بقلم:لطيف القصاب
في خطوة غير متوقعة تقدم رؤساء نقابات الأطباء والصيادلة والمحاماة بطلب إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد قصي السهيل يقضي بتقليل أعداد المقبولين في كليات الطب والقانون في الجامعات الأهلية؛ لأنها بوصفهم تحولت إلى كليات تجارية أكثر منها تعليمية...
والحكمة من وراء ذلك الطلب – كما تبدو لي – تتمثل باستفحال ظاهرة انتشار الأطباء والصيادلة والمحامين ممن يحملون شهاداتهم بغير استحقاق وأصبحوا -بقدرة قادر- يحترفون مهنة المغامرة بأرواح العراقيين ومقدراتهم بلا حسيب ولا رقيب...
كم وددت لو أن نقابةً تحمل من الوجاهة والاحترام الرسمي ما تحمله النقابات العريقة المذكورة تبادر هي الأخرى بتقديم طلب مماثل يقضي بتقليل أعداد المقبولين في كليات اللغة العربية وأقسامها في الجامعات الحكومية والأهلية على حدٍ سواء نظراً للضعف المرعب في مستوياتهم العلمية ابتداءً من المرحلة الجامعية وانتهاءً بمرحلة الدكتوراه...
والحكمة من وراء هذا الطلب – كما تبدو لي - تكمن بالحفاظ على ما تبقى من هيبة لغتنا الوطنية والدينية، وأتصور أن مطلباً كهذا لن يكون من العسير على معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي تنفيذه - بلا خوف من حسيب أو رقيب- لأنه لن يتصادم بتاتاً مع أي مشروع تجاري لهذا الطرف أو ذاك، ذلك أن أغلب أساتذة اللغة العربية يتخرجون من الدراسات الأولية، وكذلك الدراسات العليا ثم لا يجدون لهم تعيينات لا هنا ولا هناك بدعوى أن هذا التخصص فائض عن الحاجة، أو ليس للمجتمع به حاجة...
أقرأ ايضاً
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج
- هجرة العقول العراقية والعربية: اسبابها ونتائجها وحلولها
- اللغة العربية.. ومظاهر الاعتداء عليها