- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدعوة للحجاب وهم أم حقيقة ؟؟ الجزء الرابع
حسن كاظم الفتال
لعل السبيل للمآثم نظرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن للنظرة دورا مهما في إحداث أو تغيير أي موقف من المواقف سلبا أو إيجابا.
وليس بغريب على أحد معرفة إنعكاس أثر النظرة. فمثلما هي سبيل للتمتع بجمال الأشياء ونضارتها وبكل شيء حسن وجميل ويمكن أن تكون بداية للعمل النافع والمفيد وما يحمل من الخير. كذلك يمكن أن تكون نقطة البداية لارتكاب المعاصي والموبقات.
فالسارق تعرف على مكان الخزنة أو الأموال أو أصحاب الأموال عن طريق البصر أي بالمشاهدة فضلا عن السمع والمعرفة وثم بدأت الخطوات الأخرى.
وفي الوقت ذاته يمكن أن تصبح النظرة نقطة البداية للحصانة والمنعة والتورع والتقوى. وهذا ما ينطبق على الحجاب والتحجب وصد سهام لحاظ الناظر
فإن نظرة الرجل الموجهة إلى المرأة مثلها كمثل السهم الفتاك وهي تبعث بإشعاعات حين تصوب نحو أي جسم ربما ستؤثر عليه سلبا فينبغي للمرأة أن تتدرع. والحجاب يمتص الإشعاعات التي تنبعث من المحاجر والأحداق.
محركات الفطرة السليمة
لا يشك أحد منا بأن للفطرة دورا كبيرا وبارزا في صيانة كرامة المرأة وحصانتها وضمان سلامتها من الأذى أو من الإبتذال أو من أي ما يشين لها.
لذا نجد أن الفطرة هي الدافع أو الحافز الأول للمرأة في التزامها بالحجاب. وصاحبة الفطرة السليمة تتمتع بعفوية تفتقد لها الأخريات ممن لا يمتلكن فطرة سليمة تدفع المرأة إلى أن تستر مفاتنها حتى قبل بلوغها سن التكليف والتشريع والوجوب فتحجب نفسها من لحاظ النظرات، ومن أجل أن لا تجعل من نفسها سلعة رخيصة كما يريدها الآخرون أن تكون. وكما قلنا أن أحد معاني الحجاب هو التعويذة أو التميمة فهي تريد أن تصون نفسها بنفسها.
وإن من أبرز الإمارات التي تشير إلى فاعلية الفطرة والعفوية وتدفع المرأة لأن تحتشم أو تتحجب ما يلاحظه الجميع في تصرفات أو ممارسات بعض الفتيات أو النساء من اللواتي لا يولين أي عناية أو اهتمام بحجابهن وعفافهن. أو من المتبرجات فإنهن حين تشعر أي واحدة منهن بتوجيه النظرات لها من قبل رجل معين تحاول تلقائيا أن تحتشم بإخفاء مفاتنها فتضع إما الحقيبة أو الكتاب أو شيء آخر تجعله حجابا يغطي بعض مفاتنها البارزة أو بعض المناطق التي تعتبرها حساسة في إشعال جذوة الإثارة لدى الناظر لكي تتخلص من اللحاظ اللعينة.
هذا الأمر يدعونا لأن نعيد التذكير إلى ما أشرنا إليه في مقدمة البحث عما فعلته زليخا في تغطية الصنم لما راودت النبي يوسف عليه السلام عن نفسه وروادها الحياء فغطت الصنم في بيتها. وهذا ما يلحظ إلى أن الحجاب فطري
وهذا ما يثبت دور الفطرة السليمة فضلا عن تلقي توصيات وتعليمات من قبل الأسرة وفي مقدمتها إلحاح الأم الفاضلة بسبب حرصها على إبنتها وصيانتها من الوقوع في شراك الإفتراس
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
إلى اللقاء في الجزء الخامس