ماهر ضياء محيي الدين
ما جرى في سنجار من حادثة المواجهة بين القوات الأمنية وعناصر تابعة لحزب العمال قبل أيام سيتكرر مرة أخرى سواء في نفس المكان أو أمكان أخرى من البلد لأسباب شتى .
نتكلم بصراحة ظاهرة انتشار الفصائل أو المجموعات المسلحة في البلد بعد 2003 شهدت زيادة كبيرا جدا قياسا للفترات السابقة، وخصوصا بعد مرحلة دخول داعش للعراق وليومنا هذا نجد إن هذه الظاهرة تزداد على نحو يدعوا إلى الخوف والقلق الكبير لدى غالبية الشعب من وجود هذه الظاهرة.
الأسباب التي أدت إلى زيادة الظاهرة ترتبط بالصراع المشتعل بين الكبار في المنطقة، وانعكاسات السلبية للغاية على البلد، وتزايد حجم المخاطر والتهديدات على الوضع الداخلي العراقي يوم بعد يوم،وخصوصا في الآونة الأخيرة، وكذلك المشاكل والتحديات ما بعد السقوط بين الصراع على السلطة ومكاسبها، والمحاولات الكبيرة لإفشال التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق، وإسقاط حكم الشيعة بكل الطرق والوسائل المشروعة منها وغير المشروعة.
مع الأخذ بعين الاعتبار اغلب الأحزاب الحاكمة اليوم لديها أجنحة عسكرية مرتبط في العلن، وأخرى يستخدمونها عند الضرورة القصوى، وفئة يتم الاستعانة بها عند الشدائد كمثل على وجود وانتشار حزب العمال في مناطق متعددة من الشمال , والمحصلة من وجود هذه الفصائل مع اختلاف المسميات والعناوين تحقيق مكاسب سياسية وسلطوية بحتة.
حقيقية لا تخفى على الجميع وجود هذه المجموعات بمثابة سلاح ذو حدين من جهة لتحقيق المكاسب أو ورقة تهديد ووعيد، ومن جهة أخرى تستخدم لضرب من يعارضها أو يحاول النيل والتقرب من مملكتها، لذلك نجد قوة ونفوذ هذه الفصائل قد يفوق قوة الدولة وقوانينها، بل هي الدولة الحاكمة التي تجول ولا تصول بدون إي رقيب أو حسيب، وتحت أنظار الجميع.
ما حدث في سنجار وغيرها من المناطق الأخرى سيتكرر عشرات المرات، والضحية كعادة دماء الشهداء الإبطال من قوتنا الأمنية، ولا اعتقد بل اجزم لا يستطيع احد الحد من هذه الظاهرة الخطرة للغاية، بسبب وجودها مرتبط بالنظام وأهله والأصدقاء إن صح التعبير، و لأنها المهمة المستحيلة على يفكر بالقيام بها وبدون أدنى شك أو ريبة.
أقرأ ايضاً
- السوداني والمعابر المستحيلة
- الأدوار المهمة في حياة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام)
- هذا ما جعل الكربلائيين يطالبون إدارة العتبة المقدسة بإنجاز المشاريع العمرانية المهمة في مدينتهم (2)