علاء السلامي
ايام وتحل علينا مناسبة دينية عظيمة تكون فيها كربلاء قبلة لجمع مليوني من الموالين القادمين من شتى بقاع الارض لاحياء اربعين الامام الحسين عليه السلام، المدينة ستشهد استنفارا لقطعات الجيش والشرطة وطيران الجيش فضلا عن الدوائر الخدمية والصحية والعتبات المقدسة التي لها الدور الاكبر والمهم في نجاح اي زيارة مليونية من خلال قنواتها الخدمية والأمنية والإعلامية..
بعد تلك المقدمة البسيطة لربما سؤال يتردد الى الذهن دائما، هل إن مدينة كربلاء ببنيتها التحتية الحالية مهيأة لاستقبال هذا العدد المهول من البشر ؟.
لا أعتقد أن الجواب سيكون بـ (نعم) منصفا بحق هذه المدينة التي تحتاج فعلا إلى وقفة حكومية جادة ومن خلال خبراء محليين وأجانب وبالسرعة الممكنة لوضع خطط إستراتيجية وليست آنية تسبق الزيارات المليونية بفترة، لتوسيع طرقها وساحاتها وعتباتها المقدسة كونها موردا وطنيا مهما لا يهم الكربلائيين فحسب بل يهم العالم اجمع، فالجنسيات المتنوعة التي تفد الى المدينة حبا بالحسين عليه السلام لابد من تهيئة أجواء معينة لها تعكس مدى اهتمام العراقيين جميعا بهذه البقعة المباركة من خلال ذلك التوجه الحقيقي وليس الإعلامي فقط كي تسلط عليها بعض الفضائيات والمواقع الالكترونية..
إن الاهتمام بمدينة كربلاء المقدسة ليس بالأمر المبهم الذي يمكن أن ننبه عليه عبر مقالة بسيطة مقارنة بحجم الموضوع بل هو أمر واضح للعيان كونها تنقل صورة مصغرة عن العراق مجتمعا خلال أيام عديدة، والعالم اجمع شاء ذلك الاهتمام أم أبى، لذلك لابد من إعادة الحسابات بسرعة والوقوف على حل كافة الإشكالات والمعرقلات التي تقف حائلا دون التطبيق كي نسطر تلك الانجازات تاريخيا وليس وقتيا من خلال الوقوف أمام الفضائيات للإعلان عن نجاح خطط وضعت قبل ايام للزيارات..
أيها السادة لابد من تخصيص جهد حكومي كبير لكربلاء والمدن المقدسة كونها هوية العراقيين جميعا بشكل خاص بل المسلمين بشكل عام وهي بمواردها الذاتية يمكن ان تمول مشاريعها العمرانية المعتمدة على الطرز المعمارية الحديثة والمتغيرة بحسب ما يتطلبه التغيير، فكربلاء ليست اقل من أي مدينة عالمية فهي تستقطب كل الجنسيات وعلى مدار السنة وهي بحق تستحق منا كل الوقفة وإعادة الحسابات كي تضاهي بنيتها التحتية اسمها الخالد عبر الاحقاب والازمان..
[email protected]
أقرأ ايضاً
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها
- كربلاء وغزه ومآسي هذه الامه
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى