- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إنجازات رجالية لمتبنيات نسوية..الجزء الثاني
حسن كاظم الفتال
لذا يرى البعض أن الولوج في مثل هكذا مشاريع وبذل الأموال الطائلة عليها. لعله يخالف في ظاهره وليس باطنه قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن) ووصية أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه لإبنه الإمام الحسن صلوات الله عليه توكيدا وطلبا للتطبيق العملي حين يقول: واكفف عليهن من إبصارهن بحجابك إياهن، فان شدة الحجاب أبقى عليهن، وليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن. وان استطعت ألا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة
. وقسم آخر من المشاركين بالحوار يرون أن الأموال التي تبذخ على مثل هذه المشاريع الثانوية من الممكن أن ننفقها على تعديل المنهج الدراسي الديني الأكاديمي في كل المراحل الدراسية خصوصا وأن هذه المرحلة تشهد افتتاحا لمدارس أهلية كثيرة ومنها ما هو ديني أو حوزوي ألا يمكن من خلال ذلك تحسين أداء درس التربية الدينية ؟ لتكون تربية دينية علمية معرفية حقيقية تؤهل المتخرجة طبيبة أو مهندسة كانت أو معلمة أو مدرسة تتخرج وهي مؤهلة أفضل تأهيل متعلمة للقرآن ليس قراءة أو حفظا فحسب إنما مفهوما ومضمونا
يتساءل البعض:ترى ما المطلوب من المرأة أن تتعلم في المعهد أو المؤسسة أو المدرسة الخاصة بذلك سوى أنها تحفظ القرآن. ألا يمكن أن نيسر لها أن تتعلم وهي قاطنة في دارها وسط أسرتها مع رعايتها التامة لأولادها وخلال أدائها الواجب التربوي ؟.
وقد أثبتت التجارب علميا وعمليا واجتماعيا أن عمل المرأة داخل منزلها وبين أسرتها من أهم الأعمال وأفضلها وأقرب إلى نفسها من أي شيء آخر. بل وأعد من الأعمال الشاقة. ويتعذر على الرجل أن يؤدي ما تؤديه المرأة في هذا المجال فإن عملها هذا يتطلب مجهودا كبيرا وتفكيرا ووقتا طويلا. وهذا العمل قد جبلت عليه المرأة وصار يتوافق تماما مع فطرتها وطبيعتها لذا نجد النساء يبحثن عنه كثيرا ويفضلنه على أعمال وشؤون ومجالات أخرى: (وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ) ـ الطلاق / 1
فلنوفر للمرأة الأجواء المناسبة لتتفرغ لوظيفتها الإنسانية. ووسائل التعليم كثيرة تلك التي يمكن أن تمارسها داخل المنزل.
ولننشغلْ بتأهيل النشء ونجهد في جعل درس التربية الدينية في المدارس فاعلا وفي كل المراحل ليغنينا عن فتح مدارس خاصة.
وقد انتشر في الآونة الأخيرة والحمد لله القرآن الناطق الذي يتوفر في كل مكان ويتيسر الحصول عليه بسهولة وقد أدى دوره في تعليم الكثير من النساء المعتكفات في بيوتهن
وللتذكير فإن السيدة زينب عليها السلام التي كثيرا ما نستشهد بمواقفها المشرفة كانت تعلم نساء الكوفة تفسير القرآن وجاء في الروايات والأحاديث المعتبرة أنّ جمعاً من رجال الكوفة جاؤوا إلى الإمام أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وقالوا: ائذن لنسائنا كي يأتين إلى ابنتك ويتعلّمنَ منها معالم الدين وتفسير القرآن. فأذن الإمام لهم بذلك، فبدأت السيّدة زينب عليها السلام بتدريس النساء وكانت النساء يحضرن الدرس طيلة أربع سنوات أو أكثر.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ـ الحشر / 18
أقرأ ايضاً
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- الخطأ الثاني لمسعود البارزاني