بقلم: أياد السماوي
كانت أمامك فرصة ذهبية للخلاص منها ولم تفعل.. وكانت أمامك فرصة لرمي تبعاتها وآثامها خلف ظهرك ولم تنتهزها.. وكانت أمامك فرصة للتكفير عن الذنوب والخطايا التي ارتكبتها ولم تكفرّ.. وكانت أمامك فرصة للاستغفار عما يحصل في البلد من إراقة دماء ولم تستغفر الله.. أوهموك أنّ بقائك واستمرارك على رأس السلطة هو خدمة للشعب والوطن ومرضاة لله سبحانه وتعالى.
وأنت تعلم جيدا أنّ السلطة هي سلطتهم والقضاء هو قضائهم والدولة كلّها هي دولتهم والفساد هو فسادهم.. وما تقوله بتقديم كبار الفاسدين إلى القضاء هو وهم وخداع وامتصاص لنقمة الشعب الثائر.. أنت تعلم أنّ الذين جاؤوا بك لرئاسة الوزراء هم كبار الفاسدين.
وأنّ الذي سرق أموال الشعب والأجيال القادمة هي أحزابهم وكتلهم السياسية المتمسكة بك.. لا يهمهم شيء ما دمت أنت بالواجهة.. اصدروا أوامر القتل بدون علمك.
استباحوا دماء الضحايا من أجل دولتهم ونظامهم كما كان المقبور صدّام يستبيح دماء الشعب العراقي من أجل نظامه ودولته.. أوهموك أنّ بقائك واستمرارك بالحكومة سيفوّت الفرصة على أعداء الشعب العراقي من العملاء والمأجورين.
وأنت تعلم علم اليقين أنّ العملاء موجودون في قلب الدولة ومؤسساتها.. وتعلم أنّ سفارة أمريكا في بغداد هي أكبر وكر للجواسيس والعملاء.
قبل استماعي لخطابك البائس اعتقدت أنّك ستعلن للشعب براءتك من دماء الضحايا التي سالت وتعلن استقالتك من رئاسة الوزراء.. لكنّي صدمت لاستمرارك بحزم الخداع التي تخدع بها الشعب العراقي وتصوّرها لهم أنّها إصلاحات نزل بها الأمين جبرائيل إليك لتلاوتها على الشعب العراقي.. عن أي حزمة وأي إصلاحات تتحدّث دولة الرئيس.. من هم كبار الفاسدين الذين تريد أن تعلن للشعب عن أسمائهم ؟
هل بينهم قادة الأحزاب السياسية والرئاسات الثلاث التي حكمت البلد خلال الستة عشرة سنة الماضية ؟
أم تحاكم آلاف كبار المسؤولين الذين سرقوا أموال الشعب العراقي ؟
وأنت دولة الرئيس من الذي سيحاسبك على تفريطك بأموال الشعب العراقي لمسعود وعصابته ؟.. نعم تستطيع أن تغيّر بعض الوزراء الفاسدين الذين جئت بهم أنت وتستبدلهم بغيرهم.. لكنّ هذا ليس هو الإصلاح الذي يطالب به الشعب العراقي المنتقض.
دولة الرئيس الشعب يريد ما يلي:
الشعب يريد إسقاط العملية السياسية الفاسدة برّمتها.. الشعب يريد إعادة كتابة هذا الدستور من جديد بأياد عراقية مخلصة.. الشعب يريد العودة للنظام الرئاسي وانتخاب الرئيس بشكل مباشر من قبل الشعب.
الشعب يريد انتخابات حرّة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدّة بقانون جديد للانتخابات ومفوضية جديدة نزيهة من القضاة.. الشعب يريد الخلاص من هذه الأحزاب الفاسدة وهذه الطبقة السياسية اللصوصية بالكامل.. باختصار دولة الرئيس خسرت آخرتك بدنيا غيرك.. ولن تفلح بعدها أبدا.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- الحرب النوعية
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً