- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لمحات اجتماعية بعد وفاة د علي الوردي
سامي جواد كاظم
تذكروا جيدا انني لا اخوض بعلم الاجتماع فله اختصاصه ولكننا جميعا نعيش هذه الظروف الاجتماعية فعندما تتكرر ظاهرة لتصبح عادة يستجد منها راي ثابت.
رحم الله الوردي الذي اختلف كثيرا معه في كثير من ارائه وهذا لا يعني انني صح وهو خطا ولكنني لا اتنازل عن راي لانني اعتمد النص وهذه قناعتي وهي مردودة عليّ.
للدكتور كتاب يتحدث عن طبيعة الفرد العراق وهذه الطبيعة تم تكوينها من خلال الظرف الذي عاشه معهم ولو ان الله اطال في عمره الى اليوم ويرى ما يحدث في العراق فانه سيتمسك بقوة ببعض ارائه وينذهل من المستحدث.
الفرد العراق تغير كثيرا بعد الحرب العراقية الايرانية وزاد من الطين بلة اعتداء الطاغية على الكويت وظروف الحصار واخيرا ختمتها الحكومات المنتخبة بعد سقوط الطاغية لتعطي فردا عراقيا كارثيا، هذا ليس تشاؤم او تعميم بل هنالك عراقيين قمة في الاخلاق والابداع والايثار ولكنهم قلة قليلة ودليلنا عندما يقوم فرد عراقي ما بعمل رائع سوى اعادة امانة او ايثار او تضحية تعج وسائل الاعلام بذكره والثناء عليه، لماذا ؟ لانها ظاهرة اصبحت غريبة على المجتمع العراقي.
ماهو الدخيل على ثقافة الفرد العراقي ؟
الدخيل ان يعشق الحصول على ما يريد من غير ثمن سواء بالاحتيال او الفرص المسموحة او الحرام او الاستغفال.
ان عمليتي السلب والنهب في 1991 و2003 اعطت انطباعا خطيرا عن ثقافة الفرد العراقي زاد على ذلك تقنية وسائل الاعلام الخبيثة التي بيد الصهيونية يضاف لها الجهل المركب لدى البعض.
من هذه الظواهر الان ونحن نعيش هذه زيارة الاربعين الرائعة البعض يجهد نفسه للحصول على الطعام ومن ثم اما ياكله بالرغم من انه شبعان او يرميه في النفايات من دون ان يمسه،
الفرد العراقي يميل الى المطاعم التي تقدم المقبلات مجانا وكثيرة، هل هي واقعا مجانا ؟ الفرد العراقي استولى على اراضي بغير وجه حق معللا ذلك بانها حقوقه والكل يتذكر شعار (مال الشعب للشعب موتوا يا رجعية) فماذا حصل عليه الشعب ؟
في أي مكان يقف المواطن العراقي بسيارته او دراجته دون الالتفات الى الحق العام المهم انه حصل على ما يريد وما يترتب من اثر لا يعنيه.
الفرد العراقي يجهد نفسه للحصول على مكاسب حتى ولو كانت بالرشاوى شرط ان تكون اكثر مما يدفع.
الفرد العراقي بطبيعته اصبح انتهازي ولا يبال لغيره جاره او اخيه او صديقه المهم انه قضى يومه سالما غانما.
شخص اوقف سيارته في احد الافرع المؤدية الى بيتي وقطع الطريق نزلت طرقت الباب سالته عن السبب قال عندما اوقفتها هناك (شخطه ابو ماطور وانهزم) قلت له والعلاج هو قطع الطريق على الناس، قال نعم.
لاحظوا هذه الصلافة اضافة الى صلافة سائق الدراجة الذي لم يتوقف لغرض الاعتذار على اقل تقدير، ومن منكم بل الاغلب تعرضت سيارته لعبث العابثين ولم يعرفهم من.
هل صادفتكم اصطدام سيارتين بشكل لا يؤثر عليهما الا انهما قطعا الطريق وتخاصما حتى (بالبوكسات والتواثي) وسيء الحظ يفكر بحل النزاع لانه سيتلقى ما لايكن في حساباته ـ ولا اريد ان اتحدث عن تجارة الفصل العشائري الباطل
هل رايتم اصحاب المحلات وهم يحتجزون الرصيف ونصف الشارع الذي هو امام واجهة محله ولا احد يحاسبهم بل الذي يحاسبهم برشوة يتركهم لانه مثلهم وكل فرد انتهازي على طريقته.
لاحظتم ردود الافعال العنيفة التي صدرت على الحكومة عندما ارادت تطبيق القانون بحق المتجاوزين، وبعيدا عن نوايا الحكومة وادائها السيء الا ان القانون لا يسمح بالتجاوز ولان الحكومة اصلا هي متجاوزة على الشعب العراقي فتراها ضعيفة ولا تستطيع ان تتخذ أي اجراء لان الحكومة مواطن عراقي.
الكل يؤيد ما ساقوله، الم يبيع المواطن صوته الانتخابي بثمن بخس وبغض النظر عن الحثالات التي انتخبها.
اعتقد لو عاش الدكتور علي الوردي الان سيقول رحم الله لمحات اجتماعية ورحم الله كل من انتقدتهم لان ما ارى اليوم يفوق الخيال.
انا لا امزح والبعض علم من خلال الفيسبوك بانني اكتب كتابا بعنوان (موسوعة التخلف في العراق) صدقوني وردتي تهديدات من اعداء وتحذيرات من اصدقاء، وهكذا تراجعت وهذه احدى الصفات السيئة التي يتصف بها العراقي كاتب المقال انه قلما يواجه الاخرين من اجل الحق لانه لا احد يحميني.
في مطعم خارج العراق طلب زميلي طعاما بكلفة 100 دولار فاستغربت وقلت له من سياكل كل هذا الطعام ؟ قال لي كله من غير خبز، صدقوني فقط المقبلات تكفي لخمسة اشخاص غداء، على كل حال كل ما اكلته قيمته لا يتجاوز خمسة دولارات، فقام بأكل الطعام المتبقي بالكامل باستثناء فخذ دجاجة قال لعامل الخدمة ضعه لي في كيس حتى اخذه معي، هذه الظاهرة تكررت امامي عشرات المرات بل وحتى مئات.
اخيرا اقول انها ليست نظرة تشاؤمية بل ان هنالك عراقي بمنتهى الاخلاق والشهامة الا انهم القلة.
والامثال كثيرة