- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تعالوا إلى كلمة سواء ..ثمان خطوات للمرجعية العليا كفيلة بإنهاء المعركة مع داعش والإرهاب!
بقلم: نجاح بيعي.
أن بوادر عودة (داعش) باتت من المُسلمات عند الأعم الأغلب, وما الأحداث المأساوية التي شهدتها مناطق متفرقة من العراق في الفترة الأخيرة , كصحراء النخيب وبحيرة الثرثار وطوزخورماتو وسامراء وغيرها, والتي راح ضحيتها مواطنين مدنيين ومقاتلين من القوات المسلحة والحشد الشعبي, وقد أعلن تنظيم عصابات (داعش) عن مسؤوليته عنها إلا دليل على ذلك.
ـ تُرى ما أسباب تلك البوادر لعودة داعش والإرهاب؟.
ـ وما السُبل الكفيلة بردع (داعش) وإنهاء المعركة معه؟.
قبل أن تُجيبنا المرجعية العليا عن التساؤل الأول وتضعنا في الصورة الواقعية المرّة , وتُتحفنا بخارطة طريق تُنهي (داعش) وكل أشكال الإرهاب في العراق كجواب عن التساؤل الثاني , علينا أن نرجع إلى الوراء قليلا ً ونقف عند خطاب رئيس مجلس الوزراء آنذلك يوم إعلان النصر على (داعش) في 9/12/2017م ذلك الخطاب الذي غلب عليه بشكل واضح الحماسة السياسية المُفرطة إلى حد ذرّ الرماد في العيون كاشتماله على عبارات من قبيل:
(إن حلم داعش إنتهى..) و(حلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد..)!
ليأتي بعده خطاب المرجعية العليا بعد (6) ستة أيام فقط في 15/12/2017م تضمنته خطبة النصر التي ألقيت من على منبر جمعة كربلاء, ليُزيح الضبابية ويُزيل الأوهام ويضع الجميع أمام الواقع والحقيقة المرّة وتُعلن صراحة بأن:
(النصر على داعش لا يمثل نهاية المعركة مع الإرهاب والإرهابيين) و (أن هذه المعركة ستستمر وتتواصل..)!
ـ ونستنج من ذلك عدّة أمور منها: أن الخطاب الحكومي ينطوي على قصور في فهم قدرات ذلك العدو المُسمّى (داعش) , وعدم إدراك طبيعة الواقع الأمني الهش وأسبابه وتأتيراته المُستقبلية على الساحة العراقية , وأن الجانب (الحكومي ـ السياسي) أبعد ما يكون (لأن يكون) مؤهل لإعلان نهاية المعركة مع داعش , لأنه وبصراحة شديدة لم يكن قد أعلنها عليه أصلا ً.
ـ نعم.. قد اشتمل خطاب رئيس مجلس الوزراء آنذلك على عبارة:
(إننا وعلى الرغم من إعلان الإنتصار النهائي يجب أن نبقى على حذر واستعداد لمواجهة أية محاولة إرهابية.. فالإرهاب عدو دائم والمعركة معه مستمرة)!
ولكن هذا التحذير الحكومي عجز عن بيان الأسباب الواقعية لإحتمال عودة (داعش) ثانية ليضرب الأمن والسلم الإجتماعي أو بيان السُبل الكفيلة للوقاية منه كما فعلت المرجعية الدينية العليا.
ـ تحذيران قويّان للمرجعية العليا وردا بصورة مباشرة في الأمر (الأول) من خطبة النصر في 15/12/2017م مِن عودة (داعش) هما:
ـ الأول: حذار مِن (التراخي في التعامل مع هذا الخطر المستمر).
ـ الثاني: حذار مِن (التغاضي عن العناصر الإرهابية المستترة والخلايا النائمة التي تتربص الفرص للنيل من أمن واستقرار البلد).
ولنا أن نتمعن في الأسباب التي دعت (داعش) ليعود ويضرب الأمن الوطني والسلم الإجتماعي ثانية بعد (14) أربعة عشرة شهرا ً من ذلك التاريخ , تلك الأسباب التي أصبحت أشهر من نار على علم.
ـ أما الخطوات (8) الثمان للمرجعية الدينية العليا والكفيلة بإنهاء المعركة مع داعش والإرهاب والإرهابيين هي
1ـ التصدي لجذوره (جذور الإرهاب)الفكرية والدينية وتجفيف منابعه البشرية والمالية والاعلامية.
2ـ العمل وفق خطط مهنية مدروسة لتأتي بالنتائج المطلوبة.
3ـ العمل الأمني والإستخباري ويشكّل الأساس في مكافحة الإرهاب.
4ـ ضرورة أن يقترن ذلك (الخطوة السابقة) بالعمل التوعوي لكشف زيف وبطلان الفكر الإرهابي وانحرافه عن جادة الدين الإسلامي الحنيف.
5ـ نشر وترويج خطاب الإعتدال والتسامح في المجتمعات التي يمكن أن تقع تحت تأثير هذا الفكر المنحرف.
6ـ ضرورة العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة وإعادة إعمارها وتمكين أهلها النازحين من العود اليها بعزة وكرامة.
7ـ ضمان عدم الإنتقاص من حقوقهم الدستورية.
8ـ تجنب تكرار الأخطاء السابقة في التعامل معهم.
وأخيرا ً وليس آخرا ً..فالتراخي في التعامل مع خطرة داعش والإرهاب, والتغاضي عن العناصر الإرهابية والخلايا النائمة أسباب في بوادر عودة داعش والإرهاب.
ـ ولكم أن تتمعنوا في أسباب تلك الأسباب التي هي أوضح من نار على علم!