- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قصة هبوط كربلاء من الألف إلى الياء !
بقلم _ مسلم الركابي
يبدو ان عملية هبوط نادي كربلاء لدوري المظاليم كانت تمثل نتيجة حتمية لمجمل الظروف التي عاشها النادي في هذا الموسم والذي يعتبر الموسم الأسوء بتاريخ نادي كربلاء. والغريب في الامر حينما يمر حدثا رياضيا مثل حدث هبوط نادي كربلاء إلى دوري الدرجة الأولى مرور الكرام حيث لم نسمع اي ردة فعل من الحكومة المحلية في كربلاء أو من إدارة النادي، فقط الجمهور هو الذي يتحدث بمرارة واسف وحزن كبير لما آلت عليه نتائج نادي كربلاء هذا الموسم والذي شهد انحدارا خطيرا في مسيرة العمل الإداري في النادي حيث كانت الهيئة الإدارية هي محطة النقد والانتقاد من قبل الجميع فبعد الفشل الكبير والذريع في إدارة النادي التي للأسف عاشت موسما مرتبكا بكل ما تعني الكلمة من معنى وهذا ما جسدته مجمل القرارات الإدارية البائسة والتي انعكست سلبا على الأداء الفني للفريق وبذلك نقول ان مشكلة الرياضة العراقية بشكل عام ونادي كربلاء بشكل خاص هي مشكلة إدارية بإمتياز وحينما تكون إدارة النادي تعاني من مشاكل إدارية مستعصية تصبح كل قراراتها متخبطة وعشوائية وحلولها ترقيعية وهي كذلك بالفعل فبدلا من أن تكون إدارة النادي جزءا من الحل تصبح جزءا من المشكلة وهذه هي الطامة الكبرى والتي يعاني منها نادي كربلاء والتي أدت إلى هبوط الفريق لدوري المظاليم. نحن هنا لا نتجنى على أحد ولا نستهدف أحدا فكل أعضاء إدارة النادي تربطنا بهم أواصر المحبة والتقدير ولكن ذلك لايمنعنا من أن نقوم بواجبنا المهني الإعلامي في كشف الحقيقة مهما كانت مرارتها قاسية. نحن نعرف أن هناك الكثير والكثير من الأسباب التي كانت وراء هبوط الفريق لمصاف دوري الدرجة الأولى وهذه الأسباب يعرفها القاصي والداني لكننا نتحدث اليوم بصراحة أكبر عن أداء إدارة نادي كربلاء طيلة الموسم حيث كانت البداية الخطأ بكل شيء ابتداءا بتسمية الكادر التدريبي مرورا باختيار اللاعبين ثم مرحلة إعداد الفريق. كان كل شيء واضح ومعروف ومعلوم لدى الإدارة فهي تعرف حدود إمكانياتها المالية وتعرف مزاج الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي وتعرف أيضا طبيعة علاقتها بوزارة الشباب والرياضة وتعرف أيضا إمكانيات اللاعبين مقارنة بعقودهم وكل ذلك يعني أن الإدارة ليس من حقها أن تقول نحن لم نكن نحسب هذه الأمور بشكل دقيق وهنا يحضرني سؤال ترى ماهو دور الإدارة إذن وماهو عملها ؟ للأسف الشديد سوء إدارة الأمور في النادي وهذا الأمر ناتج من قصور واضح في الإمكانيات العلمية والفنية بنفس الوقت لدى أعضاء إدارة النادي فالادارة هي علم قبل كل شيء وهي فن أيضا حيث تحتاج إلى مؤهلات علمية إضافة إلى مؤهلات شخصية تجعل من عضو ادارة النادي ذات شخصية قيادية تعرف كيف تتصرف وكيف تتعامل مع مجمل الأمور الإدارية في إدارة النادي من كل النواحي الفنية والإدارية وانعدام هذا الأمر جعل إدارة نادي كربلاء تتوارث الجهل والتخلف وعدم المهنية في إدارة النادي فحينما يكون عضو ادارة النادي غير مؤهل رياضيا وإداريا يصبح بالنتيجة عالة كبيرة على النادي فهو يشعر بأن النادي أصبح ملكا عضوضا له ولغيره وهذه مشكلة تعاني منها أغلب الأندية العراقية، نحن نفهم ان بعض مقومات الإدارة الناجحة هي وجود علاقات واواصر تعاون تفتحها الإدارة مع الآخرين من أجل مسيرة النادي وهذا الأمر للأسف كان مفقودا في إدارة نادي كربلاء فقد أثبتت الوقائع أن إدارة النادي لا تجيد فن العلاقات فهي كثيرا ماكانت على علاقة متشنجة مع الجميع الحكومة المحلية ووزارة الشباب والرياضة وكذلك الإعلام الرياضي والجمهور وكذلك الوسط الرياضي الكربلائي فقد فشلت إدارة نادي كربلاء فشلا ذريعا في استقطاب نجوم الكرة الكربلاءية وكذلك الرياضيين من أبناء المدينة حيث أبعدت الجميع بقصد او بدون قصد وهذا الأمر جعل إدارة النادي في موقع النقد والانتقاد من قبل الشارع الرياضي الكربلائي، كيف يتسنى لنا أن نفهم أن إدارة نادي يمكن أن تختزل بشخص واحد أو شخصين هذا مايحصل في إدارة نادي كربلاء والذي ربما الجمهور او حتى من الاعلام لا يعرف من هم أعضاء إدارة نادي كربلاء، المعروف هو السيد محمد الموسوي والسيد وليد حسين وأحيانا يضاف لهما السيد أحمد هدام هؤلاء هم في الصورة أما الآخرين فهم خارج نطاق التغطية دائما فهم لا ارى ولا اسمع ولا اتكلم وحينما نسأل أحدهم عن سبب غيابه أو تغييبه عن المشهد الرياضي يصمت بوجهك أو يقول انها ظروف خاصة هكذا يدار نادي كربلاء فحينما يصل الأمر بأعضاء إدارة نادي يوقعون على محضر اجتماع إدارة النادي وهم لم يحضروا الاجتماع علينا أن نتوقع المزيد من الخيبات والخسائر فأحد أعضاء إدارة نادي كربلاء يوقع على محضر اجتماع الإدارة وهو يمارس عمله في الإشراف فريقه الشعبي في الساحة بعد ان يستلم مخصصاته التي يسميها راتبا له بل إن الأمر تعدى ذلك حتى وصل إلى أن أحد أعضاء إدارة النادي زعل على رئيس النادي لأنه اوعده بمبلغ مالي لكي يكمل بناء بيته وحينما اخلف رئيس النادي بوعده زعل عضو ادارة النادي وأخذ يرمي الاتهامات يمينا وشمالا لأن مصلحته الشخصية قد ضربت. لم تكن إدارة نادي كربلاء شفافة مع الآخرين إطلاقا حيث أن بعض اعضاء إدارة النادي لا يعرفون كل شيء عن حسابات النادي وحينما تسألهم يصمتون فعقود اللاعبين وبيعهم والمنح والسلف وايرادات النادي وغيرها ذلك لايعلم به سوى الله ورئيس النادي هكذا أعضاء إدارة النادي يقولون فكيف يتسنى للإعلام الرياضي والجمهور أن يعرف المزيد عن عقود اللاعبين وغير ذلك من الأمور الأخرى. عضو ادارة النادي يقاطع النادي فهو لايحضر اجتماع أو أي نشاط آخر في النادي وحينما تسأله عن السبب يجيب بأنه لم يستلم راتب من النادي منذ ثلاث سنوات لانعرف هل هناك رواتب لأعضاء الهيئات الإدارية في الأندية؟ ؟؟ خاصة ونحن نعلم أن العمل الإداري في النادي هو عمل تطوعي!!! هكذا هي طبيعة العمل الإداري في إدارة نادي كربلاء وهي التي كانت وراء الإخفاق الفني في أداء الفريق بعد حالة إقالة المدربين والذين توالوا على الفريق مما جعل فريق نادي كربلاء يلعب بدون هوية لأنه تعامل مع أكثر من ثلاث مدربين في موسم كروي وهذه مشكلة كارثية بالنسبة للفريق. كل ذلك يحصل وحينما يقال للإدارة كفى انكم فشلتم في إدارة النادي وعليكم مغادرة مواقعكم يأتي الجواب نحن نطلب النادي أموال حيث اننا بعنا بيوتنا وسياراتنا وصرفناها على النادي وهنا تحضر الارقام الفلكية وهذا الأمر أصبح متعارف عليه في أغلب إدارات الأندية فرئيس النادي يعلن بأنه يطلب النادي مئات الملايين من الدنانير وعليه فهو باق لاسترداد أمواله وهذا الأمر أصبح سنة ابتدعها الكابتن علاء كاظم رئيس نادي الطلبة.. هذا كل ما يتعلق بإدارة النادي أما موضوعة الحكومة المحلية في كربلاء ودورها في هبوط نادي كربلاء لدوري المظاليم فقد كانت الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي هي التي أصابت العميد الكربلائي بمقتل من خلال الإهمال المتعمد لكل المناشدات التي كانت تطالب بدعم النادي حيث تعاملت الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي بمزاجية مفرطة خاصة فيما يتعلق بالجانب الرياضي حيث كانت الحكومة المحلية تنظر للرياضة نظرة دونية للأسف فقد تركت الحكومة المحلية العميد الكربلائي وحيدا في الساحة دون دعم وإسناد بحجة واهية وهي عدم وجود سند قانوني يتيح للحكومة المحلية بتقديم الأموال لنادي كربلاء وهذه الفعلة الشنيعة هي قضت على أحلام الجمهور الكربلائي بأن يرى فريقة باقيا في مصاف الدوري العراقي الممتاز لقد تجاهلت الحكومة المحلية استغاثات إدارة النادي واللاعبين والجمهور والإعلام بشكل غريب وعجيب حيث كان البعض من أعضاء مجلس المحافظة من يقول ان الرياضة حرام أجل هذا هو الواقع فكيف نطلب من فريق يعيش لاعبيه في مكان يفتقد لكل مقومات السكن أن يبقى في الدوري الممتاز وكيف نطلب من فريق يذهب للتمرين بستوتة وكيف يبقى فريق في الدوري الممتاز ولاعبيه جلهم من خارج المحافظة ولم يستلموا عقودهم وكيف يبقى فريق في الدوري الممتاز وهو عبارة عن محطة تجريب تدريبية بعدما توالى على تدريبه أكثر من أربعة مدربين. كل هذه الأسباب وغيرها الكثير هي التي أدت إلى هذا السقوط المدوي للعميد الكربلائي حيث ترجل العميد من صهوته منكسرا خائبا وهو يحث الخطى نحو دوري المظاليم عسى ولعل أن يسعفه القدر ثانية ليعود للدوري الممتاز.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!