بقلم: حسين فرحان
العقل هبة الخالق لأكرم مخلوق, فمن اختار بملء ارادته أن يتخلى عن هذه الهبة فلا يلومن الا نفسه وليكن مستعدا للازدراء وللسخرية المستحقة وليحيا بمهزلة اللا العقل، فأن العقل بتمام وجوده ورعاية حقه لامهزلة فيه, وصاحب اللاعقل قد انعدمت بصيرته وذهبت مروته أدراج الرياح.
وأصحاب هذه المهزلة المستحقة، فئات واصناف متباينة لسنا بصدد الحديث عنهم لكننا سنذكر نموذجا من أصحاب الجماجم الجوفاء والالسنة الطوال وهم يشنون الحملات تلو الحملات في استهداف واضح وصريح لمرتكزات مهمة في مذهب أتباع أهل البيت عليهم السلام الجعفري الامامي الاثني عشري, ولمآرب خبيثة وغايات دنيئة ستتضح لمن ألتبس عليه الامر أوكان مستهدفا بها ليكون من ابناء قاعدتها وليتجلبب بجلباب الغي والبغي واللاوعي.
وقد استخدم اهل الخلاف – منذ أن تأصلت المخالفة فيهم – أساليب متعددة لزحزحة الموالين عن معتقدهم ودعوتهم للارتداد، فكان السيف وكان الاغواء وكان القهر وكان الاضطهاد فما نفعتهم اساليبهم في أن يطفئوا نور الله الذي يقض مضاجعهم.
والحكاية لم تنتهي والشيطان لم تنهكه كثرة الطعنات، فعاد ليصنع جيشا جديدا تقوده فئة باعت له ضمائرها بثمن بخس وقد اصطبغت بصبغة جديدة تستخدم الكلمة المنمقة والزي المألوف للولوج الى عقول البسطاء ممن لم ترتكز قدورهم على أثافي رصينة , فقعدوا لهم مقاعد الاغواء والتدليس فذاعت أخبارهم وبانت حقائق غاياتهم ولم نسمع بها معنعنة عن الآباء والاجداد والثقاة بل أننا عشناها واقعا مؤلما , لما نراه من انقياد البعض وراء ناعق هذه الغوايات.
ولهذه الحركات وجوه تزيت بزي أهل العلم وادعت ماليس لها فمنها ادعاء البعض أنه مرجع عالم فقيه ليسقط هيبة المرجعية ويشكل عليها مخالفا في كل شاردة وواردة , ومنها حركة تدعي الوصاية وأنها مرسلة من الحجة عليه السلام بدعوى اليماني , ومنها حركة تخالف منهج الائمة عليهم السلام واتباعهم فتنبري للتهجم على رموز الآخر المخالف مثيرة فتنة كبرى دون مراعاة للآثار المترتبة على ذلك , وفئة تصدت لمخالفة ما عليه إجماع فقهاء الامامية من ضرورات وغيرها كأنكارهم لقضية ولادة الامام المهدي عليه السلام وتدليسهم في قضية الخمس ودعوتهم لجواز التعبد بسائر المذاهب بل والاديان ودعوتهم لترك تقليد الفقهاء والاعتراض على الشعائر الحسينية بحجج واهية لا اعتبار لها.
ومن الجدير بالذكر ذلك التركيز على محاولات صرف الامة عن خط المرجعية وتوهين تلك العلاقة المتينة بين المقلدين ومرجعيتهم بعد أن شاهدوا بأعينهم ما للمرجعية الرشيدة من تأثير بالغ في نفوس الناس وخصوصا بعد الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي التي أطاحت بآمال شيطانهم الاكبر , واتصور أن من الواضح جدا لمن تأمل في بحثه عن المستفيد من كل هذه الحركات المشبوهة التي ظهرت في الآونة الاخيرة انها تعمل بمناهج مختلفة لهدف واحد , في محاولات يائسة تقاد بمهزلة اللاعقل الداعية الى أن واحد زائد واحد لايساوي أثنان.