بقلم:ماهر ضياء محيي الدين
حديث السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن الدولة العميقة إثارة عدة علامات استفهام وتساؤلات كثيرة لدى الشارع العراقي عن مفهوم الدولة العميقة.
الدولة العميقة أو الدولة المتجذرة أو دولة بداخل دولة مفهوم مهما اختلفت الآراء أو وجهات النظر حول تفسيره أو المعنى له الحقيقي، لكن المحصلة النهائية لدور الدولة العميقة هو التأثير وتوجيه مؤسسات الدولة الرسمية وقراراتها السياسية من اجل أهداف معينة تخدم مصالحها ومصالح حلفائها تحت غطاء الدولة ومؤسساتها.
هل توجد لدينا دولة بهذا المفهوم ؟ وما هو دورها الحقيقي في إدارة شؤون البلد ؟ .
منذ بداية العهد الجديد نعيش في ظل نظام دول عميقة (دولة الأحزاب)،وليست دولة واحدة عميقة مدعومة من الآخرين تتحكم ومسيطرة على صغار الأمور قبل كبائرها من خلال كل الوقائع والحقائق الملموسة، وفي كل مرحلة تتغير العناوين والمسميات مجرد تغييرات وفق مقتضيات المرحلة ، لكن النتيجة واحده استمرار دمار البلد وأهله.
من حكمنا عمل على إضعاف وخراب الدولة ومؤسساتها، وفي الاتجاه المقابل عمل على تقوية وتعزيز قوة وجوده في الساحة السياسية العراقية من خلال تسخير كل خيرات وثروات البلد لصالحة، وجعل من كل الدستور واتخاذ القوانين وسيلة لتحقيق أهدافه وغايته في السلطة والنفوذ، وحجة شرعية وقانونية أمام العالم لديمومة حكمه،ووزعت الأدوار بينهم في أعلى المراتب العليا ، بل في كل مفصل من مفاصل الدولة، وهو شرط من شروط الحصول على وظيفة وغنيمة، وقسمت الواجبات بين رقيب وحسيب فلا رقيب يراقب ولا حسيب يحسب وفق قاعدة (طمطملي واطمطمك) المعروفة من الجميع.
يقولون في الأمثال أ لمعروفه لدى الجميع اسأل مجرب ولا تسال حكيم ، وشعبنا المظلوم عاش تجربة مريرة للغاية من حكم الدولة العميقة (دولة الأحزاب) والأصح دولة العميقة المدعومة والمسيطر عليها من الآخرين منذ 2003 وليومنا هذا التي نهبت ودمرت البلاد وقتلت العباد.
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- إضحك مع الدولة العميقة
- العراق.. "أثر الفراشة" في إدارة الدولة