- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
( فاطمة الزهراء(عليها السلام) النور الرباني المتألق / الجزء السادس ).
بقلم عبود مزهر الكرخي
في البداية نحب بأمر مهم وهو حول مظلومية واستشهاد الزهراء(ع) وهو خطبة حذر فيها النبي المسلمين في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض! وفي قول اخر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض!) وقد خففها البخاري في: 5/ 126: فاستبدل لفظ (كفاراً) بلفظ (ضلالاً)!!.(1)
ومن هنا ننطلق في مبحثنا من هذا الجزء وحول الكثير بل اغلبهم من علماء السنة والجماعة ينكرون مظلومية الزهراء وكسر ضلعها واسقاط محسنها لتنسحب إلى عدد من علماء الشيعة ومع الأسف الشديد هذه الحادثة والتي يعرفها الجميع ولكن نحن سوف نورد الأدلة والمصادر من المصادر اهل السنة والجماعة لمعرفة الجميع بالحادثة.
المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام)
وفي جزئنا سوف نناقش المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام) وهي غصب فدك أولاً ومن المصادر والتاريخية والأدلة والتي لا يرقى إليها الشك عندهم أي من مصادرهم والتي سوف نبحثها بحسب العقل والمنطق لأننا في مذهبنا نحن أي شيء يعارض العقل والمنطق ولا يتطابق مع القرآن والسنة والنبوية نضربه عرض الحائط ولا نعمل وهذا هو ما ذكره أمامنا جعفر الصادق(ع) حول هذا الموضوع والذي يثبت إن مذهبنا الشيعي هو مذهب علم ومنطق يعتمد الحوار الموضوعي والعلمي وليس الانغلاق والتعصب والوقوف والعمل بأمور ومقالات حدثت منذ أكثر من 1400 سنة وعدم الحيود عنها وهي حتى هذه الأمور والمقالات والأفعال مشكوك في أمرها وفي صحتها إضافة ان المجتمع والحياة الإنسانية في تطور مستمر ومعقد تستوجب استخراج واستنباط الأحكام والتي تقع هذه الأعباء على فقهاؤنا وعلماؤنا الأجلاء لتوضيحها والعمل بها من باقي الموالين والذي هو يدخل في حكم الاجتهاد واستنباط الأحكام والتي يوجب على الموالي التقليد للمرجع ومعرفة أمام زمانه والتي هذه الأمور التي ذكرناها غير موجودة في المذاهب الباقية وهو محور الاختلاف الأساسي بيننا وبينهم والذي أثبت على صحة ما جاء به مذهبنا وأئمتنا في هذا المجال.
ولنرجع إلى محور موضوعنا ونناقشها بالتفصيل وحول فدك. فهي نحلة من رسول الله لفاطمة(ع) وقد أشارت النصوص الصريحة إلى ذلك وهي كالتالي:
1ـ أخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري، قال:{ لما نزلت هذه الآية {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}(2) دعا رسول الله(ص)فاطمة فأعطاها فدك}(3).
2ـ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} أقطع رسول الله(ص)فاطمة فدك}(4).
3ـ وأخرجها الطبراني، كما نقل ذلك عنه الهيثمي, قال: {قوله تعالى { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } عن أبي سعيد قال لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} دعا رسول الله(ص) فاطمة فأعطاها فدك. رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك}(5).
كلمات الزهراء(ع) وأمير المؤمنين(ع) تكشف أنّ فدك كانت نحلة وهبة من رسول الله لفاطمة ومن هذه الكلمات هي:
أ ـ رسالة أمير المؤمنين علي(ع) إلى عثمان بن حنيف التي يقول فيها: {بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين}.(6) ففي هذا الكلام تصريح من أمير المؤمنين(ع) أن فدك كانت في أيديهم.
ب ـ كلام الزهراء(ع) لعائشة بنت طلحة: حيث دخلت عليها عائشة يوماً فرأتها باكية فسألتها عن سبب بكائها، فأجابت الزهراء:{أسائلتي عن هنة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر و رفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً... تلك أنها عطية الرب الأعلى للنجي الأوفى. ولقد نحَلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي، وأنها ليعلم الله وشهادة أمينه، فإن انتزعا مني البلغة، و منعاني اللمظة...الخ}(7).
وهنا كما هو واضح تبين الزهراء(ع) أن القوم انتزعا منها فدك مع كونها عطية ونحلة من الله تعالى لرسوله الكريم، الذي وهبها لابنته الزهراء(ع).
ج ـ وكذلك خطاب الزهراء مع زوجها أمير المؤمنين(ع) والذي تقول فيه: {يا بن أبي طالب... هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي و بلغة ابنيّ}(8).
ومن خلال هذا يثبت أنه فدك كانت نحلة ووهبها نبينا الأكرم محمد(ص) لأبنته فاطمة وبناء على أمر الله سبحانه وتعالى وأن الرسول العظم كما هو معروف لاينطق عن الهوى.
غضبها وهجرانها أبا بكر إلى حين وفاتها(ع)
فقد نقل البخاري في صحيحه، قال:{حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة(ع) ابنة رسول الله(ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله(ص)أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله(ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله(ص) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(ص)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت}(9).
نعرف من أين فهم ابن حجر هذا التخصيص؛ لذا عارضته(عليها السلام) بالآيات القرآنية مما يدل على رفضها له، ومن الآيات التي استشهدت بها:
1ـ قوله تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ }(10).
2ـ قوله تعالى: { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * رِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }(11).
3ـ قوله تعالى: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى }(12).
4ـ قوله تعالى: { وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ }(13).
5ـ قوله تعالى: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ }(14).
6ـ قوله تعالى: { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ }(15).
إذن هذه الآيات دليل رادع وواضح على أن الأنبياء يرثون، ويورّثون لا كما يُدعى من رواية أبي بكر المتقدمة(16).
ينقل لنا ابن أبي الحديد في شرح النهج، قوله:
لقد توفيت فاطمة(عليها السلام) غاضبة على أبي بكر بسبب حرمانه إياها من ميراثها من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فكما يروي البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه) قالت: ".... إنّ فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)طلبت ان يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه. فقال لها أبوبكر: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبابكر نصيبها مما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبوبكر عليها ذلك، وقال: لست تاركاً شيئاً رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل به(17).
وقد كان غضبها على أبي بكر عظيماً إلى الحد الذي جعلها توصي علياً(عليه السلام)أن لا يصلي أبو بكر عليها بعد وفاتها، بل ولا حتى أن يمشي في جنازتها، حيث وارى الإمام علي(عليه السلام) جثمانها الطاهر سراً في الليل كما أخرج ذلك البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه): "....فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت: وعاشت بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها"(18).
وهذه الأدلة والمصادر هي من اسانيدهم وكتبهم وصحاحهم وهي غيض من فيض ولو اردنا أن نحيط بهذا الموضوع لتطلب الأمر كتب ومجلدات ولكن نكتفي بهذا القدر من الموضوع مراعاة للإيجاز والاختصار.
فاطمة الزهراء(عليها السلام) النور الرباني المتألق / الجزء السادس
بقلم عبود مزهر الكرخي
في البداية نحب بأمر مهم وهو حول مظلومية واستشهاد الزهراء(ع) وهو خطبة حذر فيها النبي المسلمين في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض! وفي قول اخر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض!) وقد خففها البخاري في: 5/ 126: فاستبدل لفظ (كفاراً) بلفظ (ضلالاً)!!.(1)
ومن هنا ننطلق في مبحثنا من هذا الجزء وحول الكثير بل اغلبهم من علماء السنة والجماعة ينكرون مظلومية الزهراء وكسر ضلعها واسقاط محسنها لتنسحب إلى عدد من علماء الشيعة ومع الأسف الشديد هذه الحادثة والتي يعرفها الجميع ولكن نحن سوف نورد الأدلة والمصادر من المصادر اهل السنة والجماعة لمعرفة الجميع بالحادثة.
المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام)
وفي جزئنا سوف نناقش المصادر التاريخية لمظلومية الزهراء(عليها السلام) وهي غصب فدك أولاً ومن المصادر والتاريخية والأدلة والتي لا يرقى إليها الشك عندهم أي من مصادرهم والتي سوف نبحثها بحسب العقل والمنطق لأننا في مذهبنا نحن أي شيء يعارض العقل والمنطق ولا يتطابق مع القرآن والسنة والنبوية نضربه عرض الحائط ولا نعمل وهذا هو ما ذكره أمامنا جعفر الصادق(ع) حول هذا الموضوع والذي يثبت إن مذهبنا الشيعي هو مذهب علم ومنطق يعتمد الحوار الموضوعي والعلمي وليس الانغلاق والتعصب والوقوف والعمل بأمور ومقالات حدثت منذ أكثر من 1400 سنة وعدم الحيود عنها وهي حتى هذه الأمور والمقالات والأفعال مشكوك في أمرها وفي صحتها إضافة ان المجتمع والحياة الإنسانية في تطور مستمر ومعقد تستوجب استخراج واستنباط الأحكام والتي تقع هذه الأعباء على فقهاؤنا وعلماؤنا الأجلاء لتوضيحها والعمل بها من باقي الموالين والذي هو يدخل في حكم الاجتهاد واستنباط الأحكام والتي يوجب على الموالي التقليد للمرجع ومعرفة أمام زمانه والتي هذه الأمور التي ذكرناها غير موجودة في المذاهب الباقية وهو محور الاختلاف الأساسي بيننا وبينهم والذي أثبت على صحة ما جاء به مذهبنا وأئمتنا في هذا المجال.
ولنرجع إلى محور موضوعنا ونناقشها بالتفصيل وحول فدك. فهي نحلة من رسول الله لفاطمة(ع) وقد أشارت النصوص الصريحة إلى ذلك وهي كالتالي:
1ـ أخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري، قال:{ لما نزلت هذه الآية {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}(2) دعا رسول الله(ص)فاطمة فأعطاها فدك}(3).
2ـ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} أقطع رسول الله(ص)فاطمة فدك}(4).
3ـ وأخرجها الطبراني، كما نقل ذلك عنه الهيثمي, قال: {قوله تعالى { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } عن أبي سعيد قال لما نزلت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} دعا رسول الله(ص) فاطمة فأعطاها فدك. رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك}(5).
كلمات الزهراء(ع) وأمير المؤمنين(ع) تكشف أنّ فدك كانت نحلة وهبة من رسول الله لفاطمة ومن هذه الكلمات هي:
أ ـ رسالة أمير المؤمنين علي(ع) إلى عثمان بن حنيف التي يقول فيها: {بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين}.(6) ففي هذا الكلام تصريح من أمير المؤمنين(ع) أن فدك كانت في أيديهم.
ب ـ كلام الزهراء(ع) لعائشة بنت طلحة: حيث دخلت عليها عائشة يوماً فرأتها باكية فسألتها عن سبب بكائها، فأجابت الزهراء:{أسائلتي عن هنة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر و رفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً... تلك أنها عطية الرب الأعلى للنجي الأوفى. ولقد نحَلنيها للصبية السواغب من نجله ونسلي، وأنها ليعلم الله وشهادة أمينه، فإن انتزعا مني البلغة، و منعاني اللمظة...الخ}(7).
وهنا كما هو واضح تبين الزهراء(ع) أن القوم انتزعا منها فدك مع كونها عطية ونحلة من الله تعالى لرسوله الكريم، الذي وهبها لابنته الزهراء(ع).
ج ـ وكذلك خطاب الزهراء مع زوجها أمير المؤمنين(ع) والذي تقول فيه: {يا بن أبي طالب... هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي و بلغة ابنيّ}(8).
ومن خلال هذا يثبت أنه فدك كانت نحلة ووهبها نبينا الأكرم محمد(ص) لأبنته فاطمة وبناء على أمر الله سبحانه وتعالى وأن الرسول العظم كما هو معروف لاينطق عن الهوى.
غضبها وهجرانها أبا بكر إلى حين وفاتها(ع)
فقد نقل البخاري في صحيحه، قال:{حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة(ع) ابنة رسول الله(ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله(ص)أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله(ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله(ص) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(ص)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت}(9).
نعرف من أين فهم ابن حجر هذا التخصيص؛ لذا عارضته(عليها السلام) بالآيات القرآنية مما يدل على رفضها له، ومن الآيات التي استشهدت بها:
1ـ قوله تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ }(10).
2ـ قوله تعالى: { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * رِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }(11).
3ـ قوله تعالى: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى }(12).
4ـ قوله تعالى: { وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ }(13).
5ـ قوله تعالى: { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ }(14).
6ـ قوله تعالى: { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ }(15).
إذن هذه الآيات دليل رادع وواضح على أن الأنبياء يرثون، ويورّثون لا كما يُدعى من رواية أبي بكر المتقدمة(16).
ينقل لنا ابن أبي الحديد في شرح النهج، قوله:
لقد توفيت فاطمة(عليها السلام) غاضبة على أبي بكر بسبب حرمانه إياها من ميراثها من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فكما يروي البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه) قالت: ".... إنّ فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)طلبت ان يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه. فقال لها أبوبكر: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبابكر نصيبها مما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبوبكر عليها ذلك، وقال: لست تاركاً شيئاً رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل به(17).
وقد كان غضبها على أبي بكر عظيماً إلى الحد الذي جعلها توصي علياً(عليه السلام)أن لا يصلي أبو بكر عليها بعد وفاتها، بل ولا حتى أن يمشي في جنازتها، حيث وارى الإمام علي(عليه السلام) جثمانها الطاهر سراً في الليل كما أخرج ذلك البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه): "....فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت: وعاشت بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها"(18).
وهذه الأدلة والمصادر هي من اسانيدهم وكتبهم وصحاحهم وهي غيض من فيض ولو اردنا أن نحيط بهذا الموضوع لتطلب الأمر كتب ومجلدات ولكن نكتفي بهذا القدر من الموضوع مراعاة للإيجاز والاختصار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ وقد روت أخبار هذا التحذير النبوي مصادر الجميع في حجة الوداع ففي صحيح البخاري:1/ 38 وفي: 2/ 191. وقد عقد ابن ماجة في سننه: 2/1300: باباً بعنوان: باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
2 ـ [الإسراء: 26]
3 ـ الشوكاني: فتح القدير، ج3 ص224, الناشر: عالم الكتب ـ بيروت.
4 ـ المصدر نفسه، ج3 ص224. ٢. الدر المنثور في ذيل آية ٢٦ من سورة الإسراء ، وميزان الاعتدال،ج ٢، ص ٢٨٨ ، وكنز العمال ، ج ٢، ص158
5 ـ الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 7 ص49. الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.
6 ـ نهج البلاغة: تحقيق محمد عبدة، ج3ص71, الناشر: دار الذخائر, قم ـ إيران.
7 ـ الطوسي، الأمالي، ص204, الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم.
8 ـ الطبرسي: الاحتجاج، ج1 ص145, الناشر: دار النعمان للطباعة والنشرـ النجف الأشرف.
9 ـ صحيح البخاري، ج4 ص209, الناشر: دار الفكرـ بيروت. وصحيح مسلم:ج5 ص153. الناشر: دار الفكرـ بيروت.
10 ـ [ النمل: 16 ].
11 ـ [ مريم: 5 - 6 ].
12 ـ [ الأنبياء 89 – 90 ].
13 ـ [ الأحزاب: 6 ].
14 ـ [ النساء: 11 ].
15 ـ [ البقرة: 18 ].
16 ـ شرح نهج البلاغة، ج16 ص212.
17- صحيح البخاري ج4 ص96 كتاب الخمس باب الفرائض.
18- صحيح البخاري ج5 ص177 كتاب المغازي باب غزوة خيبر..