واجه محمد صلاح هداف نادي ليفربول سلسلة من الانتقادات في الصحف البريطانية، بعد ظهوره مع الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، فور وصول المنتخب المصري إلى معسكرهم في العاصمة الشيشانية غروزني.اعتبرت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن صلاح لم يتصرف بحكمة عندما ظهر في أثناء التدريب في الملعب مع قديروف.
واعتبرت الصحف البريطانية، عموما، أن الرئيس الشيشاني استغل وجود نجم ليفربول والمنتخب المصري لتلميع صورته المتدهورة بسبب سجله غير المشرف في مجال حقوق الإنسان، وحرص قديروف على توفير تغطية إعلامية واسعة لاستقباله ولقاءاته مع صلاح والمنتخب المصري.
رمضان قديروف يعاني من تدهور خطير في سمعته فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان وعمليات الاغتيال والتعذيب، حتى أن محكمة في دبي تنظر في جريمة قتل، المتهم الرئيسي فيها هو ابن عم الرئيس، جريمة قتل مزدوجة ذهب ضحيتها الأخوين يمادايف، أحدهما في دبي والثاني في موسكو، وقد كانا من القادة البارزين في الفصائل الشيشانية في الجيش الروسي.
وكانت شبكة CNNالأمريكية قد، نقلت عن مصدر موثوق في الاتحاد المصري، أن صلاح قرر اعتزال اللعب مع المنتخب المصري بعد نهاية بطولة العالم، بسبب سلسلة من المواقف المحرجة التي تعرض لها، ولكن إيهاب لهيطة مدير المنتخب المصري سارع إلى نفي هذه الأنباء، مؤكدا أن صلاح لم يتم إجباره على شيء في المعسكر وأنه شارك بشكل طبيعي ولم يهدد بالاعتزال كما يدعي البعض.
القضية تثير جدلا واسعا وعنيفا على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، ويبقى السؤال الرئيسي حول أسباب اختيار غروزني التي تبعد ما لا يقل عن ألف كيلو متر عن مدن مباريات المنتحب المصري؟
ما يتردد في العاصمة الروسية، هو أن السفارة المصرية في موسكو كانت صاحبة هذا الخيار، الذي أقره الاتحاد المصري لكرة القدم، ويردد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي المصريين أن الشيشان تكفلت بمصاريف المعسكر كاملة، بينما كان الاتحاد المصري لكرة القدم قد حصل على أكثر من مليون ونصف المليون دولار لسداد هذه التكاليف، ويبدو أن الفيفا نصحت الاتحاد المصري بتغيير مكان معسكر المنتخب المصري، تخوفا من ردود فعل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكن الاتحاد المصري رفض ذلك.
ومما يضعف من موقف الاتحاد المصري، ما تردد عن قيام أعضاء في الوفد المصري الرسمي ببيع أعداد كبيرة من حصة مصر من تذاكر البطولة المجانية في السوق السوداء فور وصولهم إلى موسكو.
ويأخذ المنتقدون على الاتحاد المصري أنه وضع صلاح في أزمة عندما سمح لرئيس دولة الشيشان باصطحاب اللاعب في أول تدريب للمنتخب بمدينة جروزني، والذهاب معه لتحية الجماهير الموجودة في المدرجات، ومنح محمد صلاح حق المواطنة الفخرية الشيشانية، دون أن يوجه أي مسئول في الاتحاد نصائح لصلاح تتعلق بالخلفية السياسية لهذا التكريم، واستغلال قديروف لنجم ليفربول سياسيا.
وتنبغي الإشارة إلى أن هذه الأزمة، لم تكن الأولى التي تسبب فيها اتحاد الكرة المصري للاعب الدولي، حيث حاول، قبل انطلاق البطولة، استغلال صورته في عمليات دعاية لشركات مصرية، بينما يرتبط صلاح بعقود دعائية حصرية مع شركات دولية، مما وضعه في مأزق أمام التزاماته التعاقدية، واضطر الاتحاد للتراجع عن هذه المحاولة، بعد مفاوضات مع مدير أعمال محمد صلاح.
العديد من المشاهير في مصر، مثل الإعلامي عمرو أديب، المخرج بيتر ميمي، المخرج مجدي الهواري، الكاتبة إنجي علاء وغيرهم، قدموا دعمهم لمحمد صلاح، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبر أديب أن المصريين يحطمون، دائما، النماذج الناجحة، وذهب ميمي حتى القول إنه يؤيد اعتزال صلاح للعب مع المنتخب المصري، إن كان الخبر صحيحا، "لأننا لا نستحق أي شيء جيد يحدث لنا".
أقرأ ايضاً
- الاتحاد العُماني يوجه تحذيراً للعراقيين.. 7 آلاف مشجع عراقي يواجهون خطر منعهم دخول الملعب
- الفيفا يكشف عن كأس العالم للأندية 2025
- كاساس يحمّل لاعبيه مسؤولية التعادل مع الأردن وتصريح قوي من درجال