- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اخطاء تربوية (3)..عدم متابعة المراهقين
عباس الصباغ
من جملة الاخطاء التربوية الفادحة التي يقع فيها الوالدان هو عدم متابعة او محاسبة اولادهم على سلوكهم واخطائهم او توجيههم بحجة انهم صاروا كبارا ولم يعودوا بحاجة الى النصح والارشاد او التوجيه سواء أ كانوا ذكورا ام اناثا الذين يعيشون مرحلة المراهقة الحرجة فالخطورة تبقى واحدة وعلى كافة الاصعدة سواء في البيت ام في المجتمع، وهذا هو عين الخطأ لان فترة المراهقة تعد تربويا وفسلجيا وسايكلوجيا من اخطر المراحل الحياتية التي يمر بها الانسان فهي الحلقة الوسطى مابين الطفولة (الجذور) وبين اليفوع والنضوج (الاساس)، وصولا الى مرحلة الشباب والنضوج الفكري لدى الجنسين ، وقد تكون في بعض المجتمعات مرحلة الدخول الى عش الزوجية، المراهقة هي الفترة المؤهلة للبلوغ العقلي والفكري والدخول الى معترك الحياة وهي البوابة التي يمر منها الانسان الى المستقبل، فتعتبر من اشد المراحل الحياتية حراجة وخطورة بعد استكمال البلوغ الجنسي المعروفة شرائطه عند الفقهاء ، لذا يجب على الوالدين عدم التراخي او غض النظر في متابعة ابنائهم وهو يدلفون هذه المرحلة ويعيشون حيثياتها التي تتنوع فيها اسقاطاتها السايكلوجية على نفس المراهق / المراهقة وتنثال اسقاطاتها الجسمانية نضوجا على جسد المراهق / المراهقة وتتبلور شخصيتهما للوصول على مشارف النضوج العقلي / الجنسي الكامل لكلا الجنسين والاغفال او التغافل يعني ان ثمة خطأ ما في التربية سيؤثر بصورة مباشرة على المراهق التي ثبتت جميع الدراسات انه يبقى بحاجة ماسة الى العناية الابوية المادية والاعتبارية والاخلاقية فالمراهق / المراهقة شخص مايزال في طور النمو المتصاعد مثل البرعم الناشئ الذي يبقى نسغه بحاجة ماسة الى الماء والغذاء وتركه بدون رعاية ومتابعة يعنى الموت المحقق له ومن ثم التلاشي .
فالمتابعة المستمرة والدقيقة والصارمة ايضا للوالدين لابنهما المراهق وبدون تعسف وعدم تركه على هواه او مزاجه يفعل ما يشاء كأنه غير منتم الى بيئة او مجتمع يحسس المراهق / المراهقة بانهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة بل هنالك (ادارة) فعالة يعيشون في ظلها والاهم من كل ذلك يجب على الابوين ان يدركا ان فترة المراهقة هي فترة الانفعالات النفسية الحادة التي تصدر عن المراهق / المراهقة وليس بجديد القول ان المراهقين يميلون الى لغة اكثر حدة من قبل لانهم يحسون في قرارة انفسهم انهم عبروا مرحلة الطفولة فيتعاملون مع ذويهم تعاملا جافا اذا ما صدرت منهم ردود فعل تحمل قساوة او اهانة فيثور المراهق وقد تصدر منه عبارات غير لائقة وقد يؤذي نفسه او اهله وحتى بيئته وقد يتجاوز الخطوط الحمر التي اوصى بها الله سبحانه بالتجاوز على الوالدين (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {الأحقاف/15}).
المراهق / المراهقة قد لايشعرون بانهم وإن تجاوزوا مرحلة الطفولة انهم مايزالون بحاجة الى رعاية واهتمام الابوين وان المسالة قد انتهت بعبور الطفولة وفي الحقيقة انها لم تنتهِ بمجرد ظهور علامات البلوغ للذكر او الانثى بل ان هذه العلامات وان دلت على تخطي مرحلة الطفولة والوصول الى مرحلة اخرى الا ان الانسان يبقى بحاجة الى من يرعاه ويهتم بشؤونه ويوجهه الى ان يبلغ اشده ويعتمد على نفسه بعد ان يصل الى مرحلة النضوج الجسمي / الجنسي الكامل.
انا شخصيا ارى بعض الاباء والامهات ليس لهم اي تاثير على حياة اولادهم المراهقين الذين يقومون بافعال غير لائقة قد تسبب للاهل كوارث واضرارا مفجعة الا انها في بعض الاحيان تكون تحظى بمباركة الوالدين وتشجيعهم.
أقرأ ايضاً
- هل يجب على "مراجع الدين" متابعة الأحداث السياسية ؟
- المجلس الحسيني مدرسة تربوية روحية الجزء الرابع
- المجلس الحسيني مدرسة تربوية روحية - الجزء الثالث