عبد الحميد الصائح
ليس الحشد الشعبي نبتا شيطانيا كي يصبح مرمى لكل الذين لايرون في الدولة عيباً سوى وجوده، الحشد الشعبي جاء استجابة سريعة مباشرة بعد هزيمة الجيش العراقي في الموصل وبعد أن هرب قادته وخلع منتسبوه بدلاتهم العسكرية وسلموا اسلحتهم هاربين دون مساءلة او عقاب، وهو مالم يحدث في تاريخ الحروب والجيوش والدول ضعيفها وقويها صغيرها وكبيرها حديثها وعريقها.
جيش هزم وسلم محافظة كبيرة وتراجع امام فلول وشتات من المجرمين دخلوا الحدود وتعاون معهم مغرضون من هنا وهناك.
وقبل أن يستعيد الجيش عافيته بعد حين ويظهر قادة يحفظون ماء وجهه كان الحشد الشعبي صاحب المبادرة في درء العدوان عن العراق، شهداء مناطق الجنوب النائية من ابنائنا الذين التحقوا واستشهدوا لايمكن لمنصف نادر الوجود أن لا يقر بان دماءهم استعادت ارض اخوتهم هناك وسلمتها لهم وعادوا جثثا او جرحى او مهملين منسيين من قبل الدولة الأم!.
هذا المخطط السريع غير المنحاز، ترافقه حقيقة أن أي جيش في هذا الزمان لايمكن ان يكون منضبطا، حتى الجيش العراقي الذي يتغنى الكثير ببطولاته وسلامة سياقاته،كانت له صفحات من الخزي وهو يؤدي مهمات في الكويت التي لم يكتف افراده بسرقة محتويات منازل أهلها بل خلعوا اجهزتها بتوصيلات الكهرباء من الحيطان وفتحوا اسواقا لبيعها، كما جلب افراده معهم هويات شخصية والبومات صور عائلية وادوات طبخ مليئة بأكل قيد الطهي من قصر شيرين ايام الحرب مع ايران ومن الكويت ايام احتلالها، فضلا عن نذالة الجيش الامريكي الذي اعتقل اطفالا واستجوب نساء بالقوة واقتحم عوائل اثناء النوم او تناول العشاء أو قبل ذهاب الاطفال الى المدارس، لايمكن اذن ان تؤخذ عينات من تصرفات افراد في جيش يحارب حرب عصابات على انها اطار لشرعية هذه الحرب او حكما على مهمته الاساسية.
الحشد الشعبي بمفهومه العام وبرؤيا المرجعية التي وجدت نفسها مرغمة على تعويض جيش مهزوم كان صماما مبادرا لحفظ الامن في الدولة العراقية.واي مساس بهذا الكيان انما تستر رخيص على اداء دولة لم تحاسب خونتها،ووجدت ان استحقاق الحشد الذي انقذها من الدمار الشامل ثقيل عليها سياسيا وأمنياً.
بعد ذلك كله لايمكن باي حال الاستكانة للتحليلات الرخوة، بان على الحشد ان يحل او يدمج او يهجر او ينظف من الميلشيات التي علقت به واحتمت وتمترست في ظل شرعيته وغير ذلك من الاراء البطرة التي ارتعدت خوفا من تقدم الدواعش ثم ارتخت بعد طردهم،لان تلك التحليلات تريد ازاحة الصخور ولاتعرف ماخلفها من سيول، وتريد ايجاد سبب لضعف الاداء الحكومي ولاتعرف أن الحشد الشعبي لن ينسحب ولن يحل ولن ينتهي الا حين يطمئن العراق لقوة ووطنية وقدرة من يحكمه على ادارته وحمايته.
أقرأ ايضاً
- نتائج كارثية للدراسة الاعدادية
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الاول