بقلم: اياد السماوي
أجرت قناة دجلة الفضائية وضمن برنامج القرار لكم الذي تقدّمه الإعلامية المتألقة سحر عباس جميل , لقاءا مع السيد قاسم الأعرجي وزير الداخلية السابق وعضو مجلس النوّاب الحالي , تناول اللقاء محاور مهمة للغاية تتعلق بمجريات الوضع السياسي وعلاقة العراق بمحيطه العربي , وفي هذا اللقاء تطرّق السيد الأعرجي بشكل تفصيلي لعقد سيارات الميتسوبيشي الذي أبرمته وزارة الداخلية العراقية مع شركة (خيرات المفيد) , ومما يلاحظ على هذا اللقاء أنّ السيد الأعرجي كان واضحا ومقنعا في معظم المحاور التي تحدّث عنها , عدا المحوّر الذي تناول علاقة العراق بالسعودية ودورها في المباشر في الإرهاب على العراق , وقبل الحديث عن هذا المحوّر المهم لا بدّ لنا أن نشير إلى أنّ السيد الأعرجي قد أوضح للرأي العام العراقي وبالوثائق أنّ عقد سيارات الميتسوبيشي الذي أبرمته وزارة الداخلية أيام توّليه الوزارة خال من أي شبهة للفساد , على العكس مما أثير في وسائل الإعلام وبعض الصفحات المشبوهة عن وجود هدر كبير في المال العام جرّاء إبرام هذا العقد , فمن خلال الوثائق التي عرضها السيد الأعرجي عن الصفقة , يبدو واضحا أنّ أطرافا سياسية تستهدّف تسقيط السيد الأعرجي , خصوصا بعد تزايد المطالبات بعودته إلى وزارة الداخلية باعتباره واحدا من أنجح وزراء الداخلية , وإن كنت استبعد تماما أن يقوم السيد هادي العامري زعيم تحالف الفتح بترشيحه لأي وزارة فضلا عن وزارة الداخلية لأسباب تتعلّق بشعبية السيد الأعرجي.. وكشهادة للتأريخ أنّ السيد قاسم الأعرجي قد أدّى مهمته في وزارة الداخلية بأكمل وجه وكان وزيرا ناجحا بامتياز , ولم يكن فاسدا يوما أو غير حريص على المال العام , ويهمّنا جدا أن يقدّم السيد جمال الأسدي المفتش العام لوزارة الداخلية نتائج تحقيقاته التي أجراها عن فساد هذه الصفقة بعد الضّجة التي أثارها في وسائل الإعلام.
أمّا حديث السيد الأعرجي عن عدم وجود دليل على تدّخل الحكومة السعودية المباشر في الإرهاب على العراق , هو الذي يحتاج إلى دليل يثبت عدم توّرط الحكومة السعودية , فالثابت عند الجهات الرسمية العراقية أنّ أجهزة مخابرات بعض الدول الإقليمية كان لها الدور الكبير واليد الطولى في دعم الإرهاب على العراق بالتنسيق والتعاون مع المخابرات الأمريكية و الدولية ومنها المخابرات السعودية , فهل يستطيع السيد السيد الأعرجي أن يثبت للرأي العام العراقي أنّ المخابرات السعودية لم تقدّم الدعم والتمويل والتسليح إلى المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق ؟ وهل يستطيع السيد الأعرجي أن يثبت أنّ جهاز المخابرات السعودية وأجهزة مخابرات بعض الدول الخليجية لم تكن متواطئة مع المخابرات الأمريكية في إنشاء داعش والقاعدة من قبلها ؟ وهل كانت السعودية غافلة عن الأموال التي كانت تجمع في السعودية تحت عنوان الأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين ؟ أو كانت في غفلة عن تجنيد الآلاف من السعوديين للقتال في سوريا والعراق ؟ وهل للإرهاب علاقة بعشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها الحكومة السعودية في نشر الفكر الوهابي المتطرّف في العالم ؟ أم أنّ الحكومة السعودية لم تسمع بفتاوى علماء الدين السعوديين التي تحرّض الشباب على قتال الشيعة الروافض ؟ الحقيقة أنّ الادعاء بعدم وجود دليل على تدّخل الحكومة السعودية في الإرهاب على العراق هو الذي يحتاج إلى دليل , أما موضوع علاقات العراق مع محيطه العربي ومنها السعودية , فهذا أمر يتوّقف على سياسة السعودية مع العراق خاصة والمنطقة عامة , فهل يمكننا أن نغض الطرف عن حرب الإبادة التي تشّنها السعودية ضد الشعب اليمني الشقيق ؟ أو نغض الطرف عن الدور السعودي ضد شيعة البحرين وفي سوريا وفي لبنان وتسخير كلّ إمكاناتها المادية وغير المادية خدمة لإسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً