- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من وراء شعار ( كلهم حرامية ) ؟؟؟
أياد السماوي
من يقف وراء شعار (كلهم حرامية) ؟؟؟ وهل حقا أنّ جميع موظفي الدولة العراقية فاسدون ولصوص وحرامية ؟.. هل أنّ جميع الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء العامون واساتذة الجامعات والقضاة والأطباء والمهندسون وباقي موظفي الدولة فاسدون وسرّاق وحرامية ؟ وهل يعقل أنّ جميع العراقيين أفاقون ودّجالون وليس بينهم من يخاف الله ورسوله واليوم الآخر ؟ وهل نحن شعب بدون أخلاق ودين وقيم نبيلة ؟ وهل مات الضمير في سلوك الإنسان العراقي ؟ ألسنا جميعا عراقيون ؟ فهل نحن فاسدون وسرّاق وحرامية ولا نخاف الله واليوم الآخر ؟ لماذا هذا الإجحاف والظلم على الخيرين والأشراف والوطنيين الذين يشّكلون النسبة الأكبر والسواد الأعظم من العراقيين ؟ وهل يقتصر الفساد على المؤسسات الحكومية دون غيرها من المؤسسات الأخرى ؟ أليس من الإنصاف أن نفرّق بين الشريف وغير الشريف والفاسد وغير الفاسد والحرامي والنزيه ؟ هل هنالك شّك في حب العراقيين لوطنهم واستعدادهم للتضحية دفاعا عنه ؟ هل يدافع الفاسدون عن وطنهم ويضحون من أجله ؟ من الذي ارتقى أعواد المشانق وتصدى للديكتاتوية من أجل حرية هذا الشعب ؟ ومن الذي لبّى نداء المرجعية الدينية العليا في الجهاد ضد داعش ؟ لماذا نخلط الحابل بالنابل والأخضر باليابس ؟ هل فكرّنا يوما من الذي يقف وراء تشويه صورة العراقيين وإظهارهم جميعا أنّهم فاسدون وحرامية ؟ ما ذنب الموظف النزيه والشريف والمخلص والغيور حين يوضع في خانة واحدة مع الفاسد والسارق لأموال الشعب ؟..
أيها الأخوة والأحبة.. لا شّك أنّ النظام السياسي القائم على أساس المحاصصات القومية والطائفية والحزبية قد أرسى قواعد للفساد في عموم مؤسسات الدولة العراقية ووزاراتها.. وبسبب نظام المحاصصات الفاسد شاع الفساد المالي والإداري وانتشرت الرشوة والمحسوبية والمنسوبية.. وتسلّل إلى مناصب الدولة العليا بسبب هذه المحاصصات اللعينة أشخاص فاسدون ولصوص جاؤوا إلى هذه المناصب من خلال كتلهم السياسية التي رشّحتهم لها.. وليس هنالك أدنى شّك بأنّ مستوى الفساد في دوائر الدولة ومؤسساتها قد وصل إلى مستويات لم يشهدها البلد في تأريخه الحديث.. ولا شّك أنّ المال العام العراقي قد تعرّض إلى أكبر عملية سطو وسرقة في التأريخ.. لكنّ هذا لا يعني أبدا أنّ الجميع هم (حرامية) , وأنّ المبادئ والقيم والوطنية قد ماتت في نفوس العراقيين.. فكربلاء الحسين لا زالت تجري في عروق أبناء الحسين , والعراقيون لا زالوا يهتفون بشعار لبيك يا حسين.. لبيك يا عراق..
وشعار كلهم حرامية أطلقه الفاسدون للتعتيم على فسادهم ونهبهم للمال العام وإعطاء صورة غير حقيقية عن الفساد الحقيقي.. وهذا بحد ذاته جزء من ستراتيجية الفساد في خلط الامور ونشر الأكاذيب عن حجم الفساد الحقيقي حتى تضيع الحقيقة وتصبح عملية التصدّي للفساد والفاسدين صعبة للغاية وغير مجدية.. ومن يدّعي أنّ جميع العراقيين حرامية هو الحرامي والفاسد الأكبر.. نعم هنالك فساد سياسي ومالي وإداري.. ولكن في المقابل هنالك عراقيون أشراف وغيارى يمتلكون الإرادة والتصميم للتصدّي ومحاربة هذا لفساد المستشري.. ووزارات الدولة ومؤسساتها تعج بالآلاف من أصحاب الأيادي البيضاء والمخلصين والوطنيين الغيارى.. فتحية لكل موظف نزيه وشريف ومخلص.. وألف تحية لأصحاب الأيادي الببضاء من المسؤولين الكبار في الدولة والذين حافظوا على قيمهم ومبادئهم...
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2