بقلم / مجاهد منعثر منشد
صَلّي الله وسلم عَلَى المحمود الأحمد الأمجد أبو القاسم مُحَمَّد, صلاتي الدائمة على من نزلت فيه السور والآيات البينات التي منها (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ) , وسلامي المتواصل عَلَى المصطفى الَّذي وفاه الأجل في الثامن والعشرين من صفر.
اَوَّلُ النَّبيّينَ ميثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً , سَيِّدُ خَلْقِ اللهِ ,مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ, رَسُولُ اللهِ , خَليلُ اللهِ, نَبِيُّ اللهِ, صَفِيُّ اللهِ, رَحْمَةُ اللهِ, خِيَرَةُ اللهِ, حَبيبُ اللهِ, نَجيبُ اللهِ , المُبَلِّغُ عَنِ اللهِ ,هومن اجْتَباه وَاخْتارَه وَهَداه وَهَدى بِه, نُورُ اللهِ الَّذي يُسْتَضاءُ بِهِ , الْمُهَيْمِنُ عَلى رُسُلِهِ, الشّاهِدُ عَلى خَلْقِهِ, الشَّفِيعُ اِلَيْهِ، وَالْمَكينُ لَدَيْهِ، وَالْمُطاعُ في مَلَكُوتِهِ, الَّذي اسْتَنْقَذَنا اللهُ بِه مِنَ الْهَلَكَةِ، وَهَدانا بِه مِنَ الضَّلالَةِ، وَنوَّرَنا بِه مِنَ الظُّلْمَةِ, خازِنُ الْمَغْفِرَةِ , قائِدُ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ , كَشَفْ الله عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الاسْتارِ, وَاَلْبَسْ حَرَمَه بِهِ حُلَلَ الاْنْوارِ, وغَمَسْهُ الله في بَحْرِ الْفَضيلَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْجَليلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَة، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطيرَة، وَاَوْدَعْهُ الاْصْلابَ الطّاهِرَةَ، وَنَقَلْهُ مِنْها اِلَى الاْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ.
خاتَمِ النَّبِيّينَ, هو سَيِّدُ الاْوَّلينَ وَالاْخِرينَ, وسَيِّدُ الاْنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ, رَؤُوفٌ بِالْمُؤْمِنينَ، غَلُيظٌ عَلَى الْكافِرينَ، عَبَدَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاه الْيَقينُ، فاتِحُ الْخَيْرِ, السِّراجُ الْمُنيرُ, المُنْذِرُ المُبَشِّرُ النَذير , السَّفيرُ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ, أعْظَمَ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ الْقِيامَةِ. بَعَثْهُ رَبِّه إلى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِه، وَاَوْطَأهُ مَشارِقَه وَمَغارِبَه، وَسَخَّرْ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْ بِرُوْحِهِ إلى سَمائِه، وَاَوْدَعْهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ إلى انْقِضاءِ خَلْقِه، ثُمَّ نَصَرْهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْهُ بِجَبْرَائيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِه وَوَعَدْهُ اَنْ يظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.
وبعد أنَّ شَرَعْ اللهِ لَه شَريعَةً ,و انْتَهَى بالاْمْرِ إليه , فَكانَ كَمَا انْتَجَبْهُ , وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَاهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَاهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْهُ، إلا أن النَّبِي الْمُرْسَلَ الذي اسْتَنْقَذَنا مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ , قَدْ اَسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَاَخْفَى الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ قبل وبعد أنَّ بَلَّغ رِسالاتِ رَبِّه, وَنَصَـح لاُمَّتِه ,وَجاهَد في سَبِيلِ اللهِ, وَصَدَع بِأمرِهِ ,وَتحمَل الأذى في جَنبِهِ, وَدَعَا إلى سَبِيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَميلَةِ ,وَأدَّى الحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيه , فبَوَّأهُ اللهِ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، فقُال تعالى:(اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً), ثُمَّ جَعَلْ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِه فَقال عزوجل: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) وَقال تبارك وتعالى: (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) ,وَقُال عزّ اسمه: (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الاّ مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً).
وبعض مَا جَادَ به البَشير في الْغَدير الذي كان لِكُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ،وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى. و اُصِبْنا برَسُولَ اللهِ حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أعْظَمَ المُصِيبَةَ بِه ؟! حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الوَحْيُ، وَحَيْثُ فَقَدْناه، فإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.(اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا اَيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً)...
الصلاة و السّلام على الذي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ,القائل: مَن زار قبري بعد وفاتي كان كمن هاجر اليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا أن تزوروا قبري فابعثوا اليّ السّلام فإنّه يبلغني.
اُصَلّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ، وَصَلّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَاَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ، صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لاَ انْقِطاعَ لَها وَلا اَمَدَ وَلا اَجَلَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ كَما اَنْتُمْ اَهْلُهُ , فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلى رَبّي، وَنِعْمَ الشَّفيعُ اَنْتَ يا مُحَمَّدُ، عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ, بَلِّغْ اَللّـهُمَّ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد وَآلِهِ تَحِيَّةً مِنّي وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ولاجَعَلَهُ اللهُ آخِرُ تَسْليمي عَلَيْكَ.
في مُصِيبَتك مُتَحيرٌ لَمْ أدْرِ ما أنا قائِلُ , مُصِيبَةَ إليها تًدرِ الدُّمُوعَ فأنا المتيم في حماك نزيل , فياعيني جُودي على الطَّاهِرِ المَزُوْرِ, ابْكِ عَلى مَنْ بَكَتْ عَلَيهِ فَاطِمَةٌ في ثَرى القُبُورِ, فهي درْعِي فِي مِحْنَتِي والظهِير, وياسيدُ الْكَوْنِين والبَشِيرُ النذِيرُ , قني بفاطِمَةَ عَذَابا مْنَكر وَنَكير.
إلى من هُمُ السَّبيلَ اِلَى الله وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِه , أتمنى زيارةَ جَدِّكم ,وأنَمْ قَرِيرَ الْعَينَينِ قُرْبَ الضرِيحِ , وَامْسَحِ الترْبَ عَنْ جِنَانِ فَسيْحِ , وأعلن الْمَودة والْمَحَبةِ بالقَول الصريُحِ.
إليْكُمْ بني الزَّهراء تَقديمِ العْزِاء , فأنتم اَوْلِياء اللهُ الَّذينَ اسْتَخْلَصْهُمْ لِنَفْسِه وَدينِه , وأَنْصارُه وَحجَجِه عَلى خَلْقِه، وَخُلَفاؤه في عِبادِه، وأعلامُه في بِلادِه، وَخُزّانُ عِلْمِه، وَحَفَظَةُ سِرِّه، وَتَرجِمَان وحْيِه.
لا اعْزِي أُمة لمّا تَفِقْ من المنام , ولا تستَيْقَظ من أفعال غفوة الأحْلام , ولا تشْكُو ظُلْماً مِما جَنَتْهُ الاَنامُ , ولا تعي حتى الكَلاَم.
أَسْأَلُكَ اَللّـهُمَّ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ العارِفِينَ، بمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الاَخْيارِ الأَئِمَّةِ الاَبْرارِ وَبِحَقِّهِمْ وَفِي زُمْرَةِ المَرْحُومِينَ بِشَفاعَتِهِمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
أقرأ ايضاً
- حكومتنا وذكرى الامام علي عليه السلام
- في ذكرى ولادة الحبيب المصطفى(صل الله عليه وآله)
- ذكرى الاحتلال واُفول الاحزاب !؟