- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية واعراب الجاهلية
بقلم:عادل الموسوي
لحن قديم اعتصرته اليوم ذاكرتي.. هامت معه نفسي في صحراء وجودي: " وظيفتي ان اكون مع صاحب الحق لآخذ له الحق ممن عليه الحق " كلمات لسيدي المرجع تشرفت أذناي بسماعها منذ سنوات بعيدة، ولعلها الوحيدة التي علقت لتعتصر لحنها اليوم ذاكرتي لأن موقف اليوم اثارها وايقض اوار اشجانها.. لا أذكر تحديدا سنة اول تشرفي بزيارة "براني" سماحة السيد المرجع روحي له الفدا..
اذكر شاي الضيافة الخفيف اللون ذو الطعم الذي لم يتكرر عندي.. لم يكن عندي او صاحبي مسألة شرعية غير العبادة بالتملي من النظر الى شمائل وقسمات
وجه تلك الطلعة البهية..
جاء
سيدي فقام القعود بالصلوات على النبي ص، فقعد للافتاء فقعدنا مقاعد للسمع نسترق كل نبسة من شفاه الياقوت.. يا الهي ماتلك الهيبة الملكوتية.. عمامة سوداء كأنها السماوات مطويات.. لحية كثة بيضاء طويلة ومن وراء ثنايا
الؤلؤ بيان ال بيت محمد ص لاحكام لدين الله..
قعد امامه احد الاجلاف من اعراب الجاهلية يستفتيه مسائل في الخمس، فأفتاه مولاي بالحق فأعرض حنقا مغضبا لم يرق له الجواب قائلا: " عبالنه السيد يطيح النا اياهن " فقال له سيدي: " وظيفتي ان اكون مع صاحب الحق لﻵخذ له الحق ممن عليه الحق "
كان لذلك الجلف الجاف اموالا كثيرة وكان يأمل فتوى الاعفاء عن خمسها او بعض خمسها، فخاب من افترى..
والعجيب انه لم يجبر على الحضور.. لم يجبر على الاستفتاء.. لم يجبر على الدفع.. كان يأمل.. كان يحلم ان تطابق الفتوى هواه..مرعلى ذاك المشهد بضع وعشرون عاما، وكم قبل ذلك التاريخ وبعده من مشاهد
شبيهة يصمد لها الحلم.. وكم من الصبر يحتاج الصبر قبل ان يعيل..اليوم ايها الاخوة.. استمعت لحنا اخر كان اشد حزنا.. كلمات لسيدي الى مسامع ولدي..
اليوم تشرف ولدي ضمن وفد لطلبة العلوم الدينية بلقاء السيد المرجع واستماع حديثه
.. كان وصفه مؤلما: السيد " كبران ".. مسند.. متأثر جدا مما نحن - العراقيون - فيه، تحدث عن عدم الاصغاء للنصائح، عن العودة لإنتخاب الفاسدين، عن عدم المشاركة في الانتخابات، عن اشتباه المتظاهرين، عن القاء اللوم على المرجعية الدينية، وكأنه يتحدث ولاول مرة عن الحملات التي تشن ضد المرجعية.. قال: انا لا اريد اي شيء من احد حتى اني لا املك شبرا في العراق.. وهذه الدار ستكون لمن بعدي.. وان ايامي بينكم - او معكم -
معدودة.. " فضج المجلس بالبكاء والنحيب.. حتى ذكر المشايخ: انهم لم يسمعوا السيد يتحدث بمثل تلك الطريقة من قبل.. تحدث السيد المرجع بخمس وثلاثين دقيقة لطلبة العلوم وختم بالاعتذار عن الاطالة معللا: " اطلت عليكم لأني احبكم ".. لقد كان متأثرا جدا " عمت عيني " - على حد تعبير صاحبي حسين فرحان عندما اخبرته بذلك - وان اقول: " خرب بيتي" - لمن تكلم بلهجتي - ويحكم اي كبد لرسول الله فريتم.. اين تفرون من موقف له معكم يوم القيامة والخصيم جده محمد ص.."اتطلبوني بقتيل لكم قتلته ام مال لكم استهلكته"
"لا املك في العراق حتى شبرا.. وهذه الدار ستكون لمن بعدي.. وان ايامي معكم معدودة "
"
تبا لكم ايتها الجماعة وترحا، احين استصرختمونا والهين فأجبناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم فكنتم البا لأعدائكم على اوليائكم.. "وان تعجب لذلك الجلف في ذلك التاريخ فأعجب لأجلاف اليوم من اعراب الجاهلية يريدون من المرجع الاعلى ان يقلدهم فيما يرغبون.. يتحدث ان شاؤوا ويسكت ان طلبوا.. يحرم الحلال ويحل الحرام..يدين ويستنكر ويشجب.. ان قال قالوا لم، وان سكت قالوا لم.. لماذا لم يقل ان الابيض ابيض.. لماذا لم يقل ان الاسود اسود..
" أيّها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ، وحتّى أعتذر
إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتهم عذري، وصدّقتم قولي، وأعطيتموني النصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليّ سبيل"
" الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد
اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا، وبئس العبيد أنتم " هذا كلام الحسين ان كنتم من شيعته..
"وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "
وهذا كلام الله ان كنتم مسلمين..
" ياشيعة ال ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم كونوا عربا كما تزعمون.. "
" عِبادَ اللهِ إنَّ وُلْدَ فاطمةَ سلام اللهِ علَيْها أحقُّ بالوُدِّ والنَّصْرِ منِ ابْنِ سُميَّةَ، فإنْ لم تنْصُروهُمْ فأُعيذُكُم باللهِ أنْ
تقتُلُوهُم "
ويحكم كيف تعيبون على عمر بن سعد وجيشه ما يندى له جبينه من افعالكم..
ايها الناس من من الناس خير من رسول الله صلى الله عليه واله ؟ وامير
المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ؟ وابنائه المعصومين عليهم السلام ؟
والعلماء الاعلام الماضين ؟ وقد توفاهم الله سبحانه وهذا السيد الجليل قد
بلغ الثامنة والثمانين كم المؤمل له او لكم بعد من السنين ؟!
ايها الناس خذوا حذركم والحائطة لدينكم وتوبوا واحذروا لقاء السيد يوم
القيامة " فإن على الصراط عقبة لايجوزها احد بمظلمة " توبوا لما بقي من
عمركم وعمره فلقد ظلمتم انفسكم بظلمه..
"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ "
فقط كفوا عنه السنتكم.. ارجوكم.. رفقا بأنفسكم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود