أعلن الديوان الملكي السعودي، السبت، وفاة الأمير طلال بن عبد العزيز، الابن الثامن عشر من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، عن عمر ناهز 87 عاما.
ولدى الأمير طلال سجل حافل بمعارضة حكام المملكة طيلة العقود الماضية؛ إذ إنه زعيم ما عرف بـ"الأمراء الأحرار"، وهم خمسة من أبناء الملك عبد العزيز، طالبوا عام 1958 بحكم دستوري وبرلماني، ما تسبب بخروجهم إلى لبنان ثم مصر، وتجريدهم من جنسياتهم لسنوات طويلة.
وبالرغم من عودة الأمير طلال إلى المملكة في عهد الملك فيصل، إلا أنه بقي مصنفا من الأمراء المعارضين لسياسات العائلة الحاكمة.
ومنذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش البلاد مطلع العام 2015، أطلق الأمير طلال عدة تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، تنتقد بشكل مباشر وغير مباشر سياسة أخيه غير الشقيق، الذي يصغره بخمسة أعوام.
ففي نيسان/ أبريل من العام 2015، نشر الأمير طلال تغريدة مطولة، قال فيها: "فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد بقرارات ارتجالية، أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة، وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا وذاك".
وأضاف: "أؤكد على موقفي هذا، وأدعو الجميع إلى التروي، وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة، الذي وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبد العزيز، لا يزال هو أفضل المتاح، رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد -إذا وجد ذلك ضروريا- بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف".
وشدد الأمير طلال أنه "لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالفا لمبادئ الشريعة ونصوصها وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها".
ودعا الأمير طلال إلى "اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة، ويضاف لهم بعض من هيئة كبار العلماء، وبعض من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى أنه على مستوى الدولة من رجال البلاد؛ للنظر في هذه الأمور".
وفي حزيران/ يونيو من العام ذاته، قال الأمير طلال: "طفح الكيل من عراقيل جهات سيادية ممثلة في الديوان الملكي ووزارة الخارجية ووزارة المالية".
وتابع: "إنه لمما يُرثى له من أوضاع أن نصل للدرجة التي تضع فيها بعض الجهات الحكومية الرسمية العراقيل أمامنا في أمور بديهية بسيطة، وقد دعانا ذلك إلى اللجوء بعد الله عز وجل إلى الإعلام، تلميحا على أساس أن اللبيب بالإشارة يفهم، وليكن التصريح لو تعقدت الأمور أكثر، وقد أردنا من ذلك أن يعرف الجميع مثل هذه الأمور التي هي في بداياتها، ونرجو مخلصين ألا تستفحل وتصل لأبعادٍ طالما تجنبناها".
وبعد تدهور حالته الصحية، انقطع الأمير طلال عن التغريد في الشأن المحلي، إلى حين وفاته، علما أن أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن نجله خالد لا يزال رهن الاعتقال.
أقرأ ايضاً
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- تعرف أسرار البيت العراقي.. بغداد تطالب واشنطن بردع إسرائيل