بقلم: عزيز كاظم نايف
أعلنت قبل أيام نتائج اختبارات البكلوريا للصف الثالث متوسط 2019 ظهرت فيها نسب النجاح دون المستوى المطلوب , تصدت المرجعية الدينية بخطبة الجمعة يوم 19/ تموز الجاري لهذا الموضوع المهم ووضعت النقاط فوق الحروف , من هنا نشير إلى مجموعة من التساؤلات، التي تحتاج إلى إجابة من أصحاب القرار في الدولة العراقية.
- هل يعقل أن تكتمل الكابينة الوزارية الجديدة ووزارة التربية في نهاية السّلم , لازالت بدون وزير , أليس من الأجدر أن يهتم السيّد رئيس وأعضاء البرلمان بها أولا ؛ لأنها المحدد الأساس لبناء الأجيال والمحرك الدائم للتطور.
إن كانت المحاصصة هي السائدة فالجهة التي رشحت مجموعة من النساء ولديها من العلماء وأساتذة التربية الكثيرون , لماذا إذا هذا الإصرار على ترشيح سيدات بتخصصات أكاديمية ؟ هن بالأساس بعيدات تماما عن إدارة وزارة التربية ,وحسنا فعل البرلمان.. والأجدر الآن اختيار شخصية من التخصصات التربوية والنفسية حصرا... عسى أن تستطيع وضع الأمور في نصابها الصحيح ... ولدى هذه الجهة كفاءات عالية المستوى يمكن تكليفها أم أن في الأمر شيئا نجهله...
# كم عائلة خبيت آمالها ويئست من الدراسة ومتاعبها بعد حصول أبنائها على نتائج متدنية (اكمال أو رسوب) يا ترى لماذا ؟ ألم يكتف عوائلنا من ويلات داعش والمتفجرات حتى نظيف للألم جرحاً عميقاً جديداً.
# إلى متى تبقى عوائلنا تعيش حالة من اليأس والتذمر وانعكاسات ذلك على جميع مكوناتها منذ بداية العام الدراسي وحتى ظهور النتائج.
# هل ناقش المعنيون بوزارة التربية حالات انتحار الطلبة وخاصة أيام الامتحانات ما لسبب وراء ذلك.... والذي يأتي بسبب اليأس والخوف من المستقبل وانعدام الأمل ؟
# هل وفرت الدولة أجواء فيزيقية مميزة للطلبة في القاعات الامتحانية ؟
# هل كانت أجواء العراق المناخية وأزمة الكهرباء بحالة تتيح للطلبة المراجعة والدراسة بشكل جيد؟
# طلاب المتوسطة و الإعدادية شباب في طور النمو والمراهقة ,يعيشون في بلد كثرة فيه المناكفات السياسية ويسمعون يوميا احباطات لا تعد ولا تحصى من خلال وسائل الإعلام المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي ,وهذه تترك آثار نفسية واحباطات تجعل اولئك الشباب قليلو الثقة بمستقبلهم وهذا يؤثر على مستواهم الدراسي.فمتى يرحمنا السياسيون من تهجماتهم فيما بينهم ؟ وأين الدولة والقانون إذا؟
# هل درس السادة بوزارة التربية الآثار النفسية المترتبة على هذه النتائج على الشباب ؟
# أين الدعم المعنوي(التعزيز الايجسابي) الذي يقدم لطلبة المدارس في نهاية السنة.
# هل فكر أحد بذلك هل فكر أحد بهؤلاء الشباب ؟ عطلهم تمضية أوقات الفراغ ,زرع الأمل في نفوسهم...الخ.
# في بداية العام الدراسي 2018/2019 كانت هناك وقفة احتجاجية واسعه شارك فيها أولياء الأمور ونقابة المعلمين طالبوا فيها إعادة النظر بالكتب الدراسية الجديدة وما فيها من صعوبات بالغة ,ما الذي حصل بقيت الكتب على حالها بحجة أن هذه الكتب الدراسية الجديدة تحت اشراف منظمة اليونسكو لذلك نقول:
إن منظمة اليونسكو تشرف على المفردات ونحن نؤكد أنها بمستوى ممتاز علميا , ولكن هناك تعليمات وضوابط لابد من اتباعها لتدريس هذه الكتب.
- هل عولجت مشكلة ازدواج المدارس من دراسة ثنائيه وثلاثية،وماهي عدد الساعات التي يقضيها الطالب بالمدرسة.
- هل تتوفر مختبرات ووسائل تعليمية وتكنولوجيا حديثة في المدارس.
- هل أدخل المعلمون والمدرسون بدورات تنشيطية وتطويرية في اختصاصهم ؟
- هل توفر التربية المواد المختبرية , وهل بنايات مدارسنا بحالة جيدة وغيرها من الأسئلة "المتعبة حقا".
# للكتب المدرسية شروط علمية وتربوية يدرسها المختصون بالمناهج وطرائق التدريس فهل روعيت آرائهم في ذلك ؟
- هل كلف مجموعة من المعلمين والمدرسين كل في اختصاصه ليقوّم هذه الكتب ومفرداتها لغرض تعديلها أو على الأقل حذف البعض منها وهذا الموضوع ضروري جدا الآن للابتعاد عن التأليف الجديد كل عام وما يصاحب ذلك من هدر للمال العام.
#حصل تحول في وظيفة الاشراف التربوي والاختصاصي من اسلوبه القديم،في الزيارات المفاجئة وتسجيل الأخطاء (أن وجدت) لدى المعلمين والمدرسين إلى أسلوب آخر قائم على تعزيز العملية التعليمية وتطويرها..وأصبح المشرف جزءً أساس من التطوير بما يملكه من مؤهلات علمية وتربوية تساعد المعلمون والمدرسون في تذليل صعوبات التدريس ،و الإدارة والمعلم المختص يفرحون بقدومه ؛ لأنه سيساعدهم في شرح وتبسيط المادة الدراسية (لا غير) , واعتقد أن دورهم الآن ضروري جدا مع سلسلة الكتب الجديدة.
# هل تشجع وزارة التربية كوادرها على اكمال دراستهم العليا وخاصة في مادة المناهج وطرائق التدريس بتخصصاتها المتعددة ؛ لأن هذا التخصص ضروري جدا لمواكبة الكتب الجديدة وتدريسها باستراتيجيات معاصرة.
# هل خضعت الأسئلة الوزارية لتقويم علمي وتربوي وفق معايير محددة معروفة تربويا لتدارك سلبياتها ومعالجتها ؟ وأن كان لديها ذلك لتعلنها على المدارس ,ليطلع عليها المعلمون والمدرسون.
# هل راجعت وزارة التربية تعليماتها بشأن فتح رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية ؟ لأن أغلب التعليمات قابلة للاجتهاد وبعيدة تماما عن معايير الجودة التي ينبغي أن تتوفر فيها من أسس علمية صحيحة تساعد على رفع المستوى العلمي لمن يسجل فيها.
# إن كثرة المدارس الأهلية بدلا من أن يكون عاملا تربويا بناءً في التربية وبناء الانسان ,أصبح وسيله للتفاخر ومكان لا جدوى منه والدليل نتائج بعض هذه المدارس المخيبة للآمال.
# المؤلم حقا... إننا نتعامل مع المواد الدراسية على أساس (الدرجة)وليس على أساس التعلم (التغيّر الايجابي في السلوك) من خلال فهم المادة الدراسية و استيعابها وتطبيقها في الحياة اليومية , وهذا الموضوع متوارث لدينا منذ تأسيس الدولة العراق إلى الآن. المهم لدينا الدرجة لأنها المعيار الوحيد... طيب هل فكر أحد من أصحاب القرار بإدخال معايير أخرى غير الدرجة ؟ هناك تجارب عالمية كثيرة وخاصة في القبول بالجامعات يمكن من خلالها تقليل قيمة الدرجة.
تساؤلات من هذا النوع ولربما لدى الكثيرين أفكار أخرى هي عبارة نقاط تحتاج إلى دراسة مستفيضة من (المشرع والمنفذ) معاً لتدارك وضع العراق التربوي الصعب، للمساهمة لتحقيق مجتمع آمن متطور.
سبقتنا تجارب لدول عدة عانت ويلات الحروب وتطورت بفعل التربية والتعليم،اليابان،المانيا، ماليزيا ،سنغافورة،فلنده...الخ وغيرها فلماذا نحن نبقى بوزارة لاحول لها ولا قوة ؟ ولن يصلح حال العراق دون التربية بوضع استراتيجية طويلة الأمد نبدأ من رياض الأطفال وانتهاء بالجامعة, استراتيجية واضحة قابلة للتطبيق وبعيدة عن المحاصصة،نأمل ذلك من الخيرين من أبناء بلدي...
شكرا لمرجعيتنا لأنها اثارت لدينا هذه التساؤلات...
ساعد الله عوائلنا في نكباتها...