيقل وتكون الجامعات الاهلية امام احد خيارين أما الاستغناء عن خدمات التدريسيين والموظفين فيها، وأما تخفيض رواتبهم، وكلا الحلين غير مرض نهائيا لنا، ولذا نقول للسيد الوزير انت بين احد ثلاثة خيارات، إما أن تقوم بتعيين جميع التدريسيين المنتسبين إلى التدريس العالي الاهلي وتعينهم في الجامعات الحكومية، وإما أن تفتح القبول للجامعات الاهلية ليكون مثل كل عام، ولن نكتفي بهذا بل عليك أن تساوي التدريسيين الاهليين مع اقرانهم الحكوميين في التقاعد والامتيازات والمكاسب فليس هناك احد افضل من احد، وإما أن ننزل من الغد إلى الشارع ونعتصم امام مقرك في الوزارة مع المتظاهرين والمعتصمين، واخيرا نقول كفى عنصرية واكتفينا من جعلنا مواطنين من الدرجة الثانية، وكفوا عن جعلكم لنا تدريسيين من الدرجة الدنيا.