- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عين ترقب كربلاء هذه الليلة !!!
حجم النص
فرج الخزاعي عزيزي القارئ عد بذاكرتك معي وتخيل أنك تعيش وترقب عرصة كربلاء ليلة العاشر من المحرم عام 61 هجـ فسنرى معاُ صوراُ تدمي العيون فسنشاهد معاُ ومع حلول الليل وأسدال نهار يوم لعائلة حجازية تركت ديارها لا بطراٌ أو للنزهة وأنما (لطلب الاصلاح في أمة محمد) ومع حلول الظلام الدامس ستجد تصاعد عويل اطفال بعمر الورد قد استوحشوا من صحراء قاحلة تبعث على الخوف والرعب وستلاحظ نساء تترقب بوجل وخوف ولا حول لها سوى التسليم وبعد انقضاء ساعات العشاء الاولى ستخرج أمرأة تحمل من الصبر مايعجز على تحمله فرسان العرب أنها أم المصائب والرازيا زينب الحوراء التي تتجه صوب خيمة الحسين مستفسرة منه هل أنه قد أختبر صدق نيات أصحابه واستعدادهم للقتال معه فيتصاعد بكاء النسوة والاطفال وأذا بهتافات وأهازيج لرجال كأنهم عادوا للتو من معركة قد ظفروا بها واذا هم أنصار الحسين الذين راحوا يستعرضون أمام خيمة الحسين لكي يبعثوا الامان والطمأنية في نفوس نساء وأطفال النبي وآله عندها تبسمت زينب وعرفت ان اصحاب اخيها ليس كباقي الاصحاب لتمر دقائق تلك الليلة سريعاٌ والكل منشغل مع الكل فهذه تودع زوجها وأخرى تودع أبنها وثالثة تودع أخيها وترى معسكر الحسين كخلية نحل في حركة دؤوبة للتزاور لاينقطع الا مع انبلاج اشراقة الصباح وأذا بجيوش عبيد الله بن زياد وهي تحيط بعيال الحسين من كل حدب وصوب بين من يحمل السيوف او الرماح ومن يحمل النبال والحراب وكلها قد انساها الشيطان ذكر ربها ليبرز الحر بن يزيد الرماحي من بين الجموع وهو يهم بالتوجه صوب معكسر الحسين وفجأة يقف وهو يرتجف كالسعفة في مهب الرياح فيلومه بعض أصحابه ويتهمونه بالخوف والتخاذل فيرد عليهم وعيونه كميزاب في يوم ماطر انا اخير نفسي بين الجنة والنار ولا اختار على الجنة بديلا ويتسلق قرص الشمس سماء كربلاء ومع صعوده تصعد أرواح زاكيات الى بارئها بعد ان تنال الشهادة بين يدي ابي عبدالله الحسين ولا تنجلي الغبرة الا وعلي الاكبر بين يديه وهو يستأذنه بالبراز للأعداء ؟؟ ألهي ما اصعبها من لحظات على قلبك سيدي ابا عبدالله وانت تزف فلذة كبدك الى موت لا رجعة فيه بعد ان يتعالى صوت الاكبر ابتي ياحسن ادركني ؟؟ وتستمر اللحظات العصيبة على قلبك سيدي فمن هي الاصعب قتل عبدبالله الرضيع بسهم حرملة بن كاهل أم شهادة القاسم بن الحسن أمانة الحسن لديك وهو غلام لم يبلغ الحلم ؟؟أنا أرى أن شهادة حامل لوائك هي ام الرزايا على قلبك الى الحد الذي بت لاتقدر على حمله الى مخيم الصرعى من اهل بيتك ؟؟ ليزداد غضب الله على قوم أغواهم الشيطان وهم يرون الحسين وحيدأ فريداٌ لاناصر ولامعين والخيول تتعاقب محاولة اقتحام مخيم النساء فتجد ان لابديل لهولاء غير نفسك الزكيه فتذهب الى حتفك بمحض ارادتك وانت تردد(أن كان دين محمد لايستقيم الا بقتلي فيااسيوف خذيني) وبقتلك ظل دمك الطاهر عنوان لكل ثورة وشعار لكل مظلوم وبيرغ لكل ثائر ولتبقى كربلاء مناراُ يهتدي به الاحرار في العلم.