بقلم: عبير المنظور
في أفنية هذه الحياة ثمة أوجاع متناثرة هنا وهناك
تبددت أوصالها وتبعثرت أشلاؤها على صفحات وجدران الأيام
وضاعت أصوات الآه الحبيسة بين ثنايا الحلق والقفص الصدري
وأطبق الصمت على الشفاه فأُخرست الكلمات وجعاً….
هدوء مطبق على الجوارح
غير أن صرخة الصمت المدوية تعصف بجمجمة الرأس
لتقرع طبول الحرب الأزلية بين العقل والقلب
وفي ساحة هذه المعركة الضارية
توجه بضوضاء صمتك لربك وخالقك
فالله تعالى يعرف جيدا لغة الصمت هذه
ويفهم جيدا أن الصمت الناجم عن تجمد المشاعر المتخدرة من شدة الوجع
له حديث خاص ولغة خاصة لا يفهمها الا هو
يفهمها ويشذبها ويحتويها ويترجمها بسكون متناغم مع الاطمئنان النفسي بالتوجه إليه بيقين وتوكل عليه عزوجل.
إن شعرت يوماً ما إن صمتك سيغلبك وبدأ بالثوران الداخلي إعرض صرخاته على الله تعالى
فصرخات استغاثة صمتك ستُترجم إلى خشوع وخضوع ودموع على مصلاتك في لحظة دعاء ومناجاة
إستمع لكلامه يستمع لصمتك!
فعند قراءتك او استماعك لآيات القرآن الكريم حتماً ستلامس صمتك الصاخب الكثير من المعاني
فتهدأ وتنعم بسكون وطمأنينة
ففي هذه الساحة القدسية يتوافق العقل والقلب
ويتناغمان ويتناسيان الحرب الضروس ويعلنان الهدنة
وربما وقف إطلاق النار -إن صح التعبير-
وأخيرا يعم السلام الروحي في هذه النفس الثائرة
وستتوضح لك الرؤية ويتميز لك السبيل في مدلهمات المزالق
فالله تعالى أنيسك الوحيد حينما يتحدث الصمت.