صالح الحمداني
محظوظ نيچيرڤان بارزاني، وهذا الأسبوع هو أجمل أيام حياته، فسيصبح فيه ولأول مرة: رئيسا لإقليم كردستان العراق، خلفا لعمه ووالد زوجته، مسعود بارزاني!
لا أحد يعرف، لا في العراق العربي ولا في العراق الكردي مقدار ثروة هذا الرجل، ولا أحد يجرؤ بالطبع على الطلب منه إشهار ذمته المالية!
كشف الذمة المالية أضحوكة من أضحوكات العراق الجديد، وأتذكر أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، حاول أن يضرب مثالا في النزاهة والالتزام بالقانون، فأعلن عن ذمته المالية البالغة ربع مليون دولار!
لكنه بعد أن ترك السلطة، لم يجرؤ “ولا نزيه إبن نزيه” على سؤاله: كم تبلغ ثروتك يا سيدي، بعد ثماني سنوات من حكم البلاد والعباد؟! أن تكون بهذا الغنى والجمال والاناقة والحسب والنسب، فحتما ستكون محسودا من قبل الكثيرين، لكن حين تكون إضافة إلى هذا كله فوق القانون والمراقبة والمحاسبة فبلا شك سيحسدك العالم أجمع، على هذه النعمة التي يجود بها على القليل من عباده الصالحين!
نعم.. محظوظ هذا الرجل الذي قضى ١٨ سنة رئيسا للوزراء في اقليم كردستان، وسيقضي ١٨ سنة قادمة أو أكثر رئيسا للإقليم وربما رئيسا لجمهورية العراق، وربما ملكا للمملكة البارزانية الكردستانية، من يعرف ماذا يقدم القدر لهذا الرجل المولع بالقراءة والسباحة والدراجات الهوائية والتصوف وموسيقى الجاز! هناك من يكره هذا الرجل لأنه يراه متشبثا بالسلطة، وفاسدا يدير الصفقات ويقبض الكومشينات ويساهم في “التهريبات” الهايدروكاربونية، وغير الهايدروكاربونية، ويتمتع بثروة كبيرة حتما، ولا يمكن لهيئة النزاهة الموقرة محاسبته على شيء.
وهناك من يكرهه لأنه يريد أن يصبح مثله، ولا يستطيع الى ذلك سبيلا.
محظوظ السيد نيجيرفان بارزاني لأنه ولد وعاش في ظروف وبلد لا يستطيع شعبه ولا حكومته محاسبة مسؤول كبير، ويقسو في محاسبة من يسرقون الدجاج وعلب الكلينكس! في أمان الله
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!